الحوثيون دمروا 1722 منشأة أثرية في محافظة الجوف

اتهامات حقوقية في جنيف للميليشيات بالتمييز الطائفي

TT

الحوثيون دمروا 1722 منشأة أثرية في محافظة الجوف

في الوقت الذي تتصاعد فيه الأصوات الحقوقية في جنيف لكشف جرائم الميليشيات الحوثية وانتهاكاتها بحق المدنيين اتهم تقرير حكومي يمني الجماعة الموالية لإيران بتدمير 1722 منشأة ومدينة أثرية في محافظة الجوف الحدودية.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي عقده مكتب حقوق الإنسان بمحافظة الجوف اليمنية في مدينة الحزم، حيث مركز المحافظة لتسليط الضوء على عمليات التفجير والتدمير والتخريب للمنازل والممتلكات الخاصة والمنشآت العامة التي قام بها الحوثيون خلال أربع سنوات من انقلابهم على الشرعية. واتهم محافظ الجوف اللواء أمين العكيمي، الحوثيين بارتكاب جرائم قال: إنها «هي الأولى من نوعها عبر التاريخ»، داعياً المنظمات المحلية والدولية إلى تنشيط العمل الإنساني والحقوقي لكشف الميليشيات على حقيقتها أمام العالم.
وعرض مكتب حقوق الإنسان بالمحافظة، في المؤتمر الصحافي تقريرا حقوقيا مفصلا يرصد جريمة تدمير وتفجير الحوثيين للممتلكات الخاصة، والمنشآت العامة خلال أربع سنوات من الانقلاب الحوثي. ووثق فريق الرصد والتوثيق، تفجير وتدمير الحوثيين 1722ممتلكاً خاصاً ومنشأة عامة بينها تفجير 32 منزلاً سكنياً و35 مدرسة ومرفقا تعليميا إلى جانب تدمير 57 مركزاً ومحلاً تجارياً وتضرر 1500 مزرعة وتعطيل 10 آبار مياه وتفجير 3 مقرات حزبية بالإضافة إلى تدمير 10 مبان حكومية و6 مرافق صحية و63 معلماً أثرياً في حين أصبحت مدن تاريخية شبه مهدمة كلياً في مختلف مديريات الجوف.
ولفت التقرير إلى أن الميليشيات الانقلابية تنتهج جريمة التفجير والتدمير للمنازل والممتلكات الخاصة والعامة بشكل ممنهج والهدف منه التهجير القسري والتطهير الطائفي وتركيع بقية السكان والانتقام من الخصوم. وأكد أن مثل هذا الجرائم تعد انتهاكاً للقانون الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان وتندرج ضمن قائمة الإرهاب والجرائم ضد الإنسانية، كما أنها - بحسب التقرير - تعتبر انتهاكاً صارخاً للقوانين والأعراف الدولية.
وفي سياق آخر، تواصلت الأنشطة الحقوقية اليمنية في جنيف لكشف جرائم وانتهاكات الجماعة الحوثية، على هامش الدورة الحالية لمجلس حقوق الإنسان.
إذ أكد رئيس مركز «حقي» لدعم الحقوق والحريات هاني الأسودي، أن الميليشيات الحوثية الانقلابية مارست الكثير من صور التمييز الديني والطائفي ضد المدنيين في مختلف المحافظات. وأشار الأسودي في كلمته في مجلس حقوق الإنسان، إلى ما تقوم به الميليشيات من التهجير القسري للمواطنين اليمنيين وذوي الديانة اليهودية، واعتداءاتهم على السلفيين في منطقة دماج ومواطني قبائل «حجور» بمحافظة حجة لأسباب طائفية، موضحاً أن الانتهاكات القائمة على العنصرية تفاقمت في اليمن منذ انقلاب الميليشيا الحوثية على الدولة في سبتمبر (أيلول) 2014.
واستعرض الناشط اليمني انتهاكات الميليشيات الحوثية ضد المدنيين في مختلف المحافظات وقصفها لسكان منطقة حجور بالصواريخ الباليستية ومنعها فتح ممرات آمنة لخروج المدنيين وممارستها انتهاكات واسعة بحق النساء والأطفال والتي ترتقي إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية - بحسب قوله.
وقال إن «إفلات مرتكبي هذه الجرائم من العقاب وعدم مساءلتهم يشجع الميليشيات على استمرار هذه الانتهاكات وتصاعدها مما سيصعب السيطرة عليها في وقت لاحق»، داعياً مجلس حقوق الإنسان إلى المساعدة في تقديم المسؤولين عن هذه الأعمال إلى العدالة. وأشار الأسودي «إلى ما تقوم به الميليشيات الحوثية الانقلابية من تعديل المناهج الدراسية بشكل يجسد الطائفية السلالية والعقائدية في المناطق الخاضعة لسيطرتها مما يسبب في تمزق النسيج الاجتماعي وينتج أجيال مشوهة فكرياً» بحسب تعبيره.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».