توعد تنظيم داعش الإرهابي أوروبا بالثأر، بسبب الهجوم الذي استهدف مسجدين في نيوزيلندا مؤخراً، وقال أبو الحسن المهاجر، المتحدث باسم التنظيم، أمس، في رسالة مسجلة مدتها 44 دقيقة، بثتها منصة «ناشر نيوز» الإعلامية التابعة للتنظيم، إن «مشاهد القتل في مسجدي نيوزيلندا سوف توقظ (الجهاديين) النائمين وستحفز أنصار (الخلافة) على الثأر». على حدد زعمه.
وأكد خبراء لـ«الشرق الأوسط» أن تنظيم داعش الإرهابي يكرر أساليب الحرب النفسية القديمة لجذب مناصرين وأتباع جُدد، مستغلاً الحادثة بالتحريض على قتل الأوروبيين.
ويقول مراقبون إن «الغرب واجه خلال الأشهر الماضية مأزقاً خطيراً تمثل في عودة مُقاتلي (داعش) إلى دولهم، عقب الخسائر التي مني بها التنظيم في سوريا والعراق»، مؤكدين أن «الخطورة الأكبر التي تُسبب للغرب فزعاً ورعباً، العمليات التي قد يقوم بها عناصر التنظيم، مما يُعد تحدياً رهيباً أمام تلك الدول، لما يمثله هؤلاء من مخاطر محدقة على الأمن القومي والاستقرار المجتمعي والفكري فيها». ووصف المهاجر، في الرسالة المسجلة، النصر الذي أعلنته الولايات المتحدة على التنظيم في سوريا، بأنه «زائف ولا أساس له»، متوعداً بالثأر لأولئك الذين تم حصارهم، ثم إجلاؤهم من قرية الباغوز شرق سوريا، قائلاً: «انتظروا بحوراً من الدماء».
وقال خالد الزعفراني، الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية بمصر، إن «داعش» يكرر أساليب الحرب النفسية القديمة نفسها لتخويف من يعتبرهم أعداءه، وبأنهم سوف تنتظرهم أمور لا يتوقعونها أو لا يضعونها في الحسبان، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن «التنظيم يحاول أن يقدم رسالة لعناصره بأنه (ما زال موجوداً) للحفاظ على تماسك من تبقى منهم، وجذب عناصر جديدة من الشباب المندفع باللعب على أوتار الدين والثأر».
ويشار إلى أن «داعش» أعلن الاستنفار بين مقاتليه على منصات التواصل الاجتماعي عقب الحادث مباشرة. ووجه الدعوة لما «اعتبره جهاداً». وأكد التنظيم أنه يسعى لحماية الإسلام والمسلمين من الكفار الذين لا يفرقون بين مسلم مجاهد أو قاعد عن الجهاد، حسب زعم التنظيم. ونشر التنظيم حينها عبر إحدى منصاته رسالة يقول فيها: «هذه رسالة لجميع المسلمين حول العالم... أن يعلموا أن حرب الدولة ستكون مع رعايا الدول الأوروبية دفاعا عن الإسلام والمسلمين».
من جهته، قال الدكتور إبراهيم نجم، مستشار مفتي مصر، إن «داعش» استغل الهجوم الإرهابي على مسجدين بنيوزيلاندا في التحريض على القتل، والانضمام للتنظيم والهجرة إليه، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن «داعش» يتلقف الأعمال الإرهابية التي تستهدف المسلمين في الخارج بالفرح والسرور لكونها تمثل «طوق النجاة» للتنظيم، ومعول الهدم الذي يوظفه في جذب الأتباع والمناصرين والمتعاطفين مع ضحايا العمليات الإرهابية من المسلمين... كما أنها تمثل فرصة كبيرة في تنفيذ الأعمال الإرهابية في الدول الغربية. ويتوعد «داعش» الغربيين دائماً بهجمات «تُنسيهم» - على حد زعمه - هجمات نيويورك يوم 11 سبتمبر (أيلول) عام 2001... كما توعد في تسجيلات سابقة الدول المُنضمة للتحالف الدولي ضده، من بينها أميركا وروسيا وبعض الدول العربية، بتنفيذ هجمات عنيفة.
«داعش» يتوعد أوروبا بـ{الثأر} بعد هجوم نيوزيلندا
خبراء: التنظيم يكرر أساليبه القديمة لجذب مُناصرين
«داعش» يتوعد أوروبا بـ{الثأر} بعد هجوم نيوزيلندا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة