انتقادات في القاهرة لـ«بي بي سي» عقب استضافتها مصرياً مُدرج اسمه على قوائم الإرهاب

TT

انتقادات في القاهرة لـ«بي بي سي» عقب استضافتها مصرياً مُدرج اسمه على قوائم الإرهاب

وجهت مؤسسات مصرية، أمس، انتقادات كثيرة لـ«هيئة الإذاعة البريطانية» BBC، على خلفية استضافة الأخيرة مواطنا مصرياً مدرجاً على قوائم الإرهاب، ليتحدث في الشأن المصري، الأمر الذي دفع المجلس الأعلى للإعلام في مصر لتأكيد أن «ما وقعت فيه القناة سقطة كبيرة».
وبحسب القاهرة، فإن الضيف هو الإخواني ياسر العمدة (هارب)، الذي أدرجته محكمة جنايات القاهرة في وقت سابق ضمن 187 آخرين على قوائم الإرهاب لمدة 5 سنوات، وهو ضيف دائم لعدد من قنوات تنظيم «الإخوان» التي تبث من تركيا، وقد غادر القاهرة عقب ثورة 30 يونيو عام 2013 بعد سقوط حكم «الإخوان»، ومنذ ذلك الحين وهو يحرض ضد مصر.
وسبق أن اشتعلت أزمة بين مؤسسات رسمية مصرية وقناة BBC في فبراير (شباط) عام 2018. عقب تقرير بثته الأخيرة، تناول واقعة «إخفاء قسري» لسيدة، زعم التقرير توقيفها من قبل أجهزة الأمن المصري. غير أنها ظهرت بعد ذلك في لقاء تلفزيوني، نافية تعرضها للسجن، وهو الأمر الذي دفع سامح شكري، وزير الخارجية المصري، إلى انتقاد «بي بي سي» أمام مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، بسبب الواقعة.
وقال مصدر أمني في مصر إن «العمدة هو من دعا عناصر «الإخوان» لتصنيع قنبلة أطلق عليها «المبروكة»، وإلقائها على رجال الشرطة وأمام السيارات لنشر الفوضى، وترويع المصريين، وهي عبارة عن كتلة إسمنتية ملصق بها مسامير».
وانتشرت أمس تعليقات المصريين على الصفحة الرسمية للقناة، وسط اهتمام القناة لتنظيم «الإخوان»، الذي تعتبره السلطات المصرية تنظيماً إرهابياً.
من جهته، أكد جمال شوقي، رئيس لجنة الشكاوى بالمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، أمس أن «لجنة الشكاوى تلقت شكوى بالإهانات التي وجهتها القناة إلى المصريين، واللجنة قرأت تفريغاً تضمن النص الحرفي للحلقة، وتبين أنها حوت ألفاظاً وعبارات واضحة وصريحة لا تقبل التأويل، وأنها تمثل إهانات مباشرة لجموع الشعب المصري، وتعتبر سقطة تاريخية».
وأوضح شوقي في تصريحات له أن لجنة الشكاوى أعدت تقريراً بشأن تحقيقاتها، جاء فيه أن الواقعة «ليست خطأ فرديا أو وقعت بالصدفة؛ لكنها تأتي ضمن سياق عام يمثل سياسة ثابتة للقناة المذكورة تجاه مصر»، لافتاً إلى أن التقرير احتوى على عدد من الوقائع التي حملت أخطاء إعلامية جسيمة بشكل يستوجب المساءلة. كما أشار إلى أن اللجنة لاحظت أن عددا ملحوظاً من برامج القناة التي تتناول الشأن المصري، تحرص على مخالفة المعايير العالمية ومخالفة معايير القناة، حيث تتعمد البرامج الحوارية الانحياز ضد الشأن المصري، وتحرص على وضع بيانات ومعلومات غير صحيحة.
في المقابل، حاولت «الشرق الأوسط» أمس، التواصل مع مسؤولي «بي بي سي» في القاهرة، لكن لم يتسن لها ذلك. غير أن مصدراً في BBC أكد أن «ما تضمنته الحلقة سوف تتم مناقشته من المسؤولين في القناة بسبب الشكوى المصرية، وذلك للتحقق من مدى توافق محتوى ما تم بثه في الحلقة مع سياسات القناة»، رافضاً الحديث حول الأمر، لكونه غير مخول بالحديث لوسائل الإعلام.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.