وثائق تكشف خطة «داعش» لهجمات جديدة في أوروبا

تركها مسلحون خلفهم في سوريا وتركز على استخدام «الخلايا النائمة»

مراسلة سرية لأحد قيادات «داعش» (التايم)
مراسلة سرية لأحد قيادات «داعش» (التايم)
TT

وثائق تكشف خطة «داعش» لهجمات جديدة في أوروبا

مراسلة سرية لأحد قيادات «داعش» (التايم)
مراسلة سرية لأحد قيادات «داعش» (التايم)

كشفت تقارير أن تنظيم «داعش» يخطط لشن مزيد من الهجمات في أوروبا في وقت تهاوت فيه ما يسمى بـ«دولة الخلافة» في سوريا. وأعلنت قوات مدعومة من الولايات المتحدة، بالأمس، السيطرة على آخر الأراضي التي كان يسيطر عليها «داعش» في سوريا، لكن المسلحين ما يزالون يشكلون تهديداً عبر «الخلايا النائمة» بمختلف أرجاء العالم. وأفادت صحيفة «ذي صنداي تايمز» أنها اطلعت على وثائق من مسلحين تكشف عزمهم على شن مزيد من الهجمات في أوروبا عبر دعم أعضاء انتقلوا إلى القارة بالفعل وشكلوا ما أطلق عليه «خلايا التمساح».
وتعتقد الصحيفة أن هذا المصطلح يصف أعضاء من «داعش» يختبئون ضمن «خلايا نائمة» أسفل السطح وعلى استعداد للهجوم في أي وقت. ويقال إن الوثائق تتضمن محرك أقراص صلبة خلفه المسلحون وراءهم بعد معركة بين الإرهابيين وقوات محلية في فبراير (شباط).
وأشارت الصحيفة إلى أن أحد الخطابات من مسؤول مسلح بارز ورد فيه: «قبل أن ينفذوا عمليات، سيرسلون لنا الأهداف إذا كانت الوصلات آمنة. وإن شاء الله سنلبي جميع احتياجاتهم التي يرغبونها». لذلك فإن سقوط «داعش» في العراق وسوريا، لن يشكل على ما يبدو نهاية لهذا التنظيم المتشدد، إذ كشفت الوثائق التي عثر عليها في آخر معاقله شرقي سوريا عن تحضيرات لتسليح وتمويل متشددين وخلايا نائمة في أوروبا». ووصفت الصحيفة ما جاء في الوثائق من خطط بأنها «تقشعر لها الأبدان»، وتضمنت أسماء المئات من مسلحي التنظيم وميزانياتهم، بالإضافة إلى مراسلاتهم التي عكست وجود نظام بيروقراطي داخل التنظيم. وفي رسالة مكتوبة في يناير (كانون الثاني) الماضي، موجهة إلى زعيم «داعشي» محلي في سوريا، يظهر اسم «أبو طاهر الطاجيكي»، الذي لديه خطة لمساعدة أعضاء «داعش» في أوروبا على شن هجمات، وتجنيد أفراد من الخارج إلى سوريا. كان «داعش» قد سيطر على مساحات واسعة من العراق وسوريا بدءاً من عام 2014. وفرض حكماً إرهابياً عبر تنفيذ إعدامات علنية وهجمات شنها مؤيدوه بالخارج ـ إلا أنه في النهاية هزم وتراجع حتى اقتصر وجوده على قرية باغوز.
من جهتها، نظمت قوات سوريا الديمقراطية، التي حاصرت باغوز لأسابيع بينما قصفتها الطائرات من الأعلى، عرضاً عسكرياً، السبت، لإحياء ذكرى 11 ألف من أبنائها قتلوا خلال سنوات الحرب ضد التنظيم الإرهابي، إلا أنه رغم هذا الإعلان للنصر، ظلت أصوات الطلقات ومدافع الهاون تدوي صباح أول من أمس السبت، حسبما أفاد صحافي يعمل لحساب «رويترز» في باغوز. في الوقت ذاته، لا يبدي متطرفون في أفغانستان ونيجيريا وغيرها أي مؤشرات على التراجع عن بيعتهم لـ«داعش»، بينما حذرت استخبارات من أن الموالين لـ«داعش» داخل الغرب ربما يخططون لهجمات جديدة. من جانبه، صرح القائم بأعمال وزير الدفاع الأميركي، باتريك شاناهان في بيان له بأنه: «رغم أن هذا يشكل نقطة تحول كبرى في القتال ضد (داعش)، فإننا ندرك أن عملنا لم ينجز تماماً». جدير بالذكر أن السيطرة على باغوز تشكل لحظة كبرى في مسار الحرب المستعرة في سوريا منذ ثمانية أعوام، ذلك أنها تشير إلى محو أحد الأطراف الرئيسية المتنازعة على الأراضي، بينما تنقسم باقي أراضي البلاد بين الرئيس بشار الأسد ومعارضين مدعومين من تركيا وقوات سوريا الديمقراطية التي يقودها أكراد.
وكان «داعش» ظهر أول الأمر كفصيل يتبع تنظيم «القاعدة» في العراق، لكنه استغل فرصة الحرب الأهلية في سوريا للسيطرة على أراضٍ هناك وانشق عن التنظيم الإرهابي العالمي. وعام 2014، سيطر «داعش» على مدينة الموصل العراقية ومحا الحدود مع سوريا ودعا أنصاره بشتى أرجاء العالم للانضمام إلى اليوتوبيا التي شيدها وسك لها عملة خاصة وعلم وجوازات سفر. واعتمد التنظيم في تمويله على إنتاج النفط والتنقيب عن الآثار وسرقتها، وتورط في ذبح بعض أبناء الأقليات وعقد مناقصات لبيع النساء الأسيرات وفرض عقوبات مروعة على جرائم صغيرة وقتل الأسرى. وقد دفعت هذه الأفعال المروعة بعض القوى للتوحد ضده، مما أدى لطرده من الموصل ومدينة الرقة السورية خلال عام مني خلالها بهزائم ثقيلة عام 2017 وظل يتراجع على طول الفرات حتى وصل إلى باغوز. وخلال الشهرين الماضيين، فر من القرية قرابة 60 ألف شخص هرباً من القصف الشديد من جانب قوات سوريا الديمقراطية والنقص الشديد في الطعام لدرجة أجبرت البعض على تناول العشب. وأدت الضربات الجوية القوية إلى تدمير أحياء بأكملها، وتسببت في مقتل كثير من المدنيين، حسبما أعلنت منظمات حقوقية. جدير بالذكر أن المدنيين شكلوا أكثر من نصف الفارين من باغوز، حسبما أعلنت قوات سوريا الديمقراطية، بينهم نساء من الطائفة الإيزيدية العراقية كن سبايا لدى مسلحين. كما فر الآلاف من أنصار التنظيم، بينهم الكثير من الأجنبيات المتزوجات من مسلحين، من باغوز.


