مادة هلامية لتجديد القرنية بدلاً من العملية الجراحية

شفافة وقادرة على الارتباط مع الأنسجة الأصلية

العين
العين
TT

مادة هلامية لتجديد القرنية بدلاً من العملية الجراحية

العين
العين

تمكّن فريق بحثي أميركي من إنتاج مادة هلامية «جِل» تساعد على تجديد أنسجة القرنية، من أجل الاستغناء عن إجراء عملية جراحية لإصلاح إصابات القرنية، بما في ذلك العملية التي تُعرف باسم «زراعة القرنية».
ووفق البحث المنشور، أول من أمس، في دورية «ساينس أدفانسيس» (Science Advances)، فإن هذه التكنولوجيا الجديدة التي تمت تسميتها بـ«GelCORE» (جل لتجديد القرنية)، جرى تصنيعها من الجيلاتين وموادّ معدلة كيميائياً، يتم تنشيطها عن طريق التعرُّض لضوء أزرق لفترة قصيرة.
ويضع المريض، وفق هذه التقنية، «الجِل» من خلال قطّارة أو محقنة، وبعد ذلك يتمّ تعريضه لضوء أزرق لفترة قصيرة جداً، حيث يساعد الضوء على تصلُّب المادة، مع مراعاة السمات الميكانيكية الحيوية للقرنية الأصلية. ومع مرور الوقت، تنمو خلايا القرنية تدريجياً، وتصبح بديلاً لهذه المادة.
واختبر الفريق البحثي هذا الآلية في نموذج معملي لقرنية أرنب، حيث استخدموا «جِل تجديد القرنية» بتركيز 20 في المائة لإصلاح عيوب القرنية البالغة 3 ملليمترات، ثم عرضوا المادة للضوء المرئي لمدة 4 دقائق، فلاحظوا مباشرة بعد التعرض للضوء، التصاقاً قوياً للـ«جِل» بالعيب الموجود بالقرنية، وبعد يوم واحد، لاحظوا سطحاً شفافاً وناعماً للعين، وكانت القرنية صافية، ودون التهاب.
وبعد أسبوع واحد من التجربة، لاحظ الباحثون استمرار «الجِل» على موقع العيب في القرنية وظلّ شفافاً، ومع مرور الوقت، أظهرت الأنسجة علامات التجدد، وكان هناك أوجه تشابه بين الأنسجة المجدَّدة والأنسجة الأصلية.
ويقول د. رضا دانا، مدير قسم جراحة القرنية في مستشفى ماساتشوستس للعيون، الباحث الرئيسي بالدراسة، في تصريحات خاصة عبر البريد الإلكتروني لـ«الشرق الأوسط»، إن «(الجل) الذي يُوضَع بديلاً للقرنية شفاف للغاية مثلها، وقادر على الارتباط مع الأنسجة الأصلية، ودعم تجددها».
ويوضح أنه يمكن التحكم في خصائصه بدقّة، من خلال تغيير التركيز وكمية الوقت المعرّض للضوء، مما يوفّر إمكانية تغييره وفقاً لأنواع وشدة إصابات العين، فمثلاً إذا كان المريض يعاني من تمزُّق كبير، فقد يتلقى المستحضر المخصص لهذه الحالة، وإذا كان الأمر يقتصر على حدوث ندبة بالقرنية، فقد يحصل على مستحضر آخر.
ويحتاج الفريق البحثي إلى إجراء أكثر من تجربة يتمّ فيها اختبار كل هذه التفاصيل قبل الانتقال إلى مرحلة التجارب السريرية على البشر، التي من المتوقَّع أن تكون خلال عام تقريباً، كما يؤكد د. دانا.


مقالات ذات صلة

الإفراط في تناول الدهون والسكر قد يدمر الكبد

يوميات الشرق سرطان الكبد من بين السرطانات الأكثر شيوعاً في العالم (جامعة ييل)

الإفراط في تناول الدهون والسكر قد يدمر الكبد

حذّرت دراسة أميركية من أن الإفراط في تناول الدهون والسكريات يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بسرطان الكبد، وذلك من خلال تدمير الحمض النووي في خلايا الكبد.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق شاي الكركديه يحتوي على نسبة عالية من مادة «البوليفينول» (غيتي)

مواد طبيعية قد تمنحك خصراً نحيفاً وقلباً صحياً وضغط دم منخفضاً

ثمة كلمة جديدة رائجة في مجال الصحة هي «البوليفينولات»، فبينما ظل العلماء يدرسون المركبات النباتية لسنوات، فقد جذب المصطلح الآن خيال الجمهور لسبب وجيه.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق جانب من تمرين عالي الطاقة في صالة ألعاب رياضية في نيويورك (أرشيفية - رويترز)

«هارد 75»... تحدٍّ جديد يجتاح «تيك توك» مع بداية العام

مع بداية العام الجديد، انتشر تحدٍّ جديد عبر تطبيق «تيك توك» باسم «هارد 75».

