الحكومة تقرّ تعيينات أعضاء المجلس العسكري

شكلت لجنة لدراسة خطة الكهرباء والموارد البترولية

TT

الحكومة تقرّ تعيينات أعضاء المجلس العسكري

أقرت الحكومة اللبنانية في جلستها التي عقدت أمس برئاسة رئيس الجمهورية ميشال عون، وحضور رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، والوزراء، تعيين أعضاء المجلس العسكري. كما شكّلت لجنة وزارية برئاسة الحريري لدرس خطة الكهرباء وخطة الموارد البترولية، اللتين عرضتهما الوزيرة ندى البستاني، على أن تعود اللجنة في مهلة أسبوع إلى المجلس، من أجل عرض ملاحظاتها، تمهيداً لإقرار الخطة والبدء بتنفيذها. كما طلب الرئيس عون من الوزراء الانتهاء من وضع الموازنة، لعرضها على المجلس.
وبعد انتهاء الجلسة التي اتسمت بالهدوء بعيداً عن النقاشات السياسية، تلا وزير الإعلام جمال الجراح مقررات الجلسة، معلناً عن تعيين أعضاء المجلس العسكري. وهم؛ العميد الركن أمين العرم رئيساً للأركان، العميد ميلاد إسحق مفتشاً عاماً، العميد محمود الأسمر أميناً عاماً لمجلس الدفاع، والعميد إلياس الشامية عضواً متفرغاً. وقبِل مجلس الوزراء استقالة الأمين العام للمجلس الأعلى للخصخصة زياد حايك بناء على طلبه.
وفيما يتعلّق بخطة «الكهرباء» التي عرضتها وزيرة الطاقة ندى البستاني، وخطة «الموارد البترولية»، شُكّلت لجنة فرعية لبحث الأمر، مؤلفة من رئيس الحكومة ونائبه غسان حاصباني، والبستاني، وعدد من الوزراء، وقد أعطى عون «مهلة قصيرة جداً لها لا تتعدى الأسبوع»، للعودة إلى مجلس الوزراء بدراسة كاملة حول الخطة للبدء بتنفيذها. وبالنسبة إلى خطة «الموارد البترولية» فإن اللجنة أعطيت مهلة قصيرة للعودة إلى مجلس الوزراء لدراستها.
وأشارت مصادر وزارية لـ«الشرق الأوسط» إلى حصول نقاش تقني حول الكهرباء، حيث تم طرح مجموعة أسئلة حولها، وأن تنطلق الخطة الدائمة والمؤقتة المتعلقة بتغذية البواخر في الوقت نفسه، كما نوقش اقتراح زيادة التعريفة بالتدرج، أي تكون التعريفة في المناطق التي تتغذى بـ16 ساعة أقل من تلك التي تصل إليها الكهرباء 20 أو 24 ساعة.
وأضاف الجراح: «أما موضوع البيئة والكسارات والمرامل، فقد شكّلت لجنة أيضاً لوضع مخطط توجيهي عام خلال 3 أشهر، على أن تقوم وزارة البيئة والمجلس المكلف بإصدار التراخيص بالتعامل مع الأمر، وفق المخطط التوجيهي القائم لفترة انتقالية. وعند إقرار المخطط التوجيهي النهائي يصبح الترخيص ضمن المخطط التوجيهي العام».
وأشار الجراح إلى «أن مجلس الوزراء خصّص الاعتمادات اللازمة للانتخابات الفرعية في طرابلس، وتم درس الموضوع بكل تفاصيله، والاتفاق على اعتماد الورقة المطبوعة سلفاً في العملية الانتخابية».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.