تونس: أحكام سجن غيابية ضد عناصر إرهابية

TT

تونس: أحكام سجن غيابية ضد عناصر إرهابية

أصدرت المحكمة الابتدائية بالعاصمة التونسية حكماً غيابياً يقضي بسجن شقيقين وأبناء عمهما 40 سنة مع النفاذ العاجل في حقهم، وذلك من أجل تهم الانضمام إلى تنظيم إرهابي وتلقي تدريبات عسكرية وقتالية داخل التراب التونسي، بهدف الاستعداد لارتكاب جرائم إرهابية وتوفير السلاح والمتفجرات لفائدة تنظيم مسلح، في إشارة إلى تنظيم «أجناد الخلافة» المبايع لتنظيم «داعش».
وورد في التحقيقات الأمنية التي أجرتها أجهزة مكافحة الإرهاب في تونس، أن المتهمين الذين لا يزالون بحال فرار، قد التحقوا منذ سنة 2013 بالمجموعات الإرهابية المتحصنة بجبل الشعانبي من ولاية (محافظة) القصرين (وسط غربي تونس). وأكدت مكوثهم بالجبل لفترة زمنية طويلة وترصد تحركات الوحدات العسكرية والأمنية لتنفيذ عمليات إرهابية داخل التراب التونسي.
وأثبتت الأبحاث الأمنية أن المتهمين كانوا ينزلون إلى مدينة القصرين، ويتزودون ليلاً بالمؤونة واللباس والأموال ويعودون إلى أماكن تحصنهم بحكم معرفتهم الجيدة بالمسالك الغابية والطرق المؤدية إلى مجموعة من الكهوف والمغاور التي توجد في المنطقة.
وتشير تقارير أمنية تونسية إلى أن تنظيم «أجناد الخلافة» المبايع لـ«داعش»، هو الذي كثف نشاطه خلال السنتين الماضيتين في منطقة القصرين وسط غربي تونس، وهي مجموعة غالباً ما تزرع الألغام في طريق قوات الأمن والجيش التونسيين لتعيق عمليات الملاحقة التي تنفذها ضده، كما أصابت تلك الألغام عدداً من التونسيين القاطنين على مقربة من جبال القصرين (جبال الشعانبي والسلوم والمغيلة).
يذكر أن الوحدات الأمنية التونسية المختصة في مجال مكافحة الإرهاب، قد تمكنت خلال الأسبوع الماضي من القضاء على 3 عناصر إرهابية خطيرة تنتمي إلى تنظيم «داعش» الإرهابي.
وأكدت مصادر أمنية تونسية أن الإرهابين التونسيين الثلاثة الذين تم القضاء عليهم هم حسام الثليثي، ومحمد الناصر المباركي، وناظم الذيبي، وهم من المصنفين ضمن الإرهابيين الخطرين.
ومن جانبها، أكدت وزارة الداخلية التونسية أن العملية الأمنية التي جرت بالمنطقة العسكرية المغلقة في جبل السلوم في ولاية (محافظة) القصرين، كانت «عملية استباقية نتيجة مجموعة من العمليات الاستخباراتية التي حددت مكان وجود المجموعة الإرهابية».
وأشارت إلى نجاحها في حجز 3 أسلحة متطورة من نوع «كلاشنيكوف»، ورمانات يدوية، علاوة على كمية من المتفجرات.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.