بومبيو عرض المساعدة لمعالجة الخلاف بين لبنان وإسرائيل على الحدود البحرية

وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في زيارته الرسمية للبنان أمس، وخصص جزءاً من اليوم الثاني للسياحة، وتفقد برفقة زوجته مدينة جبيل ومعالمها الأثرية.
وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في زيارته الرسمية للبنان أمس، وخصص جزءاً من اليوم الثاني للسياحة، وتفقد برفقة زوجته مدينة جبيل ومعالمها الأثرية.
TT

بومبيو عرض المساعدة لمعالجة الخلاف بين لبنان وإسرائيل على الحدود البحرية

وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في زيارته الرسمية للبنان أمس، وخصص جزءاً من اليوم الثاني للسياحة، وتفقد برفقة زوجته مدينة جبيل ومعالمها الأثرية.
وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في زيارته الرسمية للبنان أمس، وخصص جزءاً من اليوم الثاني للسياحة، وتفقد برفقة زوجته مدينة جبيل ومعالمها الأثرية.

لم يمنع التصعيد الأميركي الذي عبّر عنه وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو ضد إيران و«حزب الله»، أثناء زيارته إلى بيروت، فتح ثغرة إيجابية على صعيد ترسيم الحدود البحرية المتنازع عليها بين لبنان وإسرائيل، رغم أن هذا التصعيد ترك قلقاً من تداعيات إضافية للاشتباك الأميركي - الإيراني على الساحة اللبنانية.
وأعرب بومبيو عن رغبة الولايات المتحدة في المساعدة مع جهود الأمم المتحدة لمعالجة ملف ترسيم الحدود الجنوبية، خلال لقائه مع رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي شدد على أن «يبدأ الحل بالحدود البحرية».
وأوضحت مصادر بري لـ«الشرق الأوسط» أن أهمية الزيارة أنها «أنهت (اقتراح هوف) لترسيم الحدود البحرية (الذي كان يقوم على قبول لبنان بالتخلي عن حقه في البلوك البحري رقم 8 في مياهه الاقتصادية وهي مساحة تتخطى 800 كيلومتر مربع)»، مشيرة إلى أن «الأهمية الثانية في زيارة بومبيو أنها أحيت ما كان متفقاً عليه سابقاً لجهة أن تجمع الأمم المتحدة ممثلين عن الطرفين، في حضور الوسيط الأميركي، لتثبيت حق لبنان وترسيم الحدود البحرية».
واللافت أن استعداد واشنطن لقيادة هذه الوساطة، جاء غداة زيارة بومبيو إلى تل أبيب، ما يشير إلى «ضمانات أميركية حول مشاركة إسرائيل في تلك المحادثات برعاية الأمم المتحدة والتخلي عن ادعاءاتها حول ملكيتها المزعومة في المياه الاقتصادية اللبنانية»، كما قالت المصادر.
وقالت مصادر رئيس مجلس النواب إن «الذهاب إلى المفاوضات ينتظر أن يضع الوسيط الأميركي الخطة العملية للانطلاق بها». ويُفترض أن يشارك ممثلو وخبراء الطرفين فيها لترسيم الحدود، علماً أن لبنان الآن في مرحلة الاستكشاف وتأكيد مخزونه من النفط والغاز في البحر، وهو في فترة زمنية حاسمة تمتد حتى عام 2020، ويفتح دورة جديدة للتراخيص وتلزيم بلوكات نفطية إضافية خلال هذه الفترة.
وفيما سار ملف ترسيم الحدود بسلاسة، مرفقاً بإعلان لبنان الالتزام بتنفيذ القرار 1701، وحرصه على استمرار الاستقرار على الحدود الجنوبية، كما قال الرئيس ميشال عون، وأنه يبدي «الإيجابية اللازمة انطلاقاً من الحفاظ على حقوقنا بالأرض والسيادة» كما قال وزير الخارجية جبران باسيل، فإن منسوب القلق ارتفع على ضوء تصعيد بومبيو تجاه «حزب الله» وإيران، وحديثه عن تشديد العقوبات المالية الذي «يقيد قدرة حزب الله على تنفيذ أعماله»، كما قال بومبيو في بيروت.
وتوقفت مصادر سياسية لبنانية عند توحد الموقف اللبناني تجاه التعاطي مع «حزب الله»، قائلة لـ«الشرق الأوسط» إن ما قيل على لسان الرئيسين عون وبري والوزير باسيل «هو الموقف اللبناني الذي تتبناه الحكومة في بيانها الوزاري».
لكن رغم ذلك، لم تخفِ المصادر القلق من التصعيد الأميركي تجاه الحزب، قائلة: «إذا كانت واشنطن تنوي الإطاحة برأس حزب الله، وتفرض العقوبات وتتشدد بها لأجل هذا الهدف، بينما يقول اللبنانيون إن الحزب هو فرد من أفراد المنزل، فهل تدخل إلى المنزل بالقوة وتدمره لقاء القبض على المطلوب الذي تريده؟»، وقالت المصادر: «من هنا مصدر القلق، وهو سؤال لا يمكن الجزم بعدم حصوله».
وكان بومبيو قد قال خلال المؤتمر الصحافي مع باسيل أول من أمس: «إننا سوف نستمر باستخدام جميع الأساليب السلمية المتاحة لنا لتضييق الخناق على التمويل والتهريب وشبكات الإرهاب الإجرامية وإساءة استخدام المناصب، والنفوذ الذي يغذي عمليات إيران وحزب الله الإرهابية، ولن نتوانى عن الإعلان عن الجهات الداعمة، سلباً أو إيجاباً لهذه النشاطات».
ورغم القلق الذي عبرت عنه المصادر، فإن المداولات خلال لقاء بومبيو مع المسؤولين اللبنانيين أوحت أنهم حاولوا طمأنته. فقد أكد بري أن «القوانين التي أقرها المجلس النيابي تطابق القوانين الدولية وتؤمن الشفافية في التداول المالي على الصعد كافة».
وفي الاتجاه نفسه، قالت مصادر لبنانية مواكبة للزيارة إن بومبيو سمع من رئيس الحكومة سعد الحريري أن لبنان ملتزم بالبيان الوزاري، والنأي بالنفس، وعدم إقحام لبنان بالصراعات في المنطقة. وشدد الحريري على أن هناك تشريعات واضحة في لبنان لمكافحة الإرهاب وتبييض الأموال. وكان واضحاً خلال البحث الحرص اللبناني والأميركي على استقرار لبنان وسيادته وحدوده، وعدم تعريض اقتصاده للخطر.



