جنبلاط يشارك باسيل في قداس لإحياء ذكرى ضحايا مسيحيين في الجبل

TT

جنبلاط يشارك باسيل في قداس لإحياء ذكرى ضحايا مسيحيين في الجبل

أكد رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط، أمس، أنه «اليوم برعاية الرئيس ميشال عون، ومباركة البطريرك بشارة الراعي، نؤكّد أن المصالحة فوق كل اعتبار من أجل لبنان الواحد»، في وقت أكد وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، أن «العودة السياسية تحققت في الانتخابات الأخيرة، ووحدة الجبل أساس لوحدة لبنان».
وجال باسيل في عدد من القرى والبلدات في منطقة الشوف، التي شهدت سقوط ضحايا من المسيحيين أثناء الأحداث اللبنانية، لا سيما بعد اغتيال كمال جنبلاط في 16 مارس (آذار) 1977، وشارك وجنبلاط في القداس الذي أقيم في نهاية جولته.
وقال جنبلاط في «كنيسة دير القمر»، في ذكرى «شهداء الجبل»: «عندما وصلت إلى المختارة في ذلك اليوم المشؤوم، بعد أن تبلغت خبر الاغتيال، كان كمال جنبلاط لا يزال في السيارة مضرجاً في دمائه، ومن حوله جمهور هائج لا يوصف». وأضاف: «طلبت من الشيخ محمد أبو شقرا الذهاب إلى مزرعة الشوف، حيث علمنا أن المختار وجمعاً كبيراً من الخيرين والعقلاء استطاعوا حماية من تبقى من المسيحيين في بيوتهم».
ولفت جنبلاط إلى أنه «منذ اغتيال كمال جنبلاط سرنا وسار لبنان على طريق الجلجلة من حرب إلى حرب، من جولة إلى جولة، من هدنة إلى هدنة، من مجزرة إلى مجزرة، من مبادرة إلى مبادرة، ومن اغتيال إلى اغتيال». لكنه أكد في الختام أنه «اليوم برعاية الرئيس عون، ومباركة البطريرك الراعي، نؤكّد أن المصالحة فوق كل اعتبار من أجل لبنان الواحد».
بدوره، قال الوزير باسيل: «هذا اليوم سيُسجَّل في تاريخ لبنان، وسلكنا قبل وصولنا إلى دير القمر، درب الشهداء، ووحدة الجبل هي التي تحفظ وحدة لبنان»، مضيفاً: «اغتيال كمال جنبلاط استجلب المآسي للوطن»، وأكد «أننا نلتقي اليوم في بلدة الرئيس كميل شمعون، لتقريب القلوب من بعضها تحت عنوان (التوبة والمغفرة)، ومن غير المسموح عدم إعطاء المغفرة عندما تُطلَب».
وقال باسيل: «نحن على مقربة من المئوية الأولى للبنان الكبير، والتحدي أمامنا اليوم هو العمل معاً لعودة الجبل إلى ذاته وأهله وشراكته، لأن العودة لا تتحقق بالأمن فقط بل تحتاج إلى الأمان»، مشدداً على «أننا أبناء مدرسة يقول قائدها إننا قوم نسامح ولكن لا ننسى، وعدم النسيان لعدم تكرار الخطأ، وليس للثأر، لأن التكرار هو الجريمة الأكبر».
وأشار باسيل إلى أن «العودة السياسية تحققت في الانتخابات الأخيرة، ووحدة الجبل أساس لوحدة لبنان، لكن وحدتنا في الجبل لا تعني الانعزال والانغلاق عن الآخرين في الجبل».
وكان باسيل زار عدة قرى في الجبل، خلال جولة رافقه فيها وزير المهجرين غسان عطالله والنائب ماريو عون.
وقال عطالله: «بصفتي وزيراً للمهجرين، كان لا بد من هذه الجولة بعد 42 عاماً على الأحداث الأليمة التي جرت في الشوف الأعلى عقب استشهاد كمال جنبلاط مع أناس يعيشون سلاماً في بلداتهم، وهذه الخطوة هي لتعزيز وتحصين العودة التي حصلت، ما يساعدنا على إقفال جميع الملفات في الوزارة».



15 ألف طالب يمني في تعز تسربوا خلال فصل دراسي واحد

المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
TT

15 ألف طالب يمني في تعز تسربوا خلال فصل دراسي واحد

المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)

في حين يواصل المعلمون في محافظة تعز اليمنية (جنوب غرب) الإضراب الشامل للمطالبة بزيادة رواتبهم، كشفت إحصائية حديثة أن أكثر من 15 ألف طالب تسربوا من مراحل التعليم المختلفة في هذه المحافظة خلال النصف الأول من العام الدراسي الحالي.

وعلى الرغم من قيام الحكومة بصرف الرواتب المتأخرة للمعلمين عن شهري نوفمبر (تشرين الثاني) وديسمبر (كانون الأول)، فإن العملية التعليمية لا تزال متوقفة في عاصمة المحافظة والمناطق الريفية الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية بسبب الإضراب.

