الديمقراطيون يطالبون بنشر تقرير مولر وعدم السماح لترمب بالإطلاع عليه

رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي (أ.ف.ب)
رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي (أ.ف.ب)
TT

الديمقراطيون يطالبون بنشر تقرير مولر وعدم السماح لترمب بالإطلاع عليه

رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي (أ.ف.ب)
رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي (أ.ف.ب)

طالب مسؤولون كبار في الحزب الديمقراطي بنشر كامل تقرير المحقق الخاص روبرت مولر حول التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأميركية عام 2016، وعدم السماح للرئيس دونالد ترمب أو معاونيه بالاطلاع عليه.
وقالت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي ورئيس الأقلية في مجلس الشيوخ تشاك شومر في بيان مشترك إنه «من الملزم (للمدعي العام بيل) بار أن ينشر التقرير كاملاً، وكذلك أن يقدم الوثائق المتعلقة به والنتائج التي توصل إليها إلى الكونغرس».
وأضاف البيان أنه يجب على بار ألا «يُعطي الرئيس ترمب أو محاميه أو موظفيه الحق بأي (معاينة سريعة) للنتائج والأدلة التي توصل إليها المحقق الخاص مولر، ويجب ألا يُسمح أيضاً للبيت الأبيض بالتدخل في القرارات حول الأجزاء التي يجب نشرها».
واختتم مولر تحقيقه حول التدخل الروسي في الانتخابات الأميركية وقدم تقريراً بنتائجه، وفق ما أفاد به بار، أمس (الجمعة)، منهياً بذلك تحقيقاً استمر نحو عامين، وتركّز على الرئيس دونالد ترمب.
وبقي مضمون التقرير سرياً، لكن بار كتب في رسالة إلى الكونغرس أنه قد يكون قادراً على تلخيص نتائجه «المبدئية» خلال «هذا الأسبوع».
ورحب البيت الأبيض، أمس (الجمعة)، بتقديم التقرير الذي طال انتظاره، وقالت المتحدثة باسمه سارة ساندرز إن «الخطوات التالية تعود إلى المدعي العام بار، ونحن نتطلع إلى أن تأخذ العملية مجراها. البيت الأبيض لم يتلقّ تقرير المحقق الخاص أو يتم إطلاعه عليه».
ولم تظهر مؤشرات حول ما إذا كانت هناك اتهامات في التقرير لترمب أو لأحد أفراد عائلته أو مستشارين سابقين له بالتواطؤ مع روسيا أو إعاقة العدالة.
وقال بار إنه سيستشير نائبه رود روزنشتاين ومولر لتحديد ما الذي يمكن نشره من التقرير.
ودعا كثير من المرشحين الديمقراطيين للانتخابات الرئاسية في عام 2020 إلى نشر التقرير.
وكتب عضو مجلس الشيوخ الأميركي بيرني ساندرز على «تويتر»: «أدعو إدارة ترمب لإصدار تقرير مولر بالكامل في أقرب وقت ممكن»، مضيفاً: «لا أحد، بمن فيهم الرئيس، فوق القانون».
وقالت السيناتورة إليزابيث وورن: «أبلغوا جميع الأميركيين بتقرير مولر الآن».
واعتبر السيناتور كوري بوكر أن «هذا التقرير يجب أن يُنشر على الفور».



كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

TT

كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)
ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)

أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو (53 عاماً) استقالته من منصبه، الاثنين، في مواجهة ازدياد الاستياء من قيادته، وبعدما كشفت الاستقالة المفاجئة لوزيرة ماليته عن ازدياد الاضطرابات داخل حكومته.

وقال ترودو إنه أصبح من الواضح له أنه لا يستطيع «أن يكون الزعيم خلال الانتخابات المقبلة بسبب المعارك الداخلية». وأشار إلى أنه يعتزم البقاء في منصب رئيس الوزراء حتى يتم اختيار زعيم جديد للحزب الليبرالي.

وأضاف ترودو: «أنا لا أتراجع بسهولة في مواجهة أي معركة، خاصة إذا كانت معركة مهمة للغاية لحزبنا وبلدنا. لكنني أقوم بهذا العمل لأن مصالح الكنديين وسلامة الديمقراطية أشياء مهمة بالنسبة لي».

ترودو يعلن استقالته من أمام مسكنه في أوتاوا الاثنين (رويترز)

وقال مسؤول، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن البرلمان، الذي كان من المقرر أن يستأنف عمله في 27 يناير (كانون الثاني) سيتم تعليقه حتى 24 مارس، وسيسمح التوقيت بإجراء انتخابات على قيادة الحزب الليبرالي.

وقال ترودو: «الحزب الليبرالي الكندي مؤسسة مهمة في تاريخ بلدنا العظيم وديمقراطيتنا... سيحمل رئيس وزراء جديد وزعيم جديد للحزب الليبرالي قيمه ومثله العليا في الانتخابات المقبلة... أنا متحمّس لرؤية هذه العملية تتضح في الأشهر المقبلة».

وفي ظل الوضع الراهن، يتخلف رئيس الوزراء الذي كان قد أعلن نيته الترشح بفارق 20 نقطة عن خصمه المحافظ بيار بوالييفر في استطلاعات الرأي.

ويواجه ترودو أزمة سياسية غير مسبوقة مدفوعة بالاستياء المتزايد داخل حزبه وتخلّي حليفه اليساري في البرلمان عنه.

انهيار الشعبية

تراجعت شعبية ترودو في الأشهر الأخيرة ونجت خلالها حكومته بفارق ضئيل من محاولات عدة لحجب الثقة عنها، ودعا معارضوه إلى استقالته.

ترودو وترمب خلال قمة مجموعة العشرين في هامبورغ 8 يوليو 2017 (رويترز)

وأثارت الاستقالة المفاجئة لنائبته في منتصف ديسمبر (كانون الأول) البلبلة في أوتاوا، على خلفية خلاف حول كيفية مواجهة الحرب التجارية التي تلوح في الأفق مع عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

وهدّد ترمب، الذي يتولى منصبه رسمياً في 20 يناير، بفرض رسوم جمركية تصل إلى 25 في المائة على السلع الكندية والمكسيكية، مبرراً ذلك بالأزمات المرتبطة بالأفيونيات ولا سيما الفنتانيل والهجرة.

وزار ترودو فلوريدا في نوفمبر (تشرين الثاني) واجتمع مع ترمب لتجنب حرب تجارية.

ويواجه ترودو الذي يتولى السلطة منذ 9 سنوات، تراجعاً في شعبيته، فهو يعد مسؤولاً عن ارتفاع معدلات التضخم في البلاد، بالإضافة إلى أزمة الإسكان والخدمات العامة.

ترودو خلال حملة انتخابية في فانكوفر 11 سبتمبر 2019 (رويترز)

وترودو، الذي كان يواجه باستهتار وحتى بالسخرية من قبل خصومه قبل تحقيقه فوزاً مفاجئاً ليصبح رئيساً للحكومة الكندية على خطى والده عام 2015، قاد الليبراليين إلى انتصارين آخرين في انتخابات عامي 2019 و2021.

واتبع نجل رئيس الوزراء الأسبق بيار إليوت ترودو (1968 - 1979 و1980 - 1984) مسارات عدة قبل دخوله المعترك السياسي، فبعد حصوله على دبلوم في الأدب الإنجليزي والتربية عمل دليلاً في رياضة الرافتينغ (التجديف في المنحدرات المائية) ثم مدرباً للتزلج على الثلج بالألواح ونادلاً في مطعم قبل أن يسافر حول العالم.

وأخيراً دخل معترك السياسة في 2007، وسعى للترشح عن دائرة في مونتريال، لكن الحزب رفض طلبه. واختاره الناشطون في بابينو المجاورة وتعد من الأفقر والأكثر تنوعاً إثنياً في كندا وانتُخب نائباً عنها في 2008 ثم أُعيد انتخابه منذ ذلك الحين.

وفي أبريل (نيسان) 2013، أصبح زعيم حزب هزمه المحافظون قبل سنتين ليحوله إلى آلة انتخابية.

وخلال فترة حكمه، جعل كندا ثاني دولة في العالم تقوم بتشريع الحشيش وفرض ضريبة على الكربون والسماح بالموت الرحيم، وأطلق تحقيقاً عاماً حول نساء السكان الأصليين اللاتي فُقدن أو قُتلن، ووقع اتفاقات تبادل حرّ مع أوروبا والولايات المتحدة والمكسيك.