إردوغان: عملياتنا شمال سوريا منعت احتلال الإرهابيين حدودنا

TT

إردوغان: عملياتنا شمال سوريا منعت احتلال الإرهابيين حدودنا

قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إن حدود بلاده الجنوبية كانت «ستخضع بالكامل لاحتلال الإرهابيين»، في إشارة إلى «وحدات حماية الشعب» الكردية، لو لم تقطع تركيا ما سماه «الممر الإرهابي» عبر عمليتي «درع الفرات» و«غصن الزيتون» في شمال سوريا، عادّاً أن الخطر على تركيا يظل قائماً ما لم تتم إقامة منطقة آمنة على حدودها الجنوبية.
ورداً على سؤال عما إذا كانت لديه رسائل للرأي العام في الذكرى السنوية الأولى لتطهير منطقة عفرين السورية من المسلحين الأكراد، قال إردوغان في مقابلة مع قنوات تلفزيونية محلية ليل الاثنين - الثلاثاء: «إننا سعداء حيال تحقيق الوعد والبرنامج والخطة التي قمنا بتحديدها من أجل عفرين التي شهدت نضالاً عظيماً للغاية من قبل الجنود الأتراك ومقاتلي (الجيش السوري الحر)».
وأضاف أن من سماهم «إرهابيي الوحدات الكردية» كانوا حفروا أنفاقاً ضخمة تحت الأرض في عفرين، بمساعدة كبيرة من أطراف داخل التحالف الدولي للحرب على «داعش»، خصوصاً فرنسا التي لديها شركة إسمنت شهيرة هناك. وتابع أن الشركة الفرنسية زودت «الوحدات» الكردية بالإسمنت اللازم لإنشاء تلك الأنفاق التي كانت تضم غرفاً للعمليات ومستودعات، ولكن القوات المشاركة في العملية العسكرية «غصن الزيتون» تمكنت من تدميرها فوق رؤوسهم.
ونوه بالجهود التي قامت بها فصائل المعارضة السورية المسلحة خلال العملية العسكرية في عفرين، قائلاً: «زارني فريق من قيادات (الجيش السوري الحر)، ورأيت في أعينهم حينها تصميماً على إنجاز المهمة». وأضاف: «طبعاً أنا لم أشرح هذا الأمر للأميركيين. فالسيد دونالد ترمب (الرئيس الأميركي) كان يقول لي عندما نتحدث، إن جنرالاته يقولون كذا وكذا... لم يكن يصدق».
وذكر إردوغان أن الولايات المتحدة أرسلت إلى «الوحدات» الكردية 23 ألف شاحنة محملة بالأسلحة والذخائر؛ من ضمنها دبابات ومدرعات وصواريخ، مضيفاً: «لو لم نغلق (الممر الإرهابي) شمال سوريا، وننفذ حملة قطعه من عفرين وجرابلس، لكانت حدودنا الجنوبية محتلة بالكامل من قبل (الإرهابيين) اليوم».
في غضون ذلك، سيرت تركيا، أمس، دورية عسكرية خامسة من نقطة المراقبة التابعة لها في مورك شمال حماة باتجاه قرى ريف إدلب الجنوبي الشرقي، شاركت فيها 4 مصفحات تركية ترافقها سيارات تابعة لفصيل «فيلق الشام» التابع لـ«الجبهة الوطنية للتحرير»، ووصلت إلى نقطة المراقبة التركية في الصرمان بريف معرة النعمان الشرقي.
وتحدثت تقارير عن استهداف قوات النظام خط سير الدورية التركية، قبل تسييرها، بالقذائف الصاروخية، حيث قصفت مدينة خان شيخون وبلدات التمانعة والتح وجرجناز وبابولين، جنوب إدلب.



الحوثيون ينقلون أسلحة إلى صعدة لتحصينها من الاستهداف الأميركي

طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)
طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)
TT

الحوثيون ينقلون أسلحة إلى صعدة لتحصينها من الاستهداف الأميركي

طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)
طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)

كثفت الولايات المتحدة ضرباتها الجوية في الأسابيع الأخيرة على مواقع الجماعة الحوثية بمحافظة عمران، لا سيما مديرية حرف سفيان، في مسعى لتدمير أسلحة الجماعة المخزنة في مواقع محصنة تحت الأرض، ما جعل الجماعة تنقل كميات منها إلى معقلها الرئيسي في صعدة (شمال).

وكشفت مصادر يمنية مطلعة أن الجماعة الحوثية نقلت خلال الأيام الأخيرة مركز الصواريخ والطائرات المسيرة من مناطق عدة بمحافظة عمران إلى محافظة صعدة، وذلك تخوفاً من استهداف ما تبقى منها، خصوصاً بعد تعرض عدد من المستودعات للتدمير نتيجة الضربات الغربية في الأسابيع الماضية.

