أطنان من الأرز واللحوم ورقصات فولكلورية في احتفالات «النيروز» بموسكو

انتشرت في ساحات أرض «معرض إنجازات الاقتصاد الوطني» في موسكو أمس، مئات القدور المعدنية الكبيرة، التف حولها طهاة مهرة، يتفننون في إعداد وجبات قومية يقدمونها للزوار، خُصص لها أطنان من الأرز واللحوم والخضراوات، وذلك في إطار احتفالات موسكو بعيد النيروز. ومنذ عشر سنوات أطلقت موسكو تقليد الاحتفال سنوياً بهذا العيد، الذي يتشارك البهجة فيه شعوب وقوميات تعيش تاريخياً ضمن روسيا والاتحاد الروسي، مع شعوب وقوميات من جمهوريات سوفياتية سابقة، باتت اليوم «دول شقيقة» تمثلها جاليات كبيرة في المدن الروسية.
وانتشرت في أرجاء أرض المعرض فرق فنية، تمثل عدداً من القوميات، وقدمت رقصات ولوحات فنية، لتعريف الضيوف بتقاليد الاحتفال بالعيد لدى مختلف الشعوب. إلا أن الفعالية الأهم كانت تقديم وجبة الـ«بلوف» القومية الشهيرة للضيوف. وهي وجبة تقليدية لدى شعوب جمهوريات آسيا الوسطى، يتناولونها في الأيام العادية، وهي في الوقت ذاته وجبة خاصة يتم إعدادها للأفراح والمناسبات المختلفة. وتتألف الوجبة بصورة رئيسية من الأرز ولحم الضأن، يضاف إليها البصل والجزر بكميات كبيرة، فضلاً عن مكونات أخرى. ويوم أمس تنافس مئات من مهرة الطهاة في إعداد تلك الوجبة، التفوا حول القدور المعدنية الضخمة، وشرعوا، ترافقهم موسيقى عزفتها فرق فولكلورية، بإعداد الـ«بلوف» بكميات كبيرة، حيث خصص المنظمون للوجبة ثلاثة أطنان من الأرز، وأطناناً من اللحوم الطازجة والخضراوات. وتوافد الآلاف من ممثلي مختلف الشعوب والقوميات إلى المنطقة للمشاركة في الاحتفالات، وتذوق تلك الوجبة الدسمة اللذيذة.
وكان المنظمون خصصوا طناً من الأرز للاحتفالات عام 2017. وطناً ونصف الطن عام 2018. إلا أنهم زادوا الكمية هذا العام، لأن عدد الضيوف المتوقع زاد عن 40 ألف شخص، يمثلون 22 قومية، بعضهم من شعوب روسيا، مثل التتار والبشكير وممثلي جمهوريات القوقاز، الذين يشكل النيروز عيداً قومياً بالنسبة لهم، فضلاً عن ممثلي جاليات جمهوريات آسيا الوسطى، ومعهم بالطبع ضيوف من سكان وزوار العاصمة موسكو، تشاركوا جميعهم الفرحة بعيد النيروز.