نفت محافظة الأنبار العراقية ما تردد عن مخطط يقضي بتهريب قادة عرب وأجانب لتنظيم «داعش» من أحد سجون المحافظة مقابل ملايين الدولارات.
وكان عضو البرلمان العراقي عن «كتلة الإصلاح والإعمار» البرلمانية، علي البديري، تحدث أمس عن «معلومات تفيد بوجود مخطط لتهريب قادة دواعش يحملون جنسيات مختلفة من داخل تسفيرات الشرطة في محافظة الأنبار مقابل ملايين الدولارات». ودعا «الجهات المعنية» إلى «نقل هؤلاء القادة إلى بغداد فوراً».
واعتبر البديري أن «الأوضاع في الأنبار باتت تمثل خطورة، ولا سيما في بعض المناطق من المحافظة مثل منطقة جويبة»، مشيراً إلى أن «هناك بعض زمر وخلايا (داعش) الإرهابية تخطط لخرق الأمن في قضاء الفلوجة ومركز مدينة الرمادي بغية تهريب قيادات كبيرة من (داعش) بالتنسيق مع بعض ضعاف النفوس». وأشار إلى أن «من بين القياديين الذين ينتمون إلى (داعش) عرب وشيشانيون».
لكن النائب عن محافظة الأنبار، فيصل العيساوي، نفى في تصريح لـ«الشرق الأوسط» ما ذكره البديري، قائلاً: إن «هذه الأنباء لا صحة لها على الإطلاق وتفتقر إلى الأدلة الحقيقية، فضلاً عن أنها بعيدة تماماً عن الواقع الأمني للمحافظة». وأضاف: إن «سجون الأنبار خالية أصلاً من أي معتقل عربي أو أجنبي حتى يتم الحديث عن مؤامرة أو مخطط لإخراجهم مقابل أموال».
ورأى العيساوي أن «مثل هذه التصريحات وسواها تدخل في باب المزايدات السياسية لا أكثر»، قبل أن يلفت إلى أن «التحدي الإرهابي لا يزال قائماً بلا شك، لكننا لسنا قلقين إلى الحد الذي يمكن أن يمثل فيه هذا الوضع خطراً كبيراً على أمن المحافظة وما باتت تشهده الآن من إعمار وبناء يشمل جميع مرافقها».
وأوضح أن «خلايا (داعش) النائمة موجودة في أماكن باتت محصورة، ولا سيما في الصحراء المترامية الأطراف، لكنها لن تستطيع إحداث أي إرباك في المحافظة فالجميع بات يدرك أن لا عودة لتلك الأيام السوداء تحت أي ذريعة».
وأكد مصدر أمني في «الحشد العشائري» بمحافظة الأنبار، أن قوات الأمن عززت إجراءاتها الاحترازية في المناطق الصحراوية من المحافظة، لافتاً إلى أن «قوات الجيش والشرطة وأفواج الطوارئ والحشد الشعبي فرضت إجراءات أمنية مشددة على المناطق الصحراوية لمنع حالات التسلل من الأراضي السورية باتجاه المناطق الغربية، فضلاً عن تعقب خلايا عصابات (داعش) الإجرامية».
وأكد المصدر، أن «الإجراءات الأمنية تركزت على إقامة الكثير من السيطرة الثابتة والمتحركة قرب الطرق الرئيسية والفرعية المؤدية إلى المناطق الصحراوية بالتزامن مع عمليات دهم وتفتيش طالت مناطق يعتقد أنها تحتوي على أنفاق سرية تختبئ فيها خلايا مجرمي (داعش) لتنفيذ عمليات الخطف ومهاجمة القوات الأمنية». وأشار إلى أن «هذه الإجراءات تأتي للحيلولة دون وقوع أي خرق أمني محتمل حدوثه»، موضحاً أن «القوات الأمنية اتخذت تدابير مشددة لمنع أي حالة تسلل أو اعتداء على القطعات العسكرية».
وكان رئيس أركان الجيش العراقي، الفريق عثمان الغانمي، أعلن مؤخراً من العاصمة السورية دمشق عن قرب افتتاح المنفذ الحدودي بين العراق وسوريا من جهة البوكمال، وهو ما يعني إعادة التبادل التجارب بين كل من العراق وسوريا، فضلاً عن إعادة الحياة للطريق البرية الطويلة التي تربط أيضاً الطريق البرية بين العراق والأردن المفتتحة قبل نحو شهرين؛ مما أعطى الانطباع باستقرار الوضع الأمني في الأنبار، ولا سيما أن الطريق التي يبلغ طولها نحو 400 كيلومتر كانت تحت سيطرة تنظيمات مسلحة، خصوصاً «داعش».
الأنبار تنفي مخططاً لتهريب «دواعش» أجانب من سجونها
الأنبار تنفي مخططاً لتهريب «دواعش» أجانب من سجونها
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة