إردوغان: لا تراجع عن صفقة الصواريخ الروسية «إس ـ 400»

TT

إردوغان: لا تراجع عن صفقة الصواريخ الروسية «إس ـ 400»

أكد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، مجدداً، أن بلاده لن تتراجع عن شراء منظومة الصواريخ الروسية المضادة للطائرات «إس - 400»، على الرغم من اعتراضات الولايات المتحدة وتهديداتها بهذا الشأن.
وقال إردوغان إن مسألة شراء صواريخ «إس - 400» من روسيا مسألة تخص أنقرة، على الرغم مما ستقوله الولايات المتحدة، «ولن تكون هناك خطوات إلى الوراء في هذه القضية».
وأضاف إردوغان، في مقابلة تلفزيونية ليل الأحد إلى الاثنين، أنه بالنسبة لصواريخ «باتريوت» الأميركية، فإذا كانت الولايات المتحدة توفر لنا شروطاً جيدة، فنحن منفتحون على شرائها. وتسبب عقد تزويد روسيا لتركيا بنظام الدفاع الجوي «إس - 400» الموقّع في عام 2017، في خلاف بين واشنطن وأنقرة، إذ تطلب أميركا وحلف شمال الأطلسي (ناتو) من تركيا التخلي عن الأنظمة الروسية لصالح نظام الدفاع الجوي الأميركي (باتريوت).
وأعلنت واشنطن، الأسبوع الماضي، أنها تدرس إمكانية تعليق الأنشطة التحضيرية لتسليم مقاتلات «إف - 35» إلى تركيا، بعد إعلان سابق لمسؤولين في برنامج تصنيع المقاتلة الأميركية عن تسليم طائرتين جديدتين في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، بسبب الإصرار على اقتناء صواريخ «إس - 400».
وقالت كاتي ويلبارغر، القائمة بأعمال مساعد وزير الدفاع الأميركي لشؤون الأمن الدولي، إن «منظومة صواريخ (إس - 400) تتصل بنظام كومبيوتر، ومقاتلات (إف - 35) بنظام آخر، ولا يمكن الربط بين نظامك ونظام الخصم على نظام كومبيوتر واحد».
وحسب مسؤولين أميركيين، فإن أحد الإجراءات التي تدرسها واشنطن يتعلق بقاعدة خدمة طائرات «إف - 35» في ولاية إسكيشير التركية، حيث تبحث الولايات المتحدة عن مواقع بديلة للقاعدة التركية. كان وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، كشف، أخيراً، أنه يعمل على حل هذه القضية داخل أروقة الكونغرس الأميركي، قائلاً إن تركيا تحاول تأسيس قاعدة تسمح بحجب تأثير شرائها لمنظومة الدفاع الصاروخي «إس - 400» من روسيا على مشترياتها من طائرات «إف - 35» من الولايات المتحدة. وقال أكار أيضاً إن المحادثات مع الولايات المتحدة بشأن شراء أنظمة الدفاع الصاروخي الأميركية «باتريوت» مستمرة، وإنه سيتمّ البدء في تركيب أنظمة «إس - 400» في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.
وأعلن الكونغرس الأميركي من قبل أنه يعتزم تعليق تزويد تركيا بهذه المقاتلات التي تُعتبر الأكثر حداثة، بسبب خطط أنقرة للحصول على منظومات «إس - 400» الروسية.
من ناحية أخرى، تطرق إردوغان إلى احتمال تغيير اسم «متحف آيا صوفيا» الذي كان كنيسة قبل تحويله إلى متحف، إلى مسجد بعد الانتخابات المحلية التي ستجرى يوم الأحد المقبل. وحول إمكانية جعل الدخول إلى «متحف آيا صوفيا» مجانياً، قال إردوغان: «الأمر ليس مستحيلاً، لكننا لن نفعل ذلك تحت اسم (متحف)، بل تحت اسم (مسجد) آيا صوفيا».
ويعود بناء «كنيسة آيا صوفيا»، التي تعتبر تحفة هندسية عند مدخل مضيق البوسفور، إلى القرن السادس الميلادي. ويثير المتحف على الدوام جدلاً بين المسلمين والمسيحيين حول طريقة استخدامه، وتحولت الكنيسة إلى مسجد في القرن الخامس عشر بعد سقوط القسطنطينية في يد العثمانيين عام 1453.
وخلال فترة حكم مؤسس تركيا الحديثة، مصطفى كمال أتاتورك، تعرّض الموقع للإهمال قبل أن يتحول إلى متحف.



مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
TT

مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)

أفرجت السلطات الأمنية المصرية عن الناشط السوري الشاب ليث الزعبي، بعد أيام من القبض عليه وقررت ترحيله عن مصر، و«هو ما توافق مع رغبته»، بحسب ما كشف عنه لـ«الشرق الأوسط» صديقه معتصم الرفاعي.

وكانت تقارير إخبارية أشارت إلى توقيف الزعبي في مدينة الغردقة جنوب شرقي مصر، بعد أسبوع واحد من انتشار مقطع فيديو له على مواقع التواصل الاجتماعي تضمن مقابلة أجراها الزعبي مع القنصل السوري في القاهرة طالبه خلالها برفع علم الثورة السورية على مبنى القنصلية؛ ما تسبب في جدل كبير، حيث ربط البعض بين القبض على الزعبي ومطالبته برفع علم الثورة السورية.

لكن الرفاعي - وهو ناشط حقوقي مقيم في ألمانيا ومكلف من عائلة الزعبي الحديث عن قضية القبض عليه - أوضح أن «ضبط الزعبي تم من جانب جهاز الأمن الوطني المصري في مدينة الغردقة حيث كان يقيم؛ بسبب تشابه في الأسماء، بحسب ما أوضحت أجهزة الأمن لمحاميه».

وبعد إجراء التحريات والفحص اللازمين «تبين أن الزعبي ليس مطلوباً على ذمة قضايا ولا يمثل أي تهديد للأمن القومي المصري فتم الإفراج عنه الاثنين، وترحيله بحرياً إلى الأردن ومنها مباشرة إلى دمشق، حيث غير مسموح له المكوث في الأردن أيضاً»، وفق ما أكد الرفاعي الذي لم يقدّم ما يفيد بسلامة موقف إقامة الزعبي في مصر من عدمه.

الرفاعي أوضح أن «أتباع (الإخوان) حاولوا تضخيم قضية الزعبي والتحريض ضده بعد القبض عليه ومحاولة تصويره خطراً على أمن مصر، وربطوا بين ضبطه ومطالبته برفع علم الثورة السورية في محاولة منهم لإعطاء القضية أبعاداً أخرى، لكن الأمن المصري لم يجد أي شيء يدين الزعبي».

وشدد على أن «الزعبي طوال حياته يهاجم (الإخوان) وتيار الإسلام السياسي؛ وهذا ما جعلهم يحاولون إثارة ضجة حول قضيته لدفع السلطات المصرية لعدم الإفراج عنه»، بحسب تعبيره.

وتواصلت «الشرق الأوسط» مع القنصلية السورية في مصر، لكن المسؤولين فيها لم يستجيبوا لطلب التعليق، وأيضاً لم تتجاوب السلطات الأمنية المصرية لطلبات توضيح حول الأمر.

تجدر الإشارة إلى أن الزعبي درس في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، وبحسب تقارير إعلامية كان مقيماً في مصر بصفته من طالبي اللجوء وكان يحمل البطاقة الصفراء لطلبات اللجوء المؤقتة، وسبق له أن عمل في المجال الإعلامي والصحافي بعدد من وسائل الإعلام المصرية، حيث كان يكتب عن الشأن السوري.

وبزغ نجم الزعبي بعد انتشار فيديو له يفيد بأنه طالب القنصل السوري بمصر بإنزال عَلم نظام بشار الأسد عن مبنى القنصلية في القاهرة ورفع عَلم الثورة السورية بدلاً منه، لكن القنصل أكد أن الأمر مرتبط ببروتوكولات الدبلوماسية، وأنه لا بد من رفع عَلم الثورة السورية أولاً في مقر جامعة الدول العربية.

ومنذ سقوط بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ولم يحدث بين السلطات في مصر والإدارة الجديدة بسوريا سوى اتصال هاتفي وحيد بين وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ووزير خارجية الحكومة المؤقتة السورية أسعد الشيباني، فضلاً عن إرسال مصر طائرة مساعدات إغاثية لدمشق.