«هي»... 40 تشكيلياً يرصدون مشاعر المرأة المصرية وأحلامها

احتفاء بيومها العالمي وبعيد الأم

من أعمال الفنان صلاح المليجي
من أعمال الفنان صلاح المليجي
TT

«هي»... 40 تشكيلياً يرصدون مشاعر المرأة المصرية وأحلامها

من أعمال الفنان صلاح المليجي
من أعمال الفنان صلاح المليجي

منذ القدم تنال المرأة حضوراً قوياً في الفنون التشكيلية، ففي مصر القديمة احتلت مكانة عالية ومتميزة، فكان تجسيد المرأة المعبودة مثل إيزيس وحتحور ونفتيس له مكانة في المنحوتات. وبمرور السّنوات ظلّت المرأة أيقونة طوال فترات تاريخ الفن التشكيلي، حيث يشتبك معها الفنانون بأدواتهم محاولين تجسيدها بشكل صريح، أو استخدامها فنياً بدلالات رمزية بما يتخطى كينونتها المحدودة إلى دلالة أكبر وأرحب.
في القاهرة، حالياً، يحتفي 40 فناناً، من النساء والرجال، باليوم العالمي للمرأة وبعيد الأم، عبر معرض بعنوان «هي»، حيث يتبارون للتّعبير عن هويتها الإنسانية والجمالية، فجميع الأعمال تنتمي لعالم المرأة ومفرداته وخيالاته، وتتناول جوانب وأفكارا ورؤى إبداعية تتفاعل مع قضايا المرأة ومشاعرها وأحلامها واهتماماتها.
«يمكننا هنا أن نرى المرأة نموذجا إنسانيا في حالات متباينة أثبتت من خلالها قدرتها على مواجهة الصّعاب، وكذلك نموذجا جماليا يترجم في أنوثتها وسحرها ومشاعرها»، هكذا قالت شيماء حسن، مُنظمّة المعرض، مسؤولة النّشاط الثّقافي في مركز كرمة بن هانئ الثّقافي في متحف أحمد شوقي، الذي يحتضن المعرض، مضيفة لـ«الشرق الأوسط» أنّ «المشاركين في المعرض ينتمون إلى أجيال مختلفة وفي مجالات فنية متنوعة، وفي أعمالهم نرى كيف أنّ المرأة كانت وستظل رمزا للحب والوصل والعطاء والأمومة والتربية والحياة، وذلك عبر أعمال تنتمي للمدرسة الواقعية والتعبيرية والتأثيرية، وكذلك التيارات الحديثة مثل التجريدية والسريالية».
التجول بين لوحات المعرض يستكشف معه الزائر بعض جماليات المرأة وتكوينها الأنثوي، وقراءة إنسانيتها في محطات بعينها، لا سيما الحمل والأمومة والعاطفة.
فأمام لوحة «هي وفراشاتها» يمكن استكشاف الجمال الدّاخلي للمرأة، حيث حاولت الفنانة أميمة السيسي، أن توجه رسالة للسيدات أنّ جمالهن الدّاخلي ينعكس على رؤية الأشياء من حولهن بنظرة تفاؤل، ويساعدهن على تقبل الواقع والتعامل مع أي عوائق فيه، وتقول: «يظهر في اللوحة وجه لسيدة مصرية في حالة تفكير، فلغة الجسد هنا تعبّر عن التسلح بالجمال الدّاخلي والثّقة في النفس، يجاورها نقطة ضوء مشعّة كدعوة للسيدات أن نرى الأشياء بشكل أكثر تفاؤلا والانطلاق لما هو أفضل، أمّا ما حولها فقد عمدت فيه إلى إشاعة نوع من البهجة عبر استخدام الألوان السّاخنة، مع استخدام الفراشات كرمز يكمل الشّعور بالحرية والانطلاق».
أمّا رمزية «الفراشات» لدى الفنان هشام مخلوف فهي تختلف في مدلولها، فهي في لوحته المشاركة بالمعرض تعبر عن مفهوم الجمال الأنثوي، وهي تطير حول عروس ترتدي ثوب الزّفاف، وفي رؤيته أنّ المرأة دائما عروس حتى وإن كبرت في العمر.
أمام لوحتا الفنانة فاطمة رمضان، فنشاهد عملين ينتميان للمدرسة السريالية، يعبّران عن مفهوم الاحتواء لدى المرأة، وكيف أنّها يمكن أن تحتوي كل من حولها، لا أبناءها فقط، بل يمتد المفهوم للرجل وزميلات العمل والصّديقات، مُحاولة أن ترتقي بالجميع. لافتة إلى أنها تميل دائما لرسم المرأة لكن بالخروج خارج النطاق التقليدي، لذا كانت السريالية هي المدرسة التي لجأت إليها، معبرة من خلالها عن المرأة برسم الشَعر أو شكل الجسم من دون تفاصيل.
رؤية مختلفة يمكن لمسها في لوحة الفنانة يارا الفخراني، فهي تربط بين الحروف العربية وجسد الإنسان، ولوحتها التي تنتمي إلى المدرسة التجريدية بناء التكوين فيها من الحرف العربي، حيث توظف فيها حروف لفظ الجلالة للتّعبير عن الأم الحامل، فالأم خلال حملها هي الاحتواء والحماية والاحتضان، ويكون الله الحافظ لها.