وكانت المقاتلات الأميركية شنت في الآونة الأخيرة، غارات مُكثفة على مواقع عسكرية تابعة للحوثيين، كان آخرها، الجمعة، حيث تركزت أغلب الضربات على مديرية «حرف سفيان» الواقعة شمال محافظة عمران على حدود صعدة.

وبحسب المصادر التي تحدثت لـ«الشرق الأوسط»، نقلت الجماعة الحوثية، تحت إشراف عناصر من «سلاح المهندسين والصيانة العسكرية»، مجموعة صواريخ متنوعة ومسيّرات ومنصات إطلاق متحركة وأسلحة أخرى متنوعة إلى مخازن محصنة في مناطق متفرقة من صعدة.

دخان يتصاعد في صنعاء عقب ضربات أميركية استهدفت موقعاً حوثياً (رويترز)

وتمت عملية نقل الأسلحة - وفق المصادر - بطريقة سرية ومموهة وعلى دفعات، كما استقدمت الجماعة الحوثية شاحنات نقل مختلفة من صنعاء بغية إتمام العملية.

وتزامن نقل الأسلحة مع حملات اختطاف واسعة نفذتها جماعة الحوثيين في أوساط السكان، وتركزت في الأيام الأخيرة بمدينة عمران عاصمة مركز المحافظة، ومديرية حرف سفيان التابعة لها بذريعة «التخابر لصالح دول غربية».

واختطف الانقلابيون خلال الأيام الأخيرة، نحو 42 شخصاً من أهالي قرية «الهجر» في حرف سفيان؛ بعضهم من المشرفين والمقاتلين الموالين لهم، بعد اتهامهم بالتخابر مع أميركا وإسرائيل، وفقاً للمصادر.

وجاءت حملة الاختطافات الحوثية عقب تنفيذ الجيش الأميركي في الأسبوعين الماضيين، عشرات الغارات التي استهدفت منشآت عسكرية وأماكن تجمعات للجماعة في حرف سفيان، أسفر عنها تدمير منشآت استُخدمت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية أميركية بجنوب البحر الأحمر وخليج عدن.

أهمية استراتيجية

نظراً للأهمية الاستراتيجية لمنطقة «حرف سفيان» في عمران، فقد تركزت الغارات على استهداف منشآت ومواقع متفرقة في المديرية ذاتها.

وتُعدّ مديرية «حرف سفيان» كبرى مديريات محافظة عمران من أهم معاقل الجماعة الحوثية بعد محافظة صعدة، وذلك نظراً لمساحتها الكبيرة البالغة نحو 2700 كيلومتر مربع، مضافاً إلى ذلك حدودها المتصلة بـ4 محافظات؛ هي حجة، والجوف، وصعدة، وصنعاء.

أنصار الحوثيين يحملون صاروخاً وهمياً ويهتفون بشعارات خلال مظاهرة مناهضة لإسرائيل (أ.ب)

وكان قد سبق لجماعة الحوثيين تخزين كميات كبيرة من الأسلحة المنهوبة من مستودعات الجيش اليمني في مقرات عسكرية بمحافظة عمران؛ منها معسكر «اللواء التاسع» بضواحي مدينة عمران، و«لواء العمالقة» في منطقة الجبل الأسود بمديرية حرف سفيان، وموقع «الزعلاء» العسكري الاستراتيجي الذي يشرف على الطريق العام الرابط بين صنعاء وصعدة، إضافة إلى مقار ومواقع عسكرية أخرى.

وإلى جانب ما تُشكله هذه المديرية من خط إمداد رئيسي للانقلابيين الحوثيين بالمقاتلين من مختلف الأعمار، أكدت المصادر في عمران لـ«الشرق الاوسط»، أن المديرية لا تزال تُعدّ مركزاً مهماً للتعبئة والتجنيد القسري لليمنيين من خارج المحافظة، لكونها تحتوي على العشرات من معسكرات التدريب التي أسستها الجماعة في أوقات سابقة، وترسل إليها المجندين تباعاً من مناطق عدة لإخضاعهم للتعبئة الفكرية وتلقي تدريبات قتالية.

صورة عامة لحاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» (رويترز)

وتقول المصادر إن الضربات الأميركية الأخيرة على محافظة عمران كانت أكثر إيلاماً للحوثيين من غيرها، كونها استهدفت مباشرةً مواقع عسكرية للجماعة؛ منها معمل للطيران المسير، وكهوف تحوي مخازن أسلحة وأماكن خاصة بالتجمعات، بعكس الغارات الإسرائيلية التي تركزت على استهداف البنى التحتية المدنية، خصوصاً في صنعاء والحديدة.

وترجح المصادر أن الأميركيين كثفوا ضرباتهم في مديرية حرف سفيان بعد أن تلقوا معلومات استخبارية حول قيام الحوثيين بحفر ملاجئ وأنفاق ومقرات سرية لهم تحت الأرض، حيث يستخدمونها لعقد الاجتماعات وإقامة بعض الدورات التعبوية، كما أنها تحميهم من التعرض لأي استهداف مباشر.