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك ليست جميع المشروبات قادرة بالفعل على علاجك من نزلات البرد والإنفلونزا (رويترز)

مشروب منزلي يساعد في التخلص من نزلات البرد

تحدثت اختصاصية التغذية كيلي كونيك لشبكة «فوكس نيوز» الأميركية عن المشروب المنزلي الأمثل لعلاج نزلات البرد والإنفلونزا.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك الفواكه والخضراوات مليئة بمضادات الأكسدة والفيتامينات والمعادن (رويترز)

تناول الفواكه والخضراوات يقلل خطر إصابتك بالاكتئاب

أكدت دراسة جديدة أن زيادة كمية الفواكه والخضراوات في نظامك الغذائي يمكن أن تقلل من خطر الإصابة بالاكتئاب بمرور الوقت.

«الشرق الأوسط» (سيدني)

الذكاء الصناعي قيد التحقيق والضحية المستهلك

مراجعة لسوق الذكاء الصناعي للتأكد من حماية المستهلكين (غيتي)
مراجعة لسوق الذكاء الصناعي للتأكد من حماية المستهلكين (غيتي)
TT

الذكاء الصناعي قيد التحقيق والضحية المستهلك

مراجعة لسوق الذكاء الصناعي للتأكد من حماية المستهلكين (غيتي)
مراجعة لسوق الذكاء الصناعي للتأكد من حماية المستهلكين (غيتي)

تطلق هيئة مراقبة المنافسة في المملكة المتحدة مراجعة لسوق الذكاء الصناعي للتأكد من حماية المستهلكين، حسب (بي بي سي). وسوف ينظر التحقيق في البرنامج الكامن خلف روبوتات الدردشة مثل «شات جي بي تي».
وتواجه صناعة الذكاء الصناعي التدقيق في الوتيرة التي تعمل بها على تطوير التكنولوجيا لمحاكاة السلوك البشري.
وسوف تستكشف هيئة المنافسة والأسواق ما إذا كان الذكاء الصناعي يقدم ميزة غير منصفة للشركات القادرة على تحمل تكاليف هذه التكنولوجيا.
وقالت سارة كارديل، الرئيسة التنفيذية لهيئة المنافسة والأسواق، إن ما يسمى بنماذج التأسيس مثل برنامج «شات جي بي تي» تملك القدرة على «تحويل الطريقة التي تتنافس بها الشركات فضلا عن دفع النمو الاقتصادي الكبير».
إلا أنها قالت إنه من المهم للغاية أن تكون الفوائد المحتملة «متاحة بسهولة للشركات والمستهلكين البريطانيين بينما يظل الناس محميين من قضايا مثل المعلومات الكاذبة أو المضللة». ويأتي ذلك في أعقاب المخاوف بشأن تطوير الذكاء الصناعي التوليدي للتكنولوجيا القادرة على إنتاج الصور أو النصوص التي تكاد لا يمكن تمييزها عن أعمال البشر.
وقد حذر البعض من أن أدوات مثل «شات جي بي تي» -عبارة عن روبوت للدردشة قادر على كتابة المقالات، وترميز البرمجة الحاسوبية، بل وحتى إجراء محادثات بطريقة أشبه بما يمارسه البشر- قد تؤدي في نهاية المطاف إلى إلغاء مئات الملايين من فرص العمل.
في وقت سابق من هذا الأسبوع، حذر جيفري هينتون، الذي ينظر إليه بنطاق واسع باعتباره الأب الروحي للذكاء الصناعي، من المخاطر المتزايدة الناجمة عن التطورات في هذا المجال عندما ترك منصبه في غوغل.
وقال السيد هينتون لهيئة الإذاعة البريطانية إن بعض المخاطر الناجمة عن برامج الدردشة بالذكاء الصناعي كانت «مخيفة للغاية»، وإنها قريبا سوف تتجاوز مستوى المعلومات الموجود في دماغ الإنسان.
«في الوقت الحالي، هم ليسوا أكثر ذكاء منا، على حد علمي. ولكنني أعتقد أنهم قد يبلغون ذلك المستوى قريبا». ودعت شخصيات بارزة في مجال الذكاء الصناعي، في مارس (آذار) الماضي، إلى وقف عمل أنظمة الذكاء الصناعي القوية لمدة 6 أشهر على الأقل، وسط مخاوف من التهديدات التي تشكلها.
وكان رئيس تويتر إيلون ماسك وستيف وزنياك مؤسس شركة آبل من بين الموقعين على الرسالة المفتوحة التي تحذر من تلك المخاطر، وتقول إن السباق لتطوير أنظمة الذكاء الصناعي بات خارجا عن السيطرة.