تركيا تحتكر لجيشها سابقة القتال المباشر ضد «داعش»

TT

تركيا تحتكر لجيشها سابقة القتال المباشر ضد «داعش»

قالت تركيا إن جيشها هو الجيش الوحيد الذي خاض قتالاً مباشراً ضد تنظيم «داعش» الإرهابي.
وقالت «الدفاع» التركية، في بيان عبر موقعها الإلكتروني، إن الجيش التركي أطلق عملية «درع الفرات» في 24 أغسطس (آب) عام 2016، بهدف تحقيق أمن الحدود، ومنع خطر وهجمات تنظيم «داعش» الإرهابي، والمساهمة في عودة السوريين المهجّرين إلى منازلهم، وإن العملية حققت هدفها مع السيطرة على مدينة الباب السورية، في 24 فبراير (شباط) عام 2017. وأضاف البيان: «تم خلال فترة العملية التي أجريت مع الجيش السوري الحر، تطهير 243 منطقة سكنية، ومساحة 2015 متراً مربعاً من عناصر (داعش) على طول حدودنا». وأشار البيان إلى أن عملية «درع الفرات» أسفرت أيضاً عن تحييد أكثر من 3 آلاف من عناصر «داعش»، وتدمير 21 ألف هدف تابع له.
وقالت وزارة الدفاع التركية، في بيانها، إن الدول الأخرى اعتمدت على قواتها الجوية بشكل أكبر في الحرب ضد «داعش»، وإن الجيش التركي هو الجيش الوحيد الذي خاض قتالاً مباشراً ضد التنظيم الإرهابي. ولفت البيان إلى استمرار أعمال نزع الألغام والمتفجرات، وتحقيق الأمن والسلام في المنطقة التي تمت السيطرة عليها بعملية «درع الفرات». وكشف عن أن الإجراءات التي قامت بها القوات التركية مع المؤسسات المعنية، ساهمت في عودة 320 ألف مواطن سوري إلى منازلهم، معظمهم بمنطقة «درع الفرات».
في سياق موازٍ، أكد وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، ضرورة إنهاء وجود من سماهم بـ«الإرهابيين» في شرق الفرات بسوريا (في إشارة إلى مسلحي «وحدات حماية الشعب الكردية»، الذراع العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، وأكبر مكون في تحالف «قوات سوريا الديمقراطية»، «قسد»)، بسبب الخطر الذي يشكلونه على تركيا وحدودها.
وقال أكار، في اجتماع مع قيادات القوات التركية المتمركزة على حدود سوريا، ليل السبت – الأحد، بحضور رئيس الأركان يشار جولار، وقائد القوات البرية أوميت دوندار، إنه «لا يمكننا أن نقبل بوجود الإرهابيين على الحدود الجنوبية لبلادنا، وإن تركيا اتخذت وستتخذ التدابير اللازمة في هذا الصدد».
وأضاف أكار أن بلاده تنتظر من الأطراف المعنية الالتزام بتعهداتها حيال شرق الفرات ومنطقة «منبج» شمال سوريا، في أقرب وقت، قائلاً: «قلنا مراراً لنظرائنا إننا لن نسمح بتشكيل أي (ممر إرهابي) أو فرض الأمر الواقع شرق الفرات». وشدد على أنه «لا بد أن ينتهي وجود الإرهابيين في شرق الفرات؛ لأنهم يهددون بلادنا وأمتنا وحدودنا ويعرضونها للخطر».
وقال أكار إن تركيا تتطلع لإقامة منطقة آمنة بعمق 30 إلى 40 كيلومتراً في المنطقة، ووضعها تحت سيطرة الجيش التركي لضمان الأمن والاستقرار. مضيفاً أن هدف تركيا أيضاً هو ضمان عودة السوريين إلى منازلهم التي اضطروا لمغادرتها بسبب ضغوط النظام والإرهابيين.
واقترح الرئيس الأميركي دونالد ترمب في ديسمبر (كانون الأول) الماضي إقامة منطقة آمنة في شرق الفرات بعمق 32 كيلومتراً، تمسكت تركيا بأن يكون لها الإشراف الكامل عليها؛ لكن الولايات المتحدة ترغب في إسنادها إلى قوات من التحالف الدولي للحرب على «داعش». وأعلنت تركيا إنهاء استعداداتها لعملية عسكرية تستهدف الوحدات الكردية في منبج وشرق الفرات؛ إلا أنها علقتها لحين البت في شأن المنطقة الآمنة والانسحاب الأميركي من سوريا.
وفيما يتعلق بمحافظة إدلب السورية، قال أكار: «نواصل مباحثاتنا مع روسيا من أجل تطبيق الاتفاقات التي تم التوصل إليها سابقاً».



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.