انطلقت الاحتفالات الرسمية، أمس، في تونس بتظاهرة «تونس عاصمة الثقافة الإسلامية 2019» التي تُشرف على تنظيمها المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، بحضور لافت لـ67 وزيراً للثقافة من دول عربية وإسلامية، فضلاً عن ممثلين لعدد مهم من الهيئات العربية التي تدعم هذه التظاهرة وتسعى من خلالها إلى إطلاع بقية الدول الإسلامية على ما تزخر به تونس من معالم أثرية ونفائس معمارية تؤكد عراقة تاريخها العربي والإسلامي.
وكان الافتتاح الرسمي من خلال عرض «ذروة المعالي»، وهو عمل فني من تصور وإخراج التونسي سليم الصنهاجي بالتعاون مع أوركسترا وأوبرا تونس بقيادة الموسيقي هشام العماري، وأداء الفنانة التونسية محرزية الطويل والفنان محمد العايدي، أما الكتابة الموسيقية فهي لسامي بن سعيد.
وقدم العرض الفني «ذروة المعالي» على مدى ساعة، عدداً مهماً من الأغاني الصوفية النابعة من الموروث التونسي، مثل «يا فارس بغداد»، و«من لي سواك»، و«زور القبة»، و«يا ذروة المعالي» التي قدمت في توزيع أوركسترالي ممزوج بأداء صوفي تقليدي، وهي محاولة من قِبل مجموعة من الموسيقيين الشباب لتثمين الرصيد الغنائي الصوفي التونسي وإعادة تقديمه في نغمات عصرية تضمن له الاستمرارية والقبول لدى الفئات الشابة.
وكان الافتتاح ما قبل الرسمي قد تم أول من أمس (الأربعاء) من خلال جولة أداها عدد من ضيوف تونس عبر المسلك الثقافي بالمدينة العتيقة الذي ينطلق من ساحة الحكومة بالقصبة إلى نهج القصبة، فمقهى الشواشين، وجامع حمودة باشا، وسوق البركة.
ويتواصل هذا المسلك الثقافي نحو سوق العطارين، وجامع الزيتونة المعمور، ثم دار حسين، حيث قُدّم عرض لفرقة الرشيدية للموسيقى التراثية.
وخلال هذا الافتتاح، قال عبد العزيز التويجري، المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو): إن تونس تمثل نموذجاً فريداً في الحضارة العربية الإسلامية، ولها تميز واضح منذ سنة 50 هجرية عندما بُنيت القيروان على يدي القائد الإسلامي عقبة بن نافع، وأكد أن تونس اليوم تقدم نموذجاً في بناء المجتمع والدولة قلّ وجوده في العالم العربي، وأنها أغنت الحضارة الإنسانية على مدى عصور.
ومن ناحيته، أكد محمد زين العابدين، الوزير التونسي للشؤون الثقافية والمحافظة على التراث، على اقتران برنامج هذه التظاهرة بالموروث التراثي لولايتي - محافظتي - المهدية والقيروان إلى جانب العاصمة التونسية؛ وذلك سعياً إلى أن تكون هذه السنة انطلاقة الترويج لتونس والتعريف بعمقها الحضاري والإسلامي وميزاته المتعددة على حد تعبيره.
وبشأن برنامج هذه التظاهرة الثقافية المهمة، قال فوزي محفوظ، المدير العام للمعهد الوطني للتراث الراجع بالنظر لوزارة الثقافة التونسية: إن الاحتفاء بتونس عاصمة الثقافة الإسلامية 2019 يتزامن مع مرور 40 سنة على تسجيل مدينة تونس (العاصمة التونسية) وعلى تسجيل قرطاج ضمن قائمة التراث العالمي، علاوة على مرور 10 سنوات على الاحتفاء بالقيروان عاصمة للثقافة الإسلامية. ولذلك؛ فإن الاحتفال سيكون استثنائياً، وأكد أن الأنشطة ستستمر بعد الافتتاح الرسمي على مدى سنة كاملة عبر تظاهرات وندوات ثقافية وفكرية ولقاءات على أعلى مستوى، على حد تعبيره.
وتعمل مجموعة من الهياكل الحكومية الراجعة بالنظر إلى وزارة الشؤون الثّقافية والمحافظة على التراث، والمعهد التونسي للتراث، ووكالة إحياء التراث والتنمية الثّقافية على إظهار الحلة الإسلامية التي تطبع الحضارة في تونس، وإثر تلك الحلّة على الأرض من خلال مجموعة كبيرة من المعالم الأثرية التي تزخر بها المدن التونسية على غرار جامع الزيتونة المعمور في العاصمة التونسية، وجامع عقبة بن نافع في مدينة القيروان عاصمة الأغالبة، ورباط المهدية المنسوب إلى الفاطميين وهو في مدينة المهدية (وسط شرق تونس).
يذكر أن برنامج عواصم الثّقافة الإسلامية الذي أطلقته المنظمة الإسلامية للتّربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) منذ سنة 2005 يحط الرحال خلال السنة الحالية في أربع عواصم للثقافة الإسلامية وهي مدينة تونس ومدينة القدس عن المنطقة العربية، ومدينة «بندر سيري بيغاوان» عن المنطقة الآسيوية، ومدينة «بيساو» عن المنطقة الأفريقية.
افتتاح تظاهرة «تونس عاصمة الثقافة الإسلامية 2019» بعرض «ذروة المعالي»
افتتاح تظاهرة «تونس عاصمة الثقافة الإسلامية 2019» بعرض «ذروة المعالي»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة