قُتل 85 شخصاً على الأقل اليوم (الخميس) فضلاً عن فقدان آخرين إثر غرق عبارة تقل عائلات وسط نهر دجلة في مدينة الموصل، ثاني أكبر مدن العراق شمال البلاد.
وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية اللواء سعد معن إن {عدد الضحايا بلغ 85 أغلبهم نساء وأطفال، وعدد الأشخاص الذين تم إنقاذهم بلغ 55 بينهم 19 طفلاً}. وأشار إلى أن {أسباب الحادث واضحة بحسب التحقيقات الأولية، وتشير إلى أن حمولة العبارة أكبر من طاقتها الاستيعابية}.
وكتب الرئيس العراقي برهم صالح في تغريدة على {تويتر}: {بنفوس يعتصرها الألم نعزّي العراقيين بضحايا الفاجعة التي تعرض لها أهلنا في حادثة عبّارة الموصل}، مضيفاً: {إننا على تواصل مع الحكومة الاتحادية والمحلية وحكومة الاقليم لاستنفار الجهود لمعالجة الجرحى والبحث عن المفقودين}.
وأكد برهم صالح أن {الفاجعة لن تمر دون محاسبة عسيرة للمقصرين}.
وشاركت فرق الدفاع المدني وقوات الأمن، فضلاً عن متطوعين في انتشال جثث الضحايا الذين كانوا في طريقهم إلى المدينة السياحية الواقعة في غابات الموصل للمشاركة في احتفالات عيد النوروز الكردي.
وشكلت حصيلة وفيات النساء ثم الأطفال الأعلى بين الضحايا، بحسب المتحدث باسم وزارة الصحة.
وفُقد حوالي 28 شخصاً آخرين ولا يزال البحث جارياً عنهم إثر عمليات استنفار لجميع السلطات الطبية والأمنية. وعند مقر الطب العدلي وسط المدينة، تجمع عشرات الأشخاص من نساء ورجال للبحث عن ذويهم، فيما علقت دائرة الصحة صور الضحايا على جدران المبنى لإتاحة الفرصة لذوي الضحايا للتعرف عليهم.
وخيّم الحزن على الجميع بانتظار معرفة مصير المفقودين من ذويهم. وبنبرة حزينة، قال أحمد، وهو عامل بأجر يومي كان يجلس على الأرض مع آخرين: {خمسة من عائلتي ما زالوا مفقودين... كانوا في العبارة في طريقهم إلى المدينة السياحية}. وحمل {المسؤولين عن الجزيرة السياحية مسؤولية غرق العبارة}.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر أمني في الموصل أن {العبارة كانت تنقل حمولة أكثر من طاقتها}، إذ تبلغ طاقتها نحو مائة شخص فيما كانت تقل نحو 200.
وانتشر عناصر الأمن على امتداد مجرى النهر الذي تواجد على ضفتيه نساء وأطفال، بعضهم تم نقله للتو. وشملت عمليات البحث بضعة كيلومترات في مجرى النهر في محاولة لإنقاذ آخرين جرفتهم المياه، وقامت قوات الأمن بقطع الطرق المؤدي إلى مجرى النهر بهدف السيطرة على الأوضاع هناك.
وقال أحد الناجين مكتفياً بذكر اسمه الأول محمد إن {الحادث كارثة لم نكن نتوقع حدوثها}. وأضاف الشاب الذي كانت ملابسه مبتلة تماماً أن {العبارة كانت تحمل عدداً يتجاوز طاقتها، أغلبهم نساء وأطفال}.
ونشر ناشطون صوراً ومشاهد للمأساة على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر الضحايا يدفعهم تيار نهر دجلة بسرعة فائقة، وصوراً أخرى لأطفال انتشلت جثثهم من النهر.
وأظهرت الصور عدداً من المتطوعين وهم يحاولون إنقاذ بعض الضحايا وبينهم عدد كبير من الأطفال والنساء. ويعتبر هذا الحادث الأكثر مأساوية في العراق منذ سنوات طويلة.
وأمر رئيس الوزراء عادل عبد المهدي بفتح تحقيق فوري وتسليمه النتائج خلال 24 ساعة {لإظهار الحقيقة وكشف هوية المسببين}، مُعلناً لدى وصوله إلى الموصل {الحداد} في كافة أنحاء البلاد.
وقررت محكمة تحقيق الموصل توقيف 9 من العمال المسؤولين عن العبّارة، كما أصدرت مذكرة قبض بحق مالكيْ العبّارة والجزيرة، وأوعزت لجهات التحقيق بسرعة تنفيذها، وفقاً لبيان مجلس القضاء الأعلى.