حذر مدرب المنتخب الفرنسي ديدييه ديشامب، أبطال العالم، من الاختبار الأول الذي ينتظرهم في تصفيات كأس أوروبا 2020، الجمعة، ضد مولدافيا في شيسيناو، وذلك في افتتاح منافسات المجموعة الثامنة.
وتعتبر فرنسا، التي حلت ثانية في مجموعتها ضمن النسخة الأولى من دوري الأمم الأوروبية خلف هولندا، بعد خسارتها مباراتها الأخيرة أمام منتخب «الطواحين» بهدفين نظيفين، المرشحة الأوفر حظاً لتصدر مجموعتها في تصفيات كأس أوروبا 2020 أمام مولدافيا وإيسلندا وتركيا وألبانيا وأندورا.
لكن ديشامب قال مشدداً: «يجب أن نكون حذرين، لا توجد هناك مباراة سهلة. ندرك تماماً أن الأمر سيكون مرتبطاً بنا، هذا الفريق المولدافي سيختبر حظوظه على أرضه». وتحتل مولدافيا المركز 170 في التصنيف العالمي، ولم تفز بأي مباراة في مسابقة رسمية منذ 2013 باستثناء اثنتين العام الماضي في دوري الأمم الأوروبية ضد سان مارينو المتواضعة. وتوقع ديشامب ألا تكون هناك على الأرجح الكثير من المساحات. وقال: «سبق لنا أن واجهنا هذا النوع من المواقف، والأمور ليست سهلة. تتخطى امتحانات من هذا النوع بالدقة والتحرك والتنوع. الأمور ليست سهلة، لكننا نعلم ما يجب أن نتوقعه». ويعود إلى تشكيلة المنتخب الفائز الصيف الماضي بلقبه العالمي الثاني، جناح بايرن ميونيخ الألماني كينغسلي كومان للمرة الأولى منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2017، وذلك بسبب الإصابات التي لاحقته. وعلق ديشامب على عودة لاعب يوفنتوس الإيطالي السابق بالقول: «عانى من إصابة خطيرة، ثم مر بسلسلة من الإصابات التي أثرت عليه. كان لاعباً مهماً جداً لبايرن ميونيخ هذا الموسم». وخاض كومان 6 من المباريات السبع لفرنسا في كأس أوروبا 2016 على أرضها، بينها 62 دقيقة في المباراة النهائية التي خسرتها أمام البرتغال صفر - 1 بعد وقت إضافي، لكن ابن الـ22 عاماً لم يشارك سوى في 4 مباريات منذ حينها. ورأى ديشامب أن كومان كان غير محظوظ قبل كأس العالم، بسبب تعرضه لإصابة خطيرة. وقال: «مرت فترة طويلة منذ أن كان كينغسلي معنا. أظهر قدراته في كأس أوروبا 2016».
وتخوض فرنسا مباراتها الثانية في التصفيات، الاثنين المقبل، في باريس ضد إيسلندا، وذلك في إعادة لمواجهتهما في الدور ربع النهائي لكأس أوروبا 2016، حين فاز «الديوك» 5 - 2.
على جانب آخر، يبحث يواكيم لوف مدرب ألمانيا، عن إسكات منتقديه بعد إبعاد ثلاثة كوادر دولية مهمة قبل المواجهة مع صربيا ودياً اليوم في فولفسبورغ استعداداً لانطلاق مشواره في تصفيات كأس أوروبا 2020 بمواجهة من العيار الثقيل أمام هولندا. ويأمل لوف الذي وصل متأخراً إلى فولفسبورغ، بسبب جراحة في أسنانه هذا الأسبوع، في الانطلاق برحلة التعويض عن سنة 2018 المخيبة، التي شهدت توديعه المؤلم من دور المجموعات لمونديال روسيا وفقدان لقب مونديال البرازيل 2014، وهبوطه من المستوى الأول لمسابقة دوري الأمم الأوروبية.
وتعد ودية صربيا تحضيراً لانطلاق تصفيات كأس أوروبا 2020 بالنسبة لألمانيا على أرض جارتها هولندا القوية، حيث يسعى لوف ورجاله إلى الثأر لخسارتهم أمام «منتخب الطواحين» صفر - 3 في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي في أمستردام (تعادلا في ألمانيا إياباً 2 - 2) في دوري الأمم. وفي ظل الخريف الذي عاشه المنتخب الألماني العام الماضي، وقع لوف (59 عاماً)، تحت الضغوط لإظهار قدرته على بناء فريق ناجح جديد نواته من جيل الشباب.
لكن سهام النقد صُوِّبت نحوه مجدداً بسبب طريقة إبعاده ثلاثة من كوادره، المدافعان ماتس هومليس وجيروم بواتنغ ولاعب الوسط الهجومي توماس مولر. وكتبت مجلة «كيكر»: «لوف يغامر على طريقة لعبة البوكر».
لكن لوف يصر على أن خياراته مبنية على مجريات السنة الماضية، وأوضح: «تعين علينا التفكير منذ كأس العالم. يجب أن نكون أسرع، أكثر طموحاً وديناميكية. فقدنا كل ذلك في كأس العالم، وأصبحت كرتنا قابلة للتوقع».
ومنح لوف ثلاثة لاعبين شبان فرصتهم الأولى، حيث ضم نيكلاس شتارك (23 عاماً) مدافع هيرتا برلين، وماكسيميليان إيغيشتاين (22 عاماً) لاعب وسط فيردر بريمن، ولوكاس كلوسترمان (22 عاماً) ظهير لايبزيغ إلى تشكيلة احتفظت فقط بالحارس مانويل نوير ولاعب الوسط طوني كروس من المتوجين قبل نحو 5 سنوات بمونديال 2014. وأكد لوف أن نوير يبقى خياره الأول في الحراسة، رغم الدعوات لتثبيت حارس برشلونة المتألق مارك - أندريه تير شتيغن. واستدعى لوف أسماء شابة للعب أدوار قيادية مثل نيكلاس زوليه (23 عاماً)، ويوشوا كيميش (....عاماً)، وليون غوريتسكا (24 عاماً)، وقال: «بعض اللاعبين يجب أن يقطعوا خطوة إضافية. غوريتسكا وكيميش يملكان أفكاراً صافية، طموحاً وآراء، يتعين على زوليه تحمل المسؤولية، نتوقع منه المزيد الآن. يتعين عليه أن ينظّم ويصدر التعليمات من الخط الخلفي». على هذا الأساس، يتوقع من اللاعب الفارع الطول (195 سم) خلافة المبعدين هومليس وبواتنغ.
وشكك كثيرون بخيارات لوف بالتخلص من مدافعين مخضرمين، بمن فيهم سلفه وزميله السابق يورغن كلينزمان، الذي قاد ألمانيا إلى مركز ثالث في مونديال 2006 عندما كان لوف مساعداً له.
وقال كلينزمان: «آمل أن يبقى الباب مفتوحاً لهومليس وبواتنغ ومولر. هم لاعبون مميزون، ومن المهم أن يكونوا متاحين إذا احتجت إليهم. عندما تتخذ قراراً مماثلاً، يرفع هذا الأمر الضغط على الفريق». وحذر كلينزمان من أن الكرة الألمانية أصبحت في مظهر غير لائق، ويتعين اتخاذ قرارات كبيرة لوقف النزيف، لأن «النتائج كانت مخيبة في السنوات الأخيرة. وغياب أنديتنا عن (ربع نهائي