ولينغتون... أول مدينة بالعالم يمكن زيارتها من خلال لعبة إلكترونية

ولينغتون تشتهر بمقاهيها ومعالمها الثقافية ويسكنها 420 ألف نسمة (أرشيف - رويترز)
ولينغتون تشتهر بمقاهيها ومعالمها الثقافية ويسكنها 420 ألف نسمة (أرشيف - رويترز)
TT

ولينغتون... أول مدينة بالعالم يمكن زيارتها من خلال لعبة إلكترونية

ولينغتون تشتهر بمقاهيها ومعالمها الثقافية ويسكنها 420 ألف نسمة (أرشيف - رويترز)
ولينغتون تشتهر بمقاهيها ومعالمها الثقافية ويسكنها 420 ألف نسمة (أرشيف - رويترز)

قد يواجه بعض الناس صعوبة في زيارة العاصمة النيوزيلندية ولينغتون، فالذهاب إليها يكون من خلال رحلات طيران طويلة ومرهقة، غير أن أولئك الذين يريدون الحد من الانبعاثات الكربونية أو الذين لا يحبون الرحلات الجوية أو الذين ليس لديهم الوقت والمال للقيام برحلة إلى هذه المدينة، يمكنهم الآن زيارتها وإن كان ذلك سيتم عبر العالم الافتراضي.
فقد قامت وكالة «ريستلر» للأعمال الابتكارية التي تنتج بالعادة ألعاب الفيديو ومقرها ولينغتون، بتأسيس موقع «ويل تاون» الذي يحول العاصمة النيوزيلندية إلى لعبة إلكترونية ممتعة تمارس في الواقع الافتراضي، حيث يوجه اللاعبون الطلقات إلى كائنات خرافية خارقة للطبيعة، ويمارسون هواية الغطس وسط الحيتان، ويعتقد المبتكرون أنهم اخترعوا أول مدينة في العالم داخل لعبة.
وتقول كات لينتوت المؤسسة المشاركة لوكالة «ريستلر»: «إنها أول مدينة يمكنك زيارتها في الواقع الافتراضي، وتمارس فيها الألعاب الإلكترونية التي تمثل معالم المدينة، وتساعدك على معايشة - بشكل حقيقي - ما تود أن تزوره في ولينغتون».
ونقطة البداية بالنسبة للاعبين هي أعلى جبل فيكتوريا الذي يبلغ ارتفاعه 196 متراً والمطل على ولينغتون، ويتم اصطحابهم في جولة حول العاصمة التي تشمل ميناءها الشهير وتلالها المتموجة.
ويبلغ عدد سكان ولينغتون 420 ألف نسمة تقريباً، وتشتهر أساساً بمقاهيها ومعالمها الثقافية، وبصناعة المؤثرات الصوتية والبصرية الخاصة التي ساعدت على تصوير أفلام سينمائية ضخمة الإنتاج، مثل ملك الخواتم وثلاثية «الهوبيت» و«أفتار» و«مورتال إنجينز» الأكثر حداثة.
وعندما اتصلت هيئة السياحة النيوزيلندية أولاً بلينتوت لابتكار تجربة معايشة ولينغتون عن طريق الواقع الافتراضي، قالت: «انبعثت على الفور من داخلي المهارة في تصميم برامج الكومبيوتر».
وتضيف لينتوت إن الواقع الافتراضي يفتح سبلاً جديدة لفن الحكي والقص، وتتابع: «لا أحد يعرف القواعد التي تحكم هذا المجال الجديد، كما لا يوجد خبير في هذا الفن، ومن هنا فإننا جميعاً نحرك الحواجز منطلقين لنطرق دروباً جديدة، ونحن نقتبس المعلومات من الأفلام والوسائل التقنية والألعاب الإلكترونية والمسرح، وإنه لأمر يجلب المرح إلى القلوب».
واستخدم المطورون لهذا البرنامج الحاسوبي بيانات تشمل مختلف أنحاء مدينة ولينغتون لتصميم «ولينغتون الافتراضية»، ثم أضافوا مجموعة من القصص وطريقة الألعاب مستخدمين أساليب تسجيل حركات الأشخاص رقمياً وفنون الغرافيك ومقاطع الفيديو ثلاثية الأبعاد والمساحة التصويرية، وهي فن الحصول على معلومات عن مكان ما بواسطة الصور.
وأسهم قرابة 50 شخصاً في المشروع الذي بلغت تكاليفه 300 ألف دولار نيوزيلندي (206 آلاف دولار أميركي).



موسوعة لتوثيق أعمال سعيد العدوي مؤسس جماعة التجريبيين بمصر

أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)
أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)
TT

موسوعة لتوثيق أعمال سعيد العدوي مؤسس جماعة التجريبيين بمصر

أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)
أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)

تأتي موسوعة الفنان سعيد العدوي (1938-1973) لترصد مسيرة مؤسس جماعة التجريبيين المصريين وأحد أبرز فناني الحفر والجرافيك في النصف الثاني من القرن العشرين.

وتتضمن الموسوعة، حسب قول المشرف عليها والباحث في شؤون الحركة الفنية المصرية الدكتور حسام رشوان، المئات من أعمال العدوي ويومياته ومذكراته واسكتشاته، مدعومة بعدد كبير من الدراسات التي تم إعداد بعضها خصوصاً من أجل هذه الموسوعة، ومعها دراسات أخرى نشرها أصحابها في صحف ومجلات ومطبوعات خاصة بالفن في مصر والوطن العربي.

