الخلايا السرطانية تشق طريقها للجسم على طريقة الطيور

مثل الطيور التي تطير في مجموعات، فإن الخلايا السرطانية تشق طريقها إلى الجسم بالطريقة ذاتها، بحسب دراسة لجامعة «كورنليوس فاندربلت» الأميركية.
وكما أن لديها قائدا، وعندما يرهق يتراجع عن مركز القيادة ويسمح لغيره باحتلال هذا المركز، فإن الخلية السرطانية الأمامية، وفق الدراسة التي نشرت أمس بدورية وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم، تنفق قدراً كبيراً من الطاقة في طريقها إلى الأمام من خلال الأنسجة لإنشاء موقع جديد للورم، وعندما ترهق تنتقل إلى الجزء الخلفي من الكتلة، وتبدأ الخلية من الخلف في توفير الطاقة.
وأتاحت أجهزة الاستشعار الحيوية الفلورية، للفريق البحثي تتبع جزيئات إطلاق الطاقة داخل الخلايا، وتمكنوا من تطوير نموذج حسابي أظهر احتياجات الطاقة للخلية القائدة، وكذلك أتباعها، حيث وجدوا أن القائد يحتاج إلى طاقة أكثر من 50 في المائة، ويحدث تبديل لموقع القيادة كل ساعتين إلى ثماني ساعات، بحسب كثافة النسيج الذي يتم محاربته.
وتستعين الخلايا السرطانية على هذه العملية بإمدادات من الطاقة يتم توفيرها من خلال عملية التمثيل الغذائي الطبيعي للخلية، ومن ثم فإن قطع خطوط الإمداد بإبطال هذه العملية يمكن أن يساعد في إلحاق الهزيمة بهذه الخلايا، وفق ما أكدته الدكتورة سينثيا رينهارت كينغ، أستاذة الهندسة الطبية الحيوية بجامعة «كورنليوس فاندربلت»، والباحثة الرئيسية في الدراسة.
وقالت في تصريحات نشرها الموقع الإلكتروني للجامعة بالتزامن مع نشر الدراسة، إنهم توصلوا لهذه النتائج من خلال تجارب استخدمت خلايا سرطان الثدي، لكن الآلية نفسها تنطبق على سرطان الرئة والقولون والمستقيم والجلد وغيره.
وتساعد هذه النتائج التي توصل لها الفريق البحثي في دعم الاتجاه الرامي إلى مقاومة الخلايا السرطانية عن طريق استهداف عملية التمثيل الغذائي، كما يؤكد الدكتور خالد شحاتة، أستاذ الأورام بجامعة بني سويف.
ويقول الدكتور شحاتة في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «من المعروف أن بعض المركبات مثل الغلاكوسينولات تساعد على منع عملية التمثيل الغذائي للخلايا السرطانية، ووافقت هيئة الأغذية والأدوية الأميركية (FDA) في 2017 على أول دواء يستهدف هذه العملية، وقد تكون نتيجة هذه الدراسة المساعدة في تطوير هذا العلاج أو ابتكار آخر عن طريق الاستفادة من اكتشاف الآلية الجماعية التي تتحرك بها الخلايا السرطانية».