وزير مغربي ينتقد استخدام اليمين الأوروبي المهاجرين «ورقة انتخابية»

TT

وزير مغربي ينتقد استخدام اليمين الأوروبي المهاجرين «ورقة انتخابية»

اعتبر عبد الكريم بن عتيق، الوزير المنتدب المكلف المغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، أن دمج الهجرة في إطار التعاون الثنائي بين المغرب وبلجيكا «جرأة قوية»، في الوقت الذي كانت فيه غالبية الدول تحاول أن تتجنب، أو تبتعد عن إثارة إشكالات الظاهرة.
وقال بن عتيق في كلمة ألقاها خلال افتتاح المنتدى المغربي - البلجيكي، الذي احتضنته الرباط، أمس، حول موضوع «شراكة مبتكرة في خدمة الكفاءات»، إن التعاون المغربي - البلجيكي مثّل «جرأة استثنائية في فترة تنامي القوى المحافظة، التي تستعمل المهاجرين في وضعية هشة كورقة انتخابية».
وانتقد الوزير المغربي سلوك القوى السياسية المحافظة في أوروبا، واتهمها باستغلال قضايا المهاجرين من أجل الوصول إلى الحكم، معتبرا أن هذه القوى تلجأ إلى هذا الخيار «عوض البحث عن البدائل الاقتصادية والاجتماعية للإشكالات المطروحة».وشدد بن عتيق على أن المنتدى الذي يحضره العشرات من المغاربة الناجحين في مختلف المجالات ببلجيكا، فرصة لإطلاعهم على «التوجهات الاستثمارية، ومعرفة التطور الذي يعيشه المغرب الذي يطمح بقيادة الملك محمد السادس لدخول نادي الدول المتقدمة على اقتصاديا واجتماعيا».
وأضاف المسؤول الحكومي: «نطمح إلى جعل الكفاءات المغربية ببلجيكا قنطرة لنقل التكنولوجيا، التي نفتقدها في مجموعة من القطاعات بالمغرب، وأن يكونوا قناة أساسية للتفاعل مع الأسواق، سواء في بلد المهجر أو الأصل»، لافتا إلى أن بلاده تعتمد على استراتيجية «تعبئة هذه الكفاءات للقيام بأدوار طلائعية في المستقبل». مبرزا جهود وزارته في العمل على أن يبقى جيل الشباب الذين ولدوا في المهجر ولهم ثقافة بلدان الاستقبال «دائما مثالا للأجيال الأولى في التضامن والتعايش داخل مجتمعات الاستقبال، وفي الابتعاد عن أي خطاب أو رد فعل متطرف».
من جهته، قال رشيد مضران، وزير الشباب والرياضة في الحكومة الفيدرالية الوالونية ببروكسل، (من أصل مغربي)، إن النجاحات التي يحققها المهاجرون المغاربة في مختلف التخصصات ببلجيكا «تخدم المغرب وبلجيكا في آن واحد، وتعمق العلاقات بين بلدينا»، مؤكدا استعداد الكفاءات المغربية ببلجيكا للمساهمة في تطوير بلدهم الأصلي.
بدوره، أكد محمد عامر، سفير المغرب المعتمد لدى بلجيكا، الأهمية الاقتصادية في العلاقات بين البلدين، خاصة بعد الآفاق التي فتحها التعاون البلجيكي - المغربي، موضحا أن الكفاءات المغربية في بلجيكا تقدر بـ«العشرات من المقاولين، وهذه الدينامية ستضعنا على الطريق الصحيح».
يذكر أن المنتدى المغربي - البلجيكي، الذي عرف مشاركة عدد من الكفاءات المغربية في بلجيكا والقطاعات الحكومية المغربية والبلجيكية، ووكالات التعاون الدولي، سيخرج بعدد من التوصيات، الرامية إلى تطوير التعاون بين البلدين، واستثمار الفرص التي تتيحها الكفاءات البشرية المشتركة.



مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
TT

مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)

أفرجت السلطات الأمنية المصرية عن الناشط السوري الشاب ليث الزعبي، بعد أيام من القبض عليه وقررت ترحيله عن مصر، و«هو ما توافق مع رغبته»، بحسب ما كشف عنه لـ«الشرق الأوسط» صديقه معتصم الرفاعي.

وكانت تقارير إخبارية أشارت إلى توقيف الزعبي في مدينة الغردقة جنوب شرقي مصر، بعد أسبوع واحد من انتشار مقطع فيديو له على مواقع التواصل الاجتماعي تضمن مقابلة أجراها الزعبي مع القنصل السوري في القاهرة طالبه خلالها برفع علم الثورة السورية على مبنى القنصلية؛ ما تسبب في جدل كبير، حيث ربط البعض بين القبض على الزعبي ومطالبته برفع علم الثورة السورية.

لكن الرفاعي - وهو ناشط حقوقي مقيم في ألمانيا ومكلف من عائلة الزعبي الحديث عن قضية القبض عليه - أوضح أن «ضبط الزعبي تم من جانب جهاز الأمن الوطني المصري في مدينة الغردقة حيث كان يقيم؛ بسبب تشابه في الأسماء، بحسب ما أوضحت أجهزة الأمن لمحاميه».

وبعد إجراء التحريات والفحص اللازمين «تبين أن الزعبي ليس مطلوباً على ذمة قضايا ولا يمثل أي تهديد للأمن القومي المصري فتم الإفراج عنه الاثنين، وترحيله بحرياً إلى الأردن ومنها مباشرة إلى دمشق، حيث غير مسموح له المكوث في الأردن أيضاً»، وفق ما أكد الرفاعي الذي لم يقدّم ما يفيد بسلامة موقف إقامة الزعبي في مصر من عدمه.

الرفاعي أوضح أن «أتباع (الإخوان) حاولوا تضخيم قضية الزعبي والتحريض ضده بعد القبض عليه ومحاولة تصويره خطراً على أمن مصر، وربطوا بين ضبطه ومطالبته برفع علم الثورة السورية في محاولة منهم لإعطاء القضية أبعاداً أخرى، لكن الأمن المصري لم يجد أي شيء يدين الزعبي».

وشدد على أن «الزعبي طوال حياته يهاجم (الإخوان) وتيار الإسلام السياسي؛ وهذا ما جعلهم يحاولون إثارة ضجة حول قضيته لدفع السلطات المصرية لعدم الإفراج عنه»، بحسب تعبيره.

وتواصلت «الشرق الأوسط» مع القنصلية السورية في مصر، لكن المسؤولين فيها لم يستجيبوا لطلب التعليق، وأيضاً لم تتجاوب السلطات الأمنية المصرية لطلبات توضيح حول الأمر.

تجدر الإشارة إلى أن الزعبي درس في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، وبحسب تقارير إعلامية كان مقيماً في مصر بصفته من طالبي اللجوء وكان يحمل البطاقة الصفراء لطلبات اللجوء المؤقتة، وسبق له أن عمل في المجال الإعلامي والصحافي بعدد من وسائل الإعلام المصرية، حيث كان يكتب عن الشأن السوري.

وبزغ نجم الزعبي بعد انتشار فيديو له يفيد بأنه طالب القنصل السوري بمصر بإنزال عَلم نظام بشار الأسد عن مبنى القنصلية في القاهرة ورفع عَلم الثورة السورية بدلاً منه، لكن القنصل أكد أن الأمر مرتبط ببروتوكولات الدبلوماسية، وأنه لا بد من رفع عَلم الثورة السورية أولاً في مقر جامعة الدول العربية.

ومنذ سقوط بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ولم يحدث بين السلطات في مصر والإدارة الجديدة بسوريا سوى اتصال هاتفي وحيد بين وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ووزير خارجية الحكومة المؤقتة السورية أسعد الشيباني، فضلاً عن إرسال مصر طائرة مساعدات إغاثية لدمشق.