إسرائيل تحاكِم عربياً من مواطنيها تواصل مع «حزب الله»

قدمت النيابة العامة الإسرائيلية إلى المحكمة المركزية لائحة اتهام ضد محمود جبارين (36 عاماً) من مدينة أم الفحم، بتهمة تواصله مع عناصر «حزب الله» اللبناني بهدف «مساعدة المنظمة في حربها ضد إسرائيل». ووفقاً للائحة الاتهام، كان جبارين يتواصل مع ناشطين من الحزب؛ هما علي شعيب وبلال الساطر، وكلاهما ناشط في شبكات حزب الله الاجتماعية، مثل «تويتر» و«فيسبوك» و«واتساب». ويعمل شعيب أيضاً مراسلاً لتلفزيون «المنار» ومحطة إذاعة النور التابعين لـ«حزب الله».
وأضافت لائحة الاتهام أن «الساطر أضاف جبارين إلى مجموعة عبر واتساب تحمل اسم (الإعلام العربي المقاوم)، حيث نشر المحتوى الموجود في مجموعة (واتساب) على حسابه عبر موقع (فيسبوك)، كما صوّر جبارين بناءً على طلب من الناشط في الحزب، صوراً من جميع أنحاء البلاد كجزء من الحرب النفسية التي يشنها حزب الله ضد إسرائيل». وتهدف مقاطع الفيديو والصور، كما أوضح الناشطون، إلى «خلق شعور في إسرائيل ولبنان بأن المنظمة نجحت في التسلل إلى عناصرها في جميع أنحاء البلاد، والتأثير على الإسرائيليين وبث الرعب والخوف بينهم».
وقال المحامي الموكل بالدفاع عن جبارين، أحمد خليفة، إن «التهم الموجودة في الملف غير جدية، والنيابة تحاول فرض التهم غير الموجودة على أرض الواقع، فالتواصل مع أشخاص في لبنان أو أي دولة عربية هو تواصل عادي كما نتواصل مع أي من أبناء أمتنا العربية، والتواصل مع مراسل في تلفزيون المنار ليس تواصلاً مع عدو، فالقانون لا ينص على أنه تواصل مع عدو، ولهذا الملف بُعد سياسي وهم يحاولون تضخيم أبعاده لأننا في مرحلة سياسية حساسة».
وجاء الكشف في إسرائيل بعد أيام من إعلان جهاز الأمن العام اللبناني، توقيف لبناني يحمل الجنسية الكندية يشتبه في أنه يعمل «لصالح الاستخبارات» الإسرائيلية. وأفاد بيان للمديرية العامة للأمن العام بأنه «ضمن إطار متابعتها لعمليات مكافحة التجسس لصالح كيان العدو الإسرائيلي، وتفكيك الشبكات التابعة له في الداخل اللبناني، ونتيجة المتابعة الدقيقة والمكثفة، أوقفت المديرية الكندي، مواليد 1978، بناءً على إشارة النيابة العامة العسكرية».
واعترف الموقوف، حسب البيان، بأنه «كُلِّف بمهام تجنيد أشخاص لبنانيين لاختراق البيئة الحاضنة لحزب الله، وبجمع المعلومات الأمنية لصالح مخابرات العدو والوصول إلى معلومات عن الطيار الإسرائيلي، رون أراد، الذي أسقطت طائرته في جنوب لبنان في عام 1986، ويسود اعتقاد أنه سُلّم لحزب الله».
وأوضح البيان أن الموقوف «بعد انتهاء التحقيق معه أُحيل إلى القضاء المختص والعمل جارٍ على توقيف باقي الأشخاص المتورطين». وبين عامي 2009 و2014، اعتقلت السلطات اللبنانية أكثر من مائة شخص بشبهة التجسس لصالح إسرائيل، غالبيتهم من العسكريين أو من موظّفي قطاع الاتصالات.