مصر: تأييد أحكام السجن المؤبد والمشدد في «اعتصام النهضة»

تجمهروا عقب عزل مرسي واستخدموا القوة

TT

مصر: تأييد أحكام السجن المؤبد والمشدد في «اعتصام النهضة»

قضت محكمة النقض، أعلى هيئة قضائية في مصر، أمس برفض طعن 66 من المتهمين في القضية المعروفة إعلامياً بـ«أحداث فض اعتصام النهضة»، وأيدت الحكم الصادر ضدهم بمعاقبتهم بالسجن المؤبد والمشدد.
وكانت محكمة جنايات الجيزة قد قضت بمعاقبة المتهمين، البالغ عددهم 379 متهماً، من بينهم 189 متهماً محبوسون، بالسجن المؤبد في حق 17 متهماً، ومعاقبة 223 آخرين بالسجن المشدد 15 سنة، ومعاقبة 22 آخرين بالسجن 3 سنوات.
كما قضت المحكمة ذاتها ببراءة 115 متهماً، وانقضاء الدعوى الجنائية لمتهمين لوفاتهما، وبتغريم جميع المتهمين 39 مليون جنيه عما أتلفوه في حديقة الحيوان والأورمان ومحافظة الجيزة، وكلية هندسة جامعة القاهرة.
وكان النائب العام السابق المستشار هشام بركات قد أمر بإحالة المتهمين إلى محكمة الجنايات في أبريل (نيسان) 2015. ووجهت النيابة للمتهمين تهم «تدبير تجمهر والاشتراك فيه، وتأليف عصابة مسلحة، وتولي قيادتها، والقتل العمد مع سبق الإصرار والترصد والشروع فيه، والبلطجة ومقاومة السلطات بالقوة والعنف، وتعطيل سير وسائل النقل، واحتلال المباني والمنشآت الحكومية وتخريبها».
وفضت السلطات المصرية في 14 من أغسطس (آب) 2013 اعتصامي «رابعة» بالقاهرة، و«النهضة» بالجيزة، عقب عزل محمد مرسي المنتمي لتنظيم «الإخوان»، الذي تعتبره السلطات إرهابياً، عن السلطة في يوليو (تموز) 2013.
في غضون ذلك، تقدم طارق محمود المحامي ببلاغ للنائب العام المصري، اتهم فيه الممثل هشام عبد الله (هارب) بالتحريض وإثارة الفوضى، ونشر أخبار كاذبة عن مؤسسات الدولة المصرية. وذكر البلاغ أن «عبد الله المقيم حاليا في تركيا، ويعمل في قناة «الشرق» الإخوانية، ما زال يحرض على مصر من خلال عمله كمذيع على القناة، ويتعمد نشر أخبار كاذبة، ونشر صور مفبركة، وذلك بغرض إثارة الفوضى في الشارع المصري».



مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
TT

مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)

أفرجت السلطات الأمنية المصرية عن الناشط السوري الشاب ليث الزعبي، بعد أيام من القبض عليه وقررت ترحيله عن مصر، و«هو ما توافق مع رغبته»، بحسب ما كشف عنه لـ«الشرق الأوسط» صديقه معتصم الرفاعي.

وكانت تقارير إخبارية أشارت إلى توقيف الزعبي في مدينة الغردقة جنوب شرقي مصر، بعد أسبوع واحد من انتشار مقطع فيديو له على مواقع التواصل الاجتماعي تضمن مقابلة أجراها الزعبي مع القنصل السوري في القاهرة طالبه خلالها برفع علم الثورة السورية على مبنى القنصلية؛ ما تسبب في جدل كبير، حيث ربط البعض بين القبض على الزعبي ومطالبته برفع علم الثورة السورية.

لكن الرفاعي - وهو ناشط حقوقي مقيم في ألمانيا ومكلف من عائلة الزعبي الحديث عن قضية القبض عليه - أوضح أن «ضبط الزعبي تم من جانب جهاز الأمن الوطني المصري في مدينة الغردقة حيث كان يقيم؛ بسبب تشابه في الأسماء، بحسب ما أوضحت أجهزة الأمن لمحاميه».

وبعد إجراء التحريات والفحص اللازمين «تبين أن الزعبي ليس مطلوباً على ذمة قضايا ولا يمثل أي تهديد للأمن القومي المصري فتم الإفراج عنه الاثنين، وترحيله بحرياً إلى الأردن ومنها مباشرة إلى دمشق، حيث غير مسموح له المكوث في الأردن أيضاً»، وفق ما أكد الرفاعي الذي لم يقدّم ما يفيد بسلامة موقف إقامة الزعبي في مصر من عدمه.

الرفاعي أوضح أن «أتباع (الإخوان) حاولوا تضخيم قضية الزعبي والتحريض ضده بعد القبض عليه ومحاولة تصويره خطراً على أمن مصر، وربطوا بين ضبطه ومطالبته برفع علم الثورة السورية في محاولة منهم لإعطاء القضية أبعاداً أخرى، لكن الأمن المصري لم يجد أي شيء يدين الزعبي».

وشدد على أن «الزعبي طوال حياته يهاجم (الإخوان) وتيار الإسلام السياسي؛ وهذا ما جعلهم يحاولون إثارة ضجة حول قضيته لدفع السلطات المصرية لعدم الإفراج عنه»، بحسب تعبيره.

وتواصلت «الشرق الأوسط» مع القنصلية السورية في مصر، لكن المسؤولين فيها لم يستجيبوا لطلب التعليق، وأيضاً لم تتجاوب السلطات الأمنية المصرية لطلبات توضيح حول الأمر.

تجدر الإشارة إلى أن الزعبي درس في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، وبحسب تقارير إعلامية كان مقيماً في مصر بصفته من طالبي اللجوء وكان يحمل البطاقة الصفراء لطلبات اللجوء المؤقتة، وسبق له أن عمل في المجال الإعلامي والصحافي بعدد من وسائل الإعلام المصرية، حيث كان يكتب عن الشأن السوري.

وبزغ نجم الزعبي بعد انتشار فيديو له يفيد بأنه طالب القنصل السوري بمصر بإنزال عَلم نظام بشار الأسد عن مبنى القنصلية في القاهرة ورفع عَلم الثورة السورية بدلاً منه، لكن القنصل أكد أن الأمر مرتبط ببروتوكولات الدبلوماسية، وأنه لا بد من رفع عَلم الثورة السورية أولاً في مقر جامعة الدول العربية.

ومنذ سقوط بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ولم يحدث بين السلطات في مصر والإدارة الجديدة بسوريا سوى اتصال هاتفي وحيد بين وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ووزير خارجية الحكومة المؤقتة السورية أسعد الشيباني، فضلاً عن إرسال مصر طائرة مساعدات إغاثية لدمشق.