تحديات هائلة أمام العراق لمنع عودة «داعش»

على غرار إعلان القضاء التام على تنظيم «داعش» في سوريا، أمس السبت، أعلن العراق قبل عام «النصر المؤزر» عليه أيضاً. ولكن رغم ذلك تبقى فلول «داعش» قادرة على القتل والتفجير في بلد لا تزال تربته خصبة لاستقطاب مزيد من العناصر المتشددة.
ولفتت وكالة الصحافة الفرنسية إلى أنه إضافة إلى الجانب العسكري، يعاني العراق من آفات كثيرة تحتاج إلى سنوات قبل إيجاد حل لها، وفي طليعتها مسألة عودة 1.8 مليون نازح في المخيمات، ومئات المحاكمات «السريعة»، والبؤس الاجتماعي، والصدمات الناجمة عن تتابع النزاعات والانقسامات العميقة بين المكونات المحلية، وهو ما يحذر منه المدافعون عن حقوق الإنسان، الذين يخشون أن يستغل المتطرفون هذه المشكلات في عمليات تجنيد.
ولا يزال المتشددون المتوارون عن الأنظار في مناطق جبلية أو صحراوية، يمتلكون مخابئ لا يمكن للقوات الأمنية الوصول إليها. ويقول قائد عمليات محافظة نينوى اللواء نجم الجبوري لوكالة الصحافة الفرنسية، إن «عملياتنا الاستباقية مستمرة لملاحقة بقايا التنظيم أو الخلايا النائمة».
ويواصل التحالف الدولي، الذي تقوده الولايات المتحدة، شن ضربات في العراق، إذ لا تزال التحديات هائلة. فمن الضروري تأمين المنطقة الحدودية مع سوريا الممتدة على 600 كيلو متر في الصحراء، والسيطرة على المناطق الجبلية المتنازع عليها مع الأكراد، ومنع عمليات التسلل عبر الطرقات المستخدمة تاريخياً لعمليات التهريب.
وفي أعقاب الاشتباكات وعمليات التفتيش بعيد استعادة مدينة الموصل في يوليو (تموز) 2017، اعتقلت القوات العراقية «2500 داعشي»، وفق ما يؤكد الجبوري لـ«الوكالة الفرنسية». وتعلن القوات العراقية بانتظام مقتل متشددين خلال معارك، لكنها تفقد في المقابل جنوداً في هجمات.
ويقول اللواء في الشرطة الاتحادية ساكر كوين، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن تنظيم «داعش» شن 55 هجوماً على آليات الشرطة بعبوات ناسفة، إضافة إلى أعمال تخريب تطال محطات الكهرباء بين حين وآخر. وعلى مدى الأشهر الستة الماضية، أقدم المتشددون على قتل أكثر من 10 مخاتير في محافظة كركوك الحدودية مع نينوى وإقليم كردستان، وفق مسؤولين محليين.
وعلى طول الحدود، يقوم مقاتلو «داعش» المحاصرون بين القوات العراقية والسورية، بمحاولات متكررة للتسلل. ويشير مصدر أمني إلى أن القوات العراقية غالباً ما تصدهم، لكن «في بعص الأماكن، يتحركون بسهولة بأسلحتهم ومركباتهم (...) في وديان صحراوية أو مناطق جبلية».