بومبيو يلوّح لإسرائيل بـ «رد» إذا واصلت الانفتاح مع الصين

TT

بومبيو يلوّح لإسرائيل بـ «رد» إذا واصلت الانفتاح مع الصين

في الوقت الذي طغى فيه موضوع الدعم الأميركي لإسرائيل في مواضيع سياسية عديدة، اتضح أن وزير الخارجية، مايك بومبيو، اختلف بشدة مع رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، حول تطور علاقات تل أبيب بالصين، وحرص على أن يظهر موقفه علنا.
ففي لقاء مطول مع القناة 13 في التلفزيون الإسرائيلي، بث الليلة قبل الماضية، حذر بومبيو من «تضرر العلاقات الأميركية الإسرائيلية، بسبب هذه العلاقات وخصوصاً التعاون المشترك في مجالي الأمن والاستخبارات»، ودعا نتنياهو إلى «الحد من علاقات إسرائيل المتنامية مع الصين». وقال: أنا أدرك أن «الصين تشكل فرصة اقتصادية»، واستدرك أنها تشكل «تهديداً خطيراً كذلك». وأكد بومبيو أنه ناقش ملف العلاقات الاقتصادية الإسرائيلية الصينية خلال اللقاء الذي جمعه مع نتنياهو، الخميس الماضي وأطلعه على القلق الأميركي بهذا الشأن.
وقال بومبيو، مفسرا الموقف: «عندما تتصرف الصين كمصيدة للديون، عندما تدفع الرشاوى، عندما تنفذ عملية تجسس صناعية من خلال الشركات المملوكة للحكومة وتشكل خطراً من خلال شركات التكنولوجيا مثل هواتف شركتي «هواوي» وZTE اللتين تعرضان مواطني إسرائيل للخطر، فعندما يحدث كل هذا، نريد التأكد من أن الدول الحليفة لنا تدرك هذه المخاطر. وبعدها ستتخذ الدول قراراتها السيادية بشأن الصين وسنفعل ذلك نحن أيضا».
المعروف أن إسرائيل، عززت في السنوات الأخيرة بشكل كبير، علاقاتها الاقتصادية والتجارية مع الصين، وكلفت العديد من الشركات الحكومية المقربة من السلطات في بكين بتنفيذ العديد من مشاريع بنية تحتية استراتيجية في إسرائيل، منها مشروع سكة القطارات الداخلية في تل أبيب وشق الأنفاق في جبال القدس. لكن ما يغضب الأميركيين بشكل خاص هو نشاط الشركات الإلكترونية الصينية في تل أبيب ومشروع توسيع ميناء حيفا، بالقرب من القاعدة العسكرية البحرية الرئيسية في إسرائيل، والتي يستخدمها الأسطول الأميركي. وتعتقد واشنطن أن هذين الموضوعين يقضان مضاجع المخابرات الأميركية، حيث يمكن أن يشكلا تهديدا لنقل خبرات تكنولوجية حساسة إلى الصين وأن يتيحا تجسسا صينيا على الولايات المتحدة.
وقال بومبيو إن «الولايات المتحدة لا تعارض الانفتاح الاقتصادي الإسرائيلي على الصين، ولكن هناك أنظمة صينية معينة، إذا انتقلت إلى أماكن معينة، فإن هناك إشكاليات قد تطرأ على قدرة الولايات المتحدة على العمل المشترك مع إسرائيل ولن نتمكن في بعض الحالات من القيام بذلك». وأضاف بومبيو أنه إذا لم تحد إسرائيل من تعاونها مع الصين، «فقد تقلل الولايات المتحدة من التعاون الاستخباراتي والأمني مع إسرائيل. نريد التأكد من أن الحكومة الإسرائيلية تدرك ذلك».
يذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي يطرح فيها مسؤولون أميركيون قضية الاختراق الصيني للاقتصاد الإسرائيلي، لكنها المرة الأولى التي يسمع فيها تهديد برد أميركي. وكان مسؤولون أميركيون قد وصلوا إلى تل أبيب بقيادة مستشار الأمن القومي الأميركي، جون بولتون، في مطلع يناير (كانون الثاني) الماضي، وحذروا نظراءَهم الإسرائيليين من أن الدور الصيني في توسعة ميناء حيفا وبنى تحتية إسرائيلية أخرى سيصعب من استمرار التعاون مع البحرية الأميركية. ووفقاً لصحيفة «هآرتس»، فقد كرر مسؤولون أميركيون تحذيراتهم للمسؤولين الإسرائيليين قائلين «نظموا موضوع التجارة مع الصين، أو سننظمه نحن». وقال مسؤولون إسرائيليون للصحيفة في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي إن المسؤولين الأميركيين «انفجروا في وجهنا».



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.