إسرائيل تقتل فلسطينيين في «مليونية الأرض» على حدود غزة

«حماس» تقمع بالقوة مسيرة أخرى في القطاع

فلسطيني يتلقى العلاج بعد اصابته في اشتباك مع القوات الإسرائيلية على حدود غزة أمس (أ.ب)
فلسطيني يتلقى العلاج بعد اصابته في اشتباك مع القوات الإسرائيلية على حدود غزة أمس (أ.ب)
TT

إسرائيل تقتل فلسطينيين في «مليونية الأرض» على حدود غزة

فلسطيني يتلقى العلاج بعد اصابته في اشتباك مع القوات الإسرائيلية على حدود غزة أمس (أ.ب)
فلسطيني يتلقى العلاج بعد اصابته في اشتباك مع القوات الإسرائيلية على حدود غزة أمس (أ.ب)

قتل الجيش الإسرائيلي فلسطينيين وأصاب أكثر من 50 بينهم 4 بحالات حرجة في مواجهات في مسيرات العودة على حدود قطاع غزة، بعدما وجهت حماس باستئناف كل أشكال المسيرات في خضم المواجهات الداخلية في قطاع غزة.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية، إن «مواطنين استشهدا وأصيب 55 مواطنا آخرين برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي». وتابعت: «استشهد مواطن يبلغ من العمر 26 عاما برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي في الصدر، في منطقة شرق البريج بقطاع غزة، واستشهد مواطن آخر يبلغ من العمر 18 عاما برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي شرق غزة». وتم التعرف على الشاب الذي قتلته إسرائيل في البريج وهو نضال شتات (26 عاما) من سكان المغراقة.
وأوضحت وزارة الصحة أن 57 أصيبوا كذلك عقب فتح قوات الاحتلال المتمركزة في مواقعها العسكرية، نيران أسلحتها صوب المتظاهرين.
وأكدت وزارة الصحة أن عددا من أفراد الطواقم الطبية والصحافيين أصيبوا كذلك بالاختناق الشديد، جراء استهداف مراكز للنقاط الطبية وسيارات الإسعاف شرق قطاع غزة في البريج وخان يونس تحديدا.
وقالت وزارة الصحة: «تم رصد 3 انتهاكات بحق الطواقم الطبية وسيارات الإسعاف، أصيب خلالها عدد من المسعفين بإصابات مختلفة». وكان آلاف الفلسطينيين شاركوا بفعاليات مسيرة العودة على الحدود الشرقية لقطاع غزة في الجمعة الـ51 في مخيمات العودة الخمسة. وأهابت الهيئة الوطنية لمسيرات العودة وكسر الحصار، بالجماهير المشاركة في مليونية الأرض والعودة التي ستكون في الثلاثين من مارس (آذار)، وجاء في بيان: «نهيب بكل التجمعات الفلسطينية والمؤسسات الوطنية والشعبية بالعمل الفاعل لإحياء مناسبة يوم الأرض، والمشاركة في جميع النشاطات التي تواكب مليونية الأرض والعودة التي ستنطلق في مناطق فلسطين كافة. مع التأكيد على أن مليونية الأرض والعودة ستكون يوم السبت 30 مارس».
وأَضافت: «إننا نؤكد على حق الشعب الفلسطيني في الحياة الكريمة والعيش بعزة فوق تراب أرضه، وإننا سنواصل العمل بكل جد وإصرار من أجل كسر الحصار ورفع المعاناة والألم عن أبناء شعبنا وتحقيق عوامل الصمود لشعبنا وتمتين جبهته الداخلية وعلى رأس ذلك، العمل على تحقيق المصالحة والوحدة. إننا بصبرنا وثباتنا وصمودنا ومواصلة مسيراتنا ووحدتنا سنكون قادرين على صنع مستقبل أفضل لشبابنا ولأبناء شعبنا. فالحصار والمعاناة لن يظلا قدراً على شعبنا».
ودعت الهيئة «الأشقاء المصريين لمواصلة جهودهم لرفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني، وإلزام الاحتلال بإنهاء الحصار كما تم التوافق عليه وطنياً، والشروع الفوري بتطبيق البنود كافة»، كما حذرت الاحتلال من «استمرار المماطلة والتلكؤ سيؤدي حتماً إلى تداعيات خطيرة سيتحمل الاحتلال كامل تبعاتها. ولن يكون شعبنا وحده من يدفع الثمن».
وكانت حركة حماس كبحت جماح المسيرات الجماهيرية في الآونة الأخيرة استجابة مع جهود مصرية من أجل تحقيق تهدئة في القطاع، وأوقفتها إلى حد كبير مع تدفق الأموال القطرية قبل أن يدب خلاف حول الأمر.
وفي محاولة كما يبدو للقضاء على مسيرات الحراك الشعبي ضد الغلاء، استأنفت الحركة المظاهرات على نطاق واسع بما فيها الحراك البحري.
وانطلقت في غزة نهاية الأسبوع الماضي مسيرات شعبية واسعة ضد الغلاء، واجهتها حماس بقمع غير مسبوق.
واستخدمت الحركة عبر مسلحين من الأجهزة الأمنية ومدنيين النار والعصي والهراوات ضد المتظاهرين، ما أدى في كثير من الحالات إلى إسالة الدماء وتكسير أطرافهم.
وتواصل حماس عمليات اعتقال واستجواب ناشطين في ظروف صعبة في القطاع وهو ما أدى إلى إدانات واسعة محلية وعربية وأممية.
وأمس، قمعت حماس مرة أخرى مظاهرة احتجاجية وسط مدينة دير البلح وسط قطاع غزة.
وقالت الوكالة الرسمية إن «عناصر مسلحة من ميليشيا حماس هاجمت وقفة احتجاجية، دعا لها الحراك الشعبي في دير البلح، احتجاجاً على ممارسات ميليشيا حماس الإجرامية، ما أدى لإصابة أكثر من 10 مواطنين، بينهم امرأة بإصابات مختلفة، عقب الاعتداء عليهم بالهراوات والعصي والآلات الحادة والبنادق».
وأضافت: «عناصر ميليشيا حماس استخدموا القوة المفرطة في قمع المشاركين بالوقفة السلمية، وأطلقوا الرصاص الحي في المكان، وهاجموا المواطنين بسيارات عسكرية، واعتدوا على الأطفال والشيوخ والنساء، وسط تكبيرات من المواطنين ضد ميليشيا حماس الإجرامية».
وتتواصل في القطاع فعاليات ضد الغلاء وضد حماس لكنها تراجعت بشكل كبير مع استخدام الحركة القوة المفرطة في التعامل مع المتظاهرين.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.