ويطالب المعلمون بإعادة النظر في رواتبهم، التي تساوي حالياً أقل من 50 دولاراً، حيث يُراعى في ذلك الزيادة الكبيرة في أسعار السلع، وتراجع قيمة العملة المحلية أمام الدولار. كما يطالبون بصرف بدل الغلاء الذي صُرف في بعض المحافظات.

الأحزاب السياسية في تعز أعلنت دعمها لمطالب المعلمين (إعلام محلي)

ووفق ما ذكرته مصادر عاملة في قطاع التعليم لـ«الشرق الأوسط»، فإن محافظتي عدن ومأرب أقرتا صرف حافز شهري لجميع المعلمين يقارب الراتب الشهري الذي يُصرف لهم، إلا أن هذه المبادرة لم تُعمم على محافظة تعز ولا بقية المحافظات التي لا تمتلك موارد محلية كافية، وهو أمر من شأنه - وفق مصادر نقابية - أن يعمق الأزمة بين الحكومة ونقابة التعليم في تلك المحافظات، وفي طليعتها محافظة تعز.

ظروف صعبة

وفق بيانات وزعتها مؤسسة «ألف» لدعم وحماية التعليم، فإنه وفي ظل الظروف الصعبة التي يمر بها قطاع التعليم في مدينة تعز وعموم مناطق سيطرة الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً، ازدادت تداعيات انقطاع الرواتب والإضراب المفتوح الذي دعت إليه نقابة المعلمين، مع إحصاء تسرب أكثر من 15 ألفاً و300 حالة من المدارس خلال النصف الأول من العام الدراسي الحالي.

وقال نجيب الكمالي، رئيس المؤسسة، إن هذا الرقم سُجل قبل بدء الإضراب المفتوح في جميع المدارس، وتعذر استئناف الفصل الدراسي الثاني حتى اليوم، معلناً عن تنظيم فعالية خاصة لمناقشة هذه الأزمة بهدف إيجاد حلول عملية تسهم في استمرار العملية التعليمية، ودعم الكادر التربوي، حيث ستركز النقاشات في الفعالية على الأسباب الجذرية لانقطاع الرواتب، وتأثيرها على المعلمين والمؤسسات التعليمية، وتداعيات الإضراب على الطلاب، ومستقبل العملية التعليمية، ودور المجتمع المدني والمنظمات المحلية والدولية في دعم قطاع التعليم.

المعلمون في عدن يقودون وقفة احتجاجية للمطالبة بتحسين الأجور (إعلام محلي)

وإلى جانب ذلك، يتطلع القائمون على الفعالية إلى الخروج بحلول مستدامة لضمان استمرارية التعليم في ظل الأزمات، ومعالجة الأسباب التي تقف وراء تسرب الأطفال من المدارس.

ووجهت الدعوة إلى الأطراف المعنية كافة للمشاركة في هذه الفعالية، بما في ذلك نقابة المعلمين اليمنيين، والجهات الحكومية المعنية بقطاع التعليم، ومنظمات المجتمع المدني المحلية والدولية.

آثار مدمرة

كانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) قد ذكرت منتصف عام 2024، أن أكثر من 4.5 مليون طفل في اليمن خارج المدرسة بسبب تداعيات سنوات من الصراع المسلح. وأفادت بأن شركاء التعليم يعيدون تأهيل وبناء الفصول الدراسية، ويقدمون المساعدة التعليمية للملايين، ويعملون على إعادة الآخرين إلى المدارس، وعدّت أن الاستثمار في التعليم هو استثمار في مستقبل الأجيال.

وتقول المنظمة إنه منذ بداية الحرب عقب انقلاب الحوثيين على السلطة الشرعية، خلفت الهجمات التي تعرض لها أطفال المدارس والمعلمون والبنية التحتية التعليمية آثاراً مدمرة على النظام التعليمي في البلاد، وعلى فرص الملايين من الأطفال في الحصول على التعليم.

1.3 مليون طفل يمني يتلقون تعليمهم في فصول دراسية مكتظة (الأمم المتحدة)

وأكدت المنظمة الأممية أن للنزاع والتعطيل المستمر للعملية التعليمية في جميع أنحاء البلاد، وتجزئة نظام التعليم شبه المنهار أصلاً، تأثيراً بالغاً على التعلم والنمو الإدراكي والعاطفي العام والصحة العقلية للأطفال كافة في سن الدراسة البالغ عددهم 10.6 مليون طالب وطالبة في اليمن.

ووفق إحصاءات «اليونيسيف»، فإن 2,916 مدرسة (واحدة على الأقل من بين كل أربع مدارس) قد دمرت أو تضررت جزئياً أو تم استخدامها لأغراض غير تعليمية نتيجة سنوات من النزاع الذي شهده اليمن.

كما يواجه الهيكل التعليمي مزيداً من العوائق، تتمثل في عدم حصول أكثر من ثلثي المعلمين (ما يقرب من 172 ألف معلم ومعلمة) على رواتبهم بشكل غير منتظم منذ عام 2016، أو انقطاعهم عن التدريس بحثاً عن أنشطة أخرى مدرة للدخل.