اليمن يطالب بحزم أممي لوقف تهريب الأسلحة إلى الحوثيين

وزير الخارجية اليمني شائع الزنداني استقبل في الرياض رئيس بعثة الحديدة مايكل بيري (سبأ)
وزير الخارجية اليمني شائع الزنداني استقبل في الرياض رئيس بعثة الحديدة مايكل بيري (سبأ)
TT

اليمن يطالب بحزم أممي لوقف تهريب الأسلحة إلى الحوثيين

وزير الخارجية اليمني شائع الزنداني استقبل في الرياض رئيس بعثة الحديدة مايكل بيري (سبأ)
وزير الخارجية اليمني شائع الزنداني استقبل في الرياض رئيس بعثة الحديدة مايكل بيري (سبأ)

شدد وزير الخارجية اليمني شائع الزنداني على ضرورة اتخاذ إجراءات أممية حازمة لمنع تهريب الأسلحة إلى الحوثيين، وعلى إسناد جهود الحكومة في بلاده لنزع الألغام التي زرعتها الجماعة بكثافة في محافظة الحديدة.

وفي حين تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة باتجاه إسرائيل، أتت تصريحات الزنداني خلال استقباله في الرياض، الأحد، رئيس بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة (أونمها)، اللواء متقاعد مايكل بيري.

وذكر الإعلام الرسمي اليمني أن وزير الخارجية اطلع من المسؤول الأممي، على نشاط البعثة والقضايا المتصلة بمهامها، ومسار مواءمة عملها وفقاً لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.