التلسكوب «جيمس ويب» يلتقط «زِينة شجرة ميلاد مُعلَّقة في الكون»

ألوانُها كأنه العيد في الفضاء (ناسا)
ألوانُها كأنه العيد في الفضاء (ناسا)
TT

التلسكوب «جيمس ويب» يلتقط «زِينة شجرة ميلاد مُعلَّقة في الكون»

ألوانُها كأنه العيد في الفضاء (ناسا)
ألوانُها كأنه العيد في الفضاء (ناسا)

التقط التلسكوب الفضائي «جيمس ويب» التابع لوكالة «ناسا»، للمرّة الأولى، صورة لِما بدت عليه مجرّتنا في الوقت الذي كانت تتشكَّل فيه؛ جعلت علماء الفضاء يشعرون بسعادة غامرة. وقالت عالِمة الفلك الملكية في اسكوتلندا، البروفيسورة كاثرين هيمانز، لـ«بي بي سي»: «أحبُّ المجرّة البراقة والمتألِّقة بأضواء عيد الميلاد، كأنّ هذه ما كان عليه الكون وهو يبلغ من العمر 600 مليون عام فقط». تُظهر الصورة 10 كرات من النجوم بألوان مختلفة، تبدو مثل زِينة شجرة ميلاد مُعلَّقة في الكون. وهذه المرّة الأولى التي شاهد فيها العلماء كتلاً من النجوم تتجمَّع لتُشكل مجرّة مثل «درب التبانة»، فأطلقوا على المجرّة البعيدة اسم «اليراعة المتألّقة»، لتشابُهها أيضاً مع سرب من اليراعات متعدِّد اللون.

من مداره في الفضاء، من دون عوائق من الغلاف الجوّي للأرض، أظهر لنا أقوى تلسكوب على الإطلاق، مزيداً من المجرّات الأبعد، وبالتالي الأقدم؛ لكنها ليست مثل مجرّتنا في المراحل المُبكرة من التشكيل. ووفق الدكتورة لاميا ماولا، من كلية «ويليسلي» في ماساتشوستس، المُشاركة في قيادة البحث، فإنّ «البيانات الخاصة بما حدث في هذه المرحلة من الكون ضئيلة جداً». وأضافت: «هنا نُشاهد مجرّة وهي تتشكَّل حجراً بحجر. فالمجرّات التي نراها عادة حولنا تشكَّلت بالفعل، لذا فإنها المرّة الأولى التي نشهد فيها هذه العملية».

ووصفت البروفيسورة هيمانز، عالِمة الفلك الملكية في اسكوتلندا، والمستقلّة عن فريق البحث، الاكتشاف بأنه «رائع، ومهمّ علمياً وبالغ الاحتفاء»؛ وقالت: «مدهش أن يبني البشر منظاراً يتيح التطلُّع إلى الماضي البعيد جداً، فنرى هذه المراحل الوليدة جداً من المجرّة بطريقة احتفالية جميلة كهذه».

لغز الكون وعجائبه (ناسا)

وتختلف ألوان العناقيد النجمية باختلاف مراحل تكوينها، وفقاً للدكتورة ماولا: «إنها جميلة لأنّ الحياة الباكرة للمجرّة نشطة جداً. نجوم جديدة تولد، ونجوم ضخمة تموت، وكثير من الغاز والغبار حولها، وكثير من النيتروجين والأكسجين... بسبب الحالة التي هي فيها، تتراءى هذه الألوان الجميلة». عندما صادفت ماولا المجرّة، لم ترَ قط كتلاً من النجوم بمثل هذه الألوان الزاهية والمتنوّعة. قادها ذلك للاعتقاد بأنّ ثمة شيئاً مختلفاً حول هذا النظام، لذا تحقّقت من مدى بُعد ذلك. لدهشتها تبيَّن أنه يبعد أكثر من 13 مليار سنة ضوئية.

النور الآتي من «اليراعة المتألّقة» استغرق أكثر من 13 مليار سنة ليصل إلينا. صغير جداً وبعيد جداً، حدَّ أنه لم يكن بإمكان تلسكوب «جيمس ويب» رؤيته، لولا حظوظ المصادفة الكونية. وكان هناك تجمّع من المجرّات بين «اليراعة المتألّقة» وتلسكوب «جيمس ويب»، شوَّهت الزمكان لتمدُّد الضوء من المجرّة البعيدة، وتعمل بفعالية مثل عدسة مكبرة عملاقة.

يٌسمّي علماء الفلك هذه العملية «عدسة الجاذبية»، التي، في هذه الحالة، مكَّنت الباحث المُشارك الدكتور كارثيك أيير من جامعة «كولومبيا» في نيويورك، وأعضاء آخرين من الفريق، من أن يروا للمرّة الأولى، تفاصيل مذهلة لكيفية تكوُّن المجرّات الأولى مثل مجرتنا «درب التبانة». وقال: «إنها تأخذ الضوء الآتي من اليراعة وتثنيه وتضخّمه حتى نتمكن من رؤيته بتفاصيل رائعة».