«إيقاد» تتخوف من تأخر تشكيل حكومة وحدة وطنية في جنوب السودان

الخرطوم وجوبا تتفقان على فتح معابر حدودية بين البلدين

TT

«إيقاد» تتخوف من تأخر تشكيل حكومة وحدة وطنية في جنوب السودان

قال السفير إسماعيل وايس، مبعوث الهيئة الحكومية للتنمية في شرق أفريقيا (إيقاد) إلى جنوب السودان، إن تشكيل الحكومة الانتقالية في جنوب السودان خلال شهر مايو (أيار) المقبل، وفقاً لاتفاق السلام، سيواجه عدداً من التحديات، مع اقتراب نهاية الفترة ما قبل الانتقالية.
وقال وايس، في اجتماع لجنة الحدود المستقلة في جوبا أمس، إن تنفيذ اتفاق تنشيط السلام «يمر بمرحلة حرجة، ويواجه كثيراً من الصعاب، من بينها أن لجنة ترسيم حدود الولايات لم تنجز عملها. كما أن هناك تحديات في بند الترتيبات الأمنية، خصوصاً ما يتعلق بتشكيل الجيش الوطني الموحد، مع اقتراب نهاية الفترة ما قبل الانتقالية»، مرجعاً القرار النهائي في أمر تشكيل الحكومة الانتقالية في 12 مايو للأطراف الموقعة على اتفاق السلام، وموضحاً أن «القرار متروك لجميع الأطراف، وأن (إيقاد) ستعمل وفق ما تتفق عليه الأطراف... وهي تجري مباحثات مستمرة مع الجماعات التي رفضت التوقيع على اتفاق السلام».
ومن جهته، قال المتحدث باسم «جبهة الخلاص الوطني»، التي يتزعمها الجنرال توماس سيريلو، إن هذا الأخير مستعد لاستئناف المحادثات مع هيئة «إيقاد» حول قضايا السلام، مبرزاً أن مبعوث «إيقاد» رفض الاعتراف بالتحالف الوطني الديمقراطي، وأنه طالب سيريلو بتنفيذ وقف إطلاق النار من جانب واحد، والتوقيع على اتفاق السلام، باعتباره زعيماً لـ«جبهة الخلاص الوطني»، وليس رئيساً لتحالف، في إشارة إلى عدم اعتراف «إيقاد» بهذا التحالف الذي أعلن عنه عقب توقيع الاتفاقية في أديس أبابا العام الماضي.
إلى ذلك، وقع السودان وجنوب السودان، أول من أمس، اتفاقاً جديداً في الخرطوم لفتح بعض المعابر، وسحب قوات البلدين من المنطقة المنزوعة السلاح خلال شهر، في وقت اعتمدت فيه لجنة ترسيم الحدود تقارير اللجنة الفنية المشتركة بشأن المناطق المتفق عليها، على أن تتم مناقشة القضايا المختلف حولها خلال الاجتماع المقبل الذي لم يحدد له موعد.
وقال رئيس هيئة أركان الجيش السوداني، الدكتور كمال عبد المعروف، للصحافيين، عقب توقيع الاتفاق في الخرطوم، إن اللجنة السياسية الأمنية المشتركة أكدت على فتح المعابر التي تم الاتفاق عليها في الاجتماع السابق، وإخلاء المنطقة الآمنة منزوعة السلاح من قوات البلدين خلال شهر، على أن ترسل فرق مشتركة بإشراف بعثة الأمم المتحدة في منطقة أبيي المتنازع عليها بين البلدين، وذلك للتحقق من خلو المناطق منزوعة السلاح من أي وجود عسكري، مشيراً إلى أن هناك ثقة متبادلة وعزيمة لدى الطرفين، تعززت عقب رعاية بلاده لاتفاق السلام في جنوب السودان.
واتفق الطرفان على أن التدابير الأمنية لا تمثل سوى الخط الفاصل بين جيشي الدولتين، لكنها تؤثر على المناقشات بشأن ترسيم حدودهما. كما نصت على إنشاء منطقة عازلة على طول 10 كليومترات على جانبي الطريق.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.