ونقلت وكالة «سبأ» الحكومية أن الوزير الزنداني تطرق إلى التهديدات الحوثية للملاحة الدولية، مشدداً على ضرورة اتخاذ مواقف حازمة من عمليات تهريب الأسلحة إلى ميليشيات الحوثي، مع تأكيده على أهمية عمل البعثة الأممية على إسناد جهود الحكومة لنزع الألغام التي زرعتها الميليشيات بكثافة وعشوائية في الحديدة.

ونسبت الوكالة الحكومية إلى المسؤول الأممي أنه عبَّر عن تقديره لتعاون ودعم الحكومة والسلطات المحلية في المديريات المحررة من الحديدة، وأنه أكد التزام البعثة بالعمل وفقاً لقرار ولايتها واستعدادها لمعالجة كافة التحديات والإشكاليات بالشراكة مع الحكومة اليمنية.

وسبق أن دعت الحكومة اليمنية البعثة الأممية الخاصة بالحديدة والمنشأة عقب اتفاق استوكهولم في أواخر 2018 إلى نقل مقرها إلى المناطق المحررة لكي تستطيع ممارسة دورها بعيداً عن ضغوط الحوثيين الذين يسيطرون على معظم مناطق الحديدة وعلى موانئها.

وتتهم الحكومة اليمنية الجماعة الحوثية باستغلال موانئ الحديدة وسواحلها لاستقبال الأسلحة المهربة من إيران إلى جانب النفط الإيراني، فضلاً عن استخدام المحافظة لشن الهجمات البحرية ضد السفن والتعاون مع الجماعات الإرهابية في القرن الأفريقي.

هجمات حوثية

في سياق الهجمات الحوثية باتجاه إسرائيل، تبنت الجماعة، مساء السبت، تنفيذ عملية عسكرية ضد هدف حيوي إسرائيلي في إيلات، بعدد من الطائرات المسيَّرة، وفق بيان لمتحدثها العسكري يحيى سريع.

وبحسب البيان الحوثي، حققت الهجمات أهدافها، وهو ما لم يؤكده الجيش الإسرائيلي، الذي عادة ما يشير إلى الهجمات القادمة من اتجاه اليمن.

صورة وزّعها الحوثيون لطائرة مسيّرة زعموا أنها استهدفت تل أبيب (أ.ف.ب)

وفي حين توعد المتحدث العسكري الحوثي باستمرار الهجمات حتى توقف العمليات الإسرائيلية في غزة ولبنان، كان زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي تبنى، الخميس الماضي، في خطبته الأسبوعية تنفيذ عمليات عسكرية بـ29 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيَّرة، خلال أسبوع.

وزعم الحوثي أن جماعته شنت هجمات باتجاه العمق الإسرائيلي، وباتجاه سفن أميركية حربية في البحر الأحمر والبحر العربي، وأن الهجمات أجبرت حاملة الطائرات «إبراهام لينكولن» على الابتعاد من موقعها في البحر العربي مئات الأميال.

وبخصوص هجمات واشنطن، في الأسبوع الماضي، على مواقع الجماعة، قال الحوثي إن الضربات التي طالت محافظات عدة، لم يكن لها أي تأثير على قدرات جماعته العسكرية.

ومنذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تبنّت الجماعة الحوثية قصف أكثر من 200 سفينة، في سياق مزاعمها لمناصرة الفلسطينيين في غزة. وأدت الهجمات في البحر الأحمر إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، ومقتل 3 بحارة، وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

واشنطن استخدمت مقاتلات «إف 35» في ضرب مواقع الحوثيين (الجيش الأميركي)

ورداً على التصعيد، فإن الجماعة تلقت نحو 800 غارة غربية بقيادة أميركا، أملاً في الحد من قدرتها على شن الهجمات البحرية. وإلى ذلك استهدفت إسرائيل مرتين مواقع خاضعة للجماعة في محافظة الحديدة من بينها مستودعات الوقود رداً على الهجمات.

وتقول الحكومة اليمنية إن الضربات الغربية ضد الجماعة غير مجدية، وإن الحل الأنجع هو دعم القوات الشرعية لاستعادة الحديدة وموانئها، وصولاً إلى إنهاء الانقلاب الحوثي، واستعادة العاصمة المختطفة صنعاء.