القوات الإسرائيلية تفرض منع التجوال على الغزيين

عبر تكثيف غاراته الجوية

القوات الإسرائيلية تفرض منع التجوال على الغزيين
TT

القوات الإسرائيلية تفرض منع التجوال على الغزيين

القوات الإسرائيلية تفرض منع التجوال على الغزيين

يحاول سلاح الجو الإسرائيلي فرض معادلة جديدة على سكان قطاع غزة من خلال تكثيف غاراته الجوية التي تستهدف كل هدف متحرك أو ثابت يشتبه في وجود حركة داخله، كما جرى في أحد محالات البقالة في حي الزيتون عند ظهر أول من أمس (الأربعاء) وأدى إلى مقتل 6 فلسطينيين، من بينهم 4 أطفال كانوا قد خرجوا من منزلهم المجاور للبقالة بهدف شراء بعض حاجاتهم.
وشهدت الحرب الإسرائيلية، المستمرة في غزة منذ أكثر من 45 يوما، استهدافا متكررا من قبل قوات الاحتلال للمدنيين الفلسطينيين خلال تحركاتهم المختلفة، سواء في محيط منازلهم أو بعيدا عنهم. ويتبين ذلك جليا من خلال قوائم الضحايا التي تزداد يوميا، حيث إن غالبيتهم من الأطفال والنساء والمسنين.
ويرى المواطن مصطفى عزيز، أن الاحتلال يحاول أن يمنع المواطنين من الخروج من منازلهم لتزداد له فرصة استهداف المقاومين في حال تحركوا من مكان إلى آخر، عادا ذلك فشلا للاحتلال، خاصة أن خسائر المقاومة أقل بكثير من الخسائر التي لحقت بالمدنيين الفلسطينيين.
وقال عزيز لـ«الشرق الأوسط»: «أي مواطن يحاول التحرك من مكان إلى مكان قد يكون عرضة للقصف من قبل الطائرات الإسرائيلية»، مبينا أن هناك آلافا من طائرات الاستطلاع تحلق في أجواء قطاع غزة وتجد في كل حي ومخيم ما لا يقل عن 30 و40 طائرة استطلاع لتصوير كل حركة على الأرض في مساحات صغيرة لا تتعدى عدة أمتار. وأشار عزيز، الذي يقطن في مخيم الشاطئ، إلى حادثة استهداف مجموعة من الأطفال أثناء لهوهم داخل أحد المتنزهات وفي محيطه، مشيرا إلى أن أحد الصواريخ التي أطلقت خلال تلك العملية التي أدت إلى مقتل ما لا يقل عن 8 أطفال قد استهدف محل بقالة، أدى في وقت لاحق إلى مقتل صاحبه بعد أن بترت بعض أطرافه.
ويتخوف الكثير من سكان القطاع من التحرك خارج منازلهم ويلتزمون بيوتهم حفاظا على أرواحهم، فيما تشهد بعض الأسواق حركة خفيفة في ظل تصاعد الاستهداف المباشر للمواطنين.
وتقول خولة حجازي، من سكان حي النصر، إنها كانت تتجهز صباح الأربعاء للخروج من منزلها نحو إحدى العيادات الطبية التابعة لـ«الأونروا» بهدف العلاج من آلام في الأسنان، لكنها فضلت عدم الخروج وعادت إلى منزلها الذي تخطته عدة أمتار بعد أن استهدفت سيدة وطفلها إلى الأمام منها بعشرات الأمتار قبالة إحدى مدارس «الأونروا»، مما أدى إلى إصابتهما.
وقالت حجازي، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، إن الكثير من الناس يخشون استهدافهم وإن لم تعد المنازل آمنة تماما ويجري استهدافها سواء كانت خالية أو مسكونة كما جرى في مئات المنازل التي قصفت على رؤوس ساكنيها وارتكبت داخلها مجازر.
وترى المصادر الأمنية التي تحدثت لـ«الشرق الأوسط»، أن «الاحتلال الإسرائيلي يهدف من خلال ذلك إفراغ الطرق من الناس وفرض حظر تجوال يتيح له رصد حركة المقاومين بشكل أفضل لاستهدافهم، إلا أن ذلك فشل لأن المقاومة لم تعد تعمل بالطرق الاعتيادية السابقة، وأنها أصبحت أكثر تطورا في تحركاتها وتنقلاتها».
وقالت المصادر، إن إسرائيل تهدف أيضا إلى إتاحة الفرصة لعملائها للتحرك بحرية أكبر لرصد حركة المقاومين. ونشرت وكالات الأنباء العالمية عشرات الصور التي تظهر الاستهداف المتكرر للأطفال والنساء والمدنيين في منازلهم وخارجها. وتقول مصادر لـ«الشرق الأوسط» إن الاحتلال كان يتعمد استهداف المواطنين على الدراجات النارية وفي السيارات لإرهاب المواطنين وتخويفهم ومنعهم من الخروج من منازلهم.
وأشارت المصادر إلى أن الاحتلال تعمد أيضا استهداف الأطفال للضغط على السكان لمنع أطفالهم من الخروج للهو أمام المنازل أو حتى لشراء حاجاتهم من المحال التي قد تفتح أبوابها والتي تعرض بعضها للقصف، وتكرر ذلك في أكثر من مرة، آخرها في حي الزيتون منذ يومين.
ولم تستثن الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة كذلك سيارات الصحافيين الذين قتل عدد منهم، كما لم تستثن سيارات الإسعاف والدفاع المدني وحتى مؤسسات ومدارس «الأونروا»، مما زاد الفرصة أمام الاحتلال لفرض حظر التجوال من الجو من خلال إرهاب السكان باستهداف كل من يتحرك.



بغداد لتكثيف العمل الدبلوماسي لوقف «أي عدوان محتمل» على العراق

عناصر من الأمن العراقي في شوارع بغداد (د.ب.أ)
عناصر من الأمن العراقي في شوارع بغداد (د.ب.أ)
TT

بغداد لتكثيف العمل الدبلوماسي لوقف «أي عدوان محتمل» على العراق

عناصر من الأمن العراقي في شوارع بغداد (د.ب.أ)
عناصر من الأمن العراقي في شوارع بغداد (د.ب.أ)

قال وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، اليوم الاثنين، إن هناك خطة لتوسيع الحرب الإسرائيلية في غزة ولبنان لتشمل دولاً أخرى.

وفي كلمة، خلال افتتاح مؤتمر سفراء العراق الثامن حول العالم في بغداد، أكد الوزير أنه يجب تكثيف العمل الدبلوماسي لوقف «أي تهديد أو عدوان محتمل» على العراق.

وكان وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر قد قال، الأسبوع الماضي، إنه بعث رسالة إلى رئيس مجلس الأمن الدولي حثَّ فيها على اتخاذ إجراء فوري للتصدي لأنشطة الجماعات المسلَّحة المُوالية لإيران في العراق، قائلاً إن الحكومة العراقية مسؤولة عن أي أعمال تحدث داخل أراضيها أو انطلاقاً منها.

كما ذكرت تقارير إعلامية أميركية، في وقت سابق من هذا الشهر، أن إدارة الرئيس جو بايدن حذرت الحكومة العراقية من أنها إذا لم تمنع وقوع هجوم إيراني من أراضيها على إسرائيل، فقد تواجه هجوماً إسرائيلياً.

وشنت إسرائيل هجوماً على منشآت وبنى تحتية عسكرية إيرانية، الشهر الماضي؛ رداً على هجوم صاروخي إيراني على إسرائيل، وذلك بعد أن قتلت إسرائيل الأمين العام لجماعة «حزب الله» اللبنانية المتحالفة مع إيران، حسن نصر الله، في سبتمبر (أيلول) الماضي.