مقالات ذات صلة

«رسائل سريّة» بين إدارة بايدن و«تحرير الشام»... بعلم فريق ترمب

الولايات المتحدة​ أحمد الشرع مجتمعاً مع رئيس حكومة تسيير الأعمال محمد الجلالي في أقصى اليسار ومحمد البشير المرشح لرئاسة «الانتقالية» في أقصى اليمين (تلغرام)

«رسائل سريّة» بين إدارة بايدن و«تحرير الشام»... بعلم فريق ترمب

وجهت الإدارة الأميركية رسائل سريّة الى المعارضة السورية، وسط تلميحات من واشنطن بأنها يمكن أن تعترف بحكومة سورية جديدة تنبذ الإرهاب وتحمي حقوق الأقليات والنساء.

علي بردى (واشنطن)
المشرق العربي فصائل الجيش الوطني السوري الموالي لتركيا تدخل منبج (إعلام تركي)

عملية للمخابرات التركية في القامشلي... وتدخل أميركي لوقف نار في منبج

يبحث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في تركيا الجمعة التطورات في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي مواطنون من عفرين نزحوا مرة أخرى من قرى تل رفعت ومخيمات الشهباء إلى مراكز إيواء في بلدة الطبقة التابعة لمحافظة الرقة (الشرق الأوسط)

ممثلة «مسد» في واشنطن: «هيئة تحرير الشام» «مختلفة» ولا تخضع لإملاءات تركيا

تقول سنام محمد، ممثلة مكتب مجلس سوريا الديمقراطي في واشنطن، بصفتنا أكراداً كنا أساسيين في سقوط نظام الأسد، لكن مرحلة ما بعد الأسد تطرح أسئلة.

إيلي يوسف (واشنطن)
المشرق العربي مقاتلون من المعارضة في حمص يتجمعون بعد أن أبلغت قيادة الجيش السوري الضباط يوم الأحد أن حكم بشار الأسد انتهى (رويترز)

«داعش» يعدم 54 عنصراً من القوات السورية أثناء فرارهم

أعدم تنظيم «داعش» 54 عنصراً من القوات الحكومية في أثناء فرارهم في بادية حمص وسط سوريا، تزامناً مع سقوط الرئيس بشار الأسد.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي عنصر من المعارضة السورية المسلحة في حمص يحتفل بدخول العاصمة دمشق (إ.ب.أ)

الأردن ومخاوف من خلط أوراق المنطقة والخشية من فوضى سوريا

يبدي أمنيون أردنيون مخاوفهم من عودة الفوضى لمناطق سورية بعد الخروج المفاجئ للأسد إلى موسكو، وان احتمالات الفوضى ربما تكون واردة جراء التنازع المحتمل على السلطة.

محمد خير الرواشدة (عمّان)

حالة تأهب مع وصول الإعصار «شيدو» إلى أرخبيل مايوت الفرنسي

بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
TT

حالة تأهب مع وصول الإعصار «شيدو» إلى أرخبيل مايوت الفرنسي

بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)

ضرب الإعصار «شيدو» صباح اليوم السبت أرخبيل مايوت الفرنسي في المحيط الهندي حيث أُعلنت حالة التأهب القصوى مع توقع اشتداد الرياح المصاحبة له والتي تجاوزت سرعتها 180 كيلومترا في الساعة.

وضرب الإعصار جزيرة بوتيت تير في شرق الأرخبيل حيث يخشى أن تصل سرعة الرياح «إلى 200 و230 كلم/ساعة»، بحسب آخر نشرة للأرصاد الجوية الفرنسية، متوقعة رياحا مدمرة أشد من تلك التي صاحبت الإعصار «كاميسي» عام 1984.

وتسببت الرياح بانقطاع الكهرباء مع سقوط أعمدة كهرباء واقتلاع أشجار وتطاير أسقف منازل مصنوعة من الصفيح.

غيوم في سماء مايوت (أ.ف.ب)

وفي مدينة أوانغاني، قال رئيس البلدية يوسف أمبدي إنه يخشى «الأسوأ... لا يمكننا الخروج ولكن ما نشاهده يفوق الوصف».

ومنذ الصباح الباكر، أصدرت السلطات تحذيرا أرجوانيا وهو ما يعني لزوم جميع السكان منازلهم وعدم الخروج بما يشمل أجهزة الطوارئ والأمن وجميع عناصر الإنقاذ.

وقالت فاطمة التي تعيش في ماجيكافو-كوروبا وما زالت تذكر الإعصار الذي ضرب جزر القمر المجاورة عندما كانت طفلة «نحن خائفون جدا».

وتوقعت هيئة الأرصاد الجوية الفرنسية أمطارا شديدة الغزارة مع خطر تشكل السيول والفيضانات وارتفاع أمواج البحر التي يمكن أن يكون لها آثار كبيرة على الساحل.

وحُظرت حركة المرور على الطرق العامة في جزيرتي غراند تير وبوتيت تير، وأغلق مطار دزاوودزي منذ مساء الجمعة.

ويتوقع خبراء الأرصاد الجوية الفرنسية تحسنا في الأحوال الجوية خلال اليوم، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.