خطة أميركية للقبض على البغدادي

شبيهة بخطط استهداف صدام حسين وبن لادن

رجل يرفع نشرة بمواصفات البغدادي أصدرتها السلطات العراقية العام الماضي (أ.ف.ب)
رجل يرفع نشرة بمواصفات البغدادي أصدرتها السلطات العراقية العام الماضي (أ.ف.ب)
TT

خطة أميركية للقبض على البغدادي

رجل يرفع نشرة بمواصفات البغدادي أصدرتها السلطات العراقية العام الماضي (أ.ف.ب)
رجل يرفع نشرة بمواصفات البغدادي أصدرتها السلطات العراقية العام الماضي (أ.ف.ب)

بينما قال جيم جيفري، المبعوث الأميركي في الحرب ضد «داعش»، في مؤتمر صحافي في الخارجية الأميركية أول من أمس (الاثنين)، إن المكان الذي فيه أبو بكر البغدادي، خليفة «داعش»، التي سقطت، ليس معروفاً، قال تقرير أميركي نشر أمس الثلاثاء إنه، بعد سقوط دولة «داعش»، صارت واشنطن تركز على القبض على البغدادي.
وأضاف التقرير الذي نشرته مجلة «يو إس نيوز»، أن الأجهزة الاستخباراتية الأميركية وضعت خطة للقبض عليه شبيهة بخطط القبض على الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين، وعلى مؤسس وزعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن، وأن ذلك يشمل مكافأة بملايين الدولارات لمن يدل عليه، ويشمل التجسس على الأماكن التي ربما يوجد فيها، وعلى اتصالات مع أقربائه والمقربين منه.
وقالت الصحيفة إن المرة الأخيرة التي ظهر فيها البغدادي كانت في عام 2014، عندما تمكن تنظيم «داعش» في ذلك الوقت من السيطرة على مناطق شاسعة في العراق وسوريا، كان يعيش فيها 7 ملايين شخص.
وقال التقرير: «قلل المسؤولون الغربيون، منذ فترة طويلة، من أهمية القبض على الزعيم بعيد المنال، أو قتله، بينما كان التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة يركز على تخليص سوريا والعراق مما يسمى (بالخلافة الإسلامية)، لكن، بعد سقوط الخلافة، يدخل (داعش) الآن مرحلة جديدة من التمرد واسع النطاق، حيث يحاول الإبقاء على أهميته، وزيادة التجنيد له دون وطن قائم، ما يجعل قادته الرمزيين، خصوصاً البغدادي، أكثر أهمية في الحملة العالمية المتزايدة».
وأشار التقرير إلى أن مكتب مدير الاستخبارات الوطنية (أو دي إن آي) قال، في وقت سابق من هذا العام، إنه مع سقوط دولة «داعش»، سيتحول التنظيم إلى شبكات إرهابية، وإنه ما دام البغدادي حياً، ويتمتع بتأييد وسط سنة العراق، سيعمل «داعش» على «استغلال المظالم السنية»، وعدم الاستقرار الاجتماعي والطائفي في العراق.
وفي العام الماضي، عندما سُئل قائد قوات التحالف، الجنرال سيث فولسوم، عن مكان وجود البغدادي، قال للصحافيين من مقر قيادته في العراق: «ليس له تأثير هنا». وأضاف: «إذا كان البغدادي هو زعيم ما يسمى (بالخلافة) المزعومة، لن نحتاج إلى ملاحقته مباشرة». وشبه الحرب ضد «داعش» بأنها مثل لعبة الشطرنج «كل ما نحتاج إلى القيام به هو القضاء على الجنود، والقادة، والقلاع، ثم يبقى لنا الملك لنقضي عليه».
في ذلك الوقت، قال الكولونيل جيف ديفيس، المتحدث باسم البنتاغون، إن العثور على البغدادي «أصبح أولوية أقل»، لكنه قال إن المنظمات الإرهابية، مثل تنظيم «داعش»، تحصل على «سلطتها الأخلاقية» من مثل هؤلاء القادة، حتى إذا أصبحوا، في حالة البغدادي، «غير ذي صلة بالعمليات اليومية لـ(داعش)».
في العام الماضي، انتقد عدد من الجنرالات المتقاعدين، البنتاغون، لما سماه واحد منهم «الحرب ضد الإرهاب بلا فائدة»، وأشاروا إلى عدم قدرة البنتاغون على الوصول إلى أيمن الظواهري، قائد تنظيم «القاعدة» الذي خلف أسامة بن لادن، مؤسس وزعيم التنظيم، وأيضاً، لعدم قدرة البنتاغون على الوصول إلى أبوبكر البغدادي.
في ذلك الوقت، قالت مجلة «نيوزويك» إن الجنرال المتقاعد مايكل هايدن، الذي ترأس وكالة الأمن الوطني (إن إس إيه)، ووكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه)، أدلى بتصريحات انتقد فيها جنرالات البنتاغون، وأيضاً الرئيس دونالد ترمب. وقال هايدن إن قادة البنتاغون ووكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) ووكالة الأمن الوطني (إن سي إيه) «فشلوا في الوصول إلى الظواهري والبغدادي».
وأشار هايدن إلى تصريحات كان أدلى بها ترمب خلال الحملة الانتخابية الرئاسية الأخيرة، وقال فيها إنه، إذا صار رئيساً، سوف يقضي على تنظيم «داعش»، «خلال 30 يوماً».
لكن، قال هايدن، إنه رغم أن «داعش» خسر أكثر أراضيه في سوريا والعراق: «يظل مقاتلوه نشطين»، خصوصاً في المنطقة الحدودية بين البلدين.
وأشار هايدن إلى انتشار شبكات من المنظمات التابعة لتنظيم «داعش» عبر شمال أفريقيا والشرق الأوسط وجنوب شرقي آسيا. وأشار إلى تنظيم «بوكو حرام» في غرب أفريقيا، و«تنظيم الشباب» في الصومال. وقال هايدن إن ذلك لم يكن الحال عندما كان هو في رئاسة «سي آي إيه»، وأيضاً في رئاسة «إن إس إيه».


مقالات ذات صلة

تركيا مستعدة لدعم السلطة السورية الجديدة... وأولويتها تصفية «الوحدات الكردية»

المشرق العربي جانب من لقاء وزير الدفاع التركي الأحد مع ممثلي وسائل الإعلام (وزارة الدفاع التركية)

تركيا مستعدة لدعم السلطة السورية الجديدة... وأولويتها تصفية «الوحدات الكردية»

أكدت تركيا استعدادها لتقديم الدعم العسكري للإدارة الجديدة في سوريا إذا طلبت ذلك وشددت على أن سحب قواتها من هناك يمكن أن يتم تقييمه على ضوء التطورات الجديدة

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا أسلحة ومعدات كانت بحوزة إرهابيين في بوركينا فاسو (صحافة محلية)

بوركينا فاسو تعلن القضاء على 100 إرهابي وفتح 2500 مدرسة

تصاعدت المواجهات بين جيوش دول الساحل المدعومة من روسيا (مالي، والنيجر، وبوركينا فاسو)، والجماعات المسلحة الموالية لتنظيمَي «القاعدة» و«داعش».

الشيخ محمد (نواكشوط)
المشرق العربي حديث جانبي بين وزيري الخارجية التركي هاكان فيدان والأميركي أنتوني بلينكن خلال مؤتمر وزراء خارجية دول مجموعة الاتصال العربية حول سوريا في العاصمة الأردنية عمان السبت (رويترز)

تركيا: لا مكان لـ«الوحدات الكردية» في سوريا الجديدة

أكدت تركيا أن «وحدات حماية الشعب الكردية» لن يكون لها مكان في سوريا في ظل إدارتها الجديدة... وتحولت التطورات في سوريا إلى مادة للسجال بين إردوغان والمعارضة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الولايات المتحدة​ أحمد الشرع مجتمعاً مع رئيس حكومة تسيير الأعمال محمد الجلالي في أقصى اليسار ومحمد البشير المرشح لرئاسة «الانتقالية» في أقصى اليمين (تلغرام)

«رسائل سريّة» بين إدارة بايدن و«تحرير الشام»... بعلم فريق ترمب

وجهت الإدارة الأميركية رسائل سريّة الى المعارضة السورية، وسط تلميحات من واشنطن بأنها يمكن أن تعترف بحكومة سورية جديدة تنبذ الإرهاب وتحمي حقوق الأقليات والنساء.