وقال لـ«الشرق الأوسط»: «إن مقدمة الدكتورة أمل نصر تتناول جميع المقالات، والزاوية التي نظر منها الناقد لأعمال العدوي موضع الدراسة، كما تقوم بقراءتها وتحليلها وبسط عناصرها أمام الباحثين ومحبي فنه».

موسوعة العدوي تضمنت اسكتشاته ورسوماته (الشرق الأوسط)

وتأتي موسوعة العدوي التي نشرتها مؤسسة «إيه آر جروب» التي يديرها الفنان أشرف رضا، في صورة مونوغراف جامع لكل أعماله، التي تعبق برائحة الماضي، وعالم الموشحات، وحلقات الذكر والمشعوذين، وعربات الكارو والحنطور، وتجمعات الموالد والأسواق والأضرحة، فضلاً عن لوحة «الجنازة» بعد رحيل عبد الناصر. وجمعت الموسوعة كل كراساته واسكتشاته بالكامل، ومذكراته الخاصة التي كتبها وتعتبر دراسات نفسية قام بكتابتها، وقد ساعدت هذه المذكرات النقاد والباحثين في فن العدوي على تناول أعماله بصورة مختلفة عن سابقيهم الذين تصدوا لفنه قبل ظهورها، وفق رشوان.

ولأعمال العدوي طابع خاص من الحروفيات والزخارف والرموز ابتكرها في إبداعاته وهي تخصه وحده، وتخرّج العدوي ضمن الدفعة الأولى في كلية الفنون الجميلة بالإسكندرية عام 1962، وأسس مع زميليه محمود عبد الله ومصطفى عبد المعطي جماعة التجريبيين. وتأتي الموسوعة باللغة العربية في قطع كبير بالألوان، تزيد على 600 صفحة، من تصميم وتجهيز وإنتاج طباعي «إيه آر جروب» للتصميم والطباعة والنشر.

الموسوعة ضمت العديد من الأعمال الفنية ودراسات عنها (الشرق الأوسط)

وتتضمن الموسوعة، وفق رشوان، دراستين جديدتين للدكتور مصطفى عيسى، ودراسة لكل من الدكتورة ريم حسن، وريم الرفاعي، والدكتورة أمل نصر، ودراسة للدكتورة ماري تيريز عبد المسيح باللغة الإنجليزية، وجميعها تم إعدادها خصوصاً للموسوعة، وهناك دراسات كانت موجودة بالفعل للدكتور أحمد مصطفى، وكان قد جهّزها للموسوعة لكن عندما أصدرت مجلة فنون عدداً خاصاً عن فن العدوي قام بنشرها ضمن الملف، وإلى جانب ذلك هناك بحث عن أعمال العدوي للراحلين الدكتور شاكر عبد الحميد والفنان عز الدين نجيب وأحمد فؤاد سليم ومعهم عدد كبير من النقاد والفنانين الذي اهتموا برائد التجريبيين المصري وأعماله.

والتحق سعيد العدوي بمدرسة الفنون بالإسكندرية سنة 1957، وقبلها بعام كان في كلية الفنون بالزمالك، وقضى خمس سنوات لدراسة الفن في عروس البحر المتوسط، أما الأعمال التي تتضمنها الموسوعة وتوثق لها فتغطي حتى عام 1973؛ تاريخ وفاته. وهناك عدد من رسوم الكاريكاتير كان قد رسمها وقت عمله بالصحافة، وهذه الأعمال اهتمت بها الموسوعة ولم تتجاهلها لأنها تكشف عن قدرات كبيرة للعدوي وسعيه للدخول في مجالات عديدة من الفنون التشكيلية، وفق كلام رشوان.

من أعمال العدوي (الشرق الأوسط)

ولفت إلى أن «تراث العدوي بكامله بات متاحاً من خلال الموسوعة للباحثين في فنه والمهتمين بأعماله وتاريخ الفن التشكيلي المصري، وقد توفر لدى كتّاب الموسوعة عدد مهول بالمئات من اللوحات الكراسات والاسكتشات، فأي ورقة كان يرسم عليها اعتبرناها وثيقة وعملاً فنياً تساعد في الكشف عن رؤية العدوي التشكيلية وعالمه الخَلَّاق».

ولا تعتمد الموسوعة فكرة التسلسل الزمني، لكنها توثق عبر المقالات كل الأعمال التي تناولتها، من هنا بنى رشوان رؤيته وهو يرسم الخطوط الرئيسية لفن العدوي على الدراسات البانورامية التي تشتغل بحرية كاملة على الأعمال دون التقيد بتاريخها.

وسبق أن أصدر الدكتور حسام رشوان، بالاشتراك مع الباحثة والناقدة الفرنسية فاليري هيس، موسوعة فنية عن رائد التصوير المصري محمود سعيد عن دار «سكيرا» الإيطالية عام 2017 بمناسبة مرور 120 عاماً على ميلاد محمود سعيد، وتضمنت الموسوعة في جزئها الأول أكثر من 500 لوحة و11 مقالاً ودراسة نقدية.