علي بردى (واشنطن)
المشرق العربي فصائل الجيش الوطني السوري الموالي لتركيا تدخل منبج (إعلام تركي)

عملية للمخابرات التركية في القامشلي... وتدخل أميركي لوقف نار في منبج

يبحث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في تركيا الجمعة التطورات في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
TT

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)

رجحت سلطات أرخبيل مايوت في المحيط الهندي، الأحد، مقتل «مئات» أو حتى «بضعة آلاف» من السكان جراء الإعصار شيدو الذي دمر في اليوم السابق قسماً كبيراً من المقاطعة الفرنسية الأفقر التي بدأت في تلقي المساعدات. وصرّح حاكم الأرخبيل، فرانسوا كزافييه بيوفيل، لقناة «مايوت لا بريميير» التلفزيونية: «أعتقد أنه سيكون هناك مئات بالتأكيد، وربما نقترب من ألف أو حتى بضعة آلاف» من القتلى، بعد أن دمر الإعصار إلى حد كبير الأحياء الفقيرة التي يعيش فيها نحو ثلث السكان، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف أنه سيكون «من الصعب للغاية الوصول إلى حصيلة نهائية»، نظراً لأن «معظم السكان مسلمون ويدفنون موتاهم في غضون يوم من وفاتهم».

صور التقطتها الأقمار الاصطناعية للمعهد التعاوني لأبحاث الغلاف الجوي (CIRA) في جامعة ولاية كولورادو ترصد الإعصار «شيدو» فوق مايوت غرب مدغشقر وشرق موزمبيق (أ.ف.ب)

وصباح الأحد، أفاد مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية بأن الإعصار الاستوائي الاستثنائي خلّف 14 قتيلاً في حصيلة أولية. كما قال عبد الواحد سومايلا، رئيس بلدية مامودزو، كبرى مدن الأرخبيل، إن «الأضرار طالت المستشفى والمدارس. ودمّرت منازل بالكامل. ولم يسلم شيء». وضربت رياح عاتية جداً الأرخبيل، مما أدى إلى اقتلاع أعمدة كهرباء وأشجار وأسقف منازل.

الأضرار التي سببها الإعصار «شيدو» في إقليم مايوت الفرنسي (رويترز)

كانت سلطات مايوت، التي يبلغ عدد سكانها 320 ألف نسمة، قد فرضت حظر تجول، يوم السبت، مع اقتراب الإعصار «شيدو» من الجزر التي تبعد نحو 500 كيلومتر شرق موزمبيق، مصحوباً برياح تبلغ سرعتها 226 كيلومتراً في الساعة على الأقل. و«شيدو» هو الإعصار الأعنف الذي يضرب مايوت منذ أكثر من 90 عاماً، حسب مصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية (فرانس-ميتيو). ويُرتقَب أن يزور وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو، مايوت، يوم الاثنين. وما زالت المعلومات الواردة من الميدان جدّ شحيحة، إذ إن السّكان معزولون في منازلهم تحت الصدمة ومحرومون من المياه والكهرباء، حسبما أفاد مصدر مطلع على التطوّرات للوكالة الفرنسية.

آثار الدمار التي خلَّفها الإعصار (أ.ف.ب)

في الأثناء، أعلن إقليم لاريونيون الواقع أيضاً في المحيط الهندي ويبعد نحو 1400 كيلومتر على الجانب الآخر من مدغشقر، أنه جرى نقل طواقم بشرية ومعدات الطبية اعتباراً من الأحد عن طريق الجو والبحر. وأعرب البابا فرنسيس خلال زيارته كورسيكا، الأحد، تضامنه «الروحي» مع ضحايا «هذه المأساة».

وخفّض مستوى الإنذار في الأرخبيل لتيسير حركة عناصر الإسعاف، لكنَّ السلطات طلبت من السكان ملازمة المنازل وإبداء «تضامن» في «هذه المحنة». واتّجه الإعصار «شيدو»، صباح الأحد، إلى شمال موزمبيق، ولم تسجَّل سوى أضرار بسيطة في جزر القمر المجاورة من دون سقوط أيّ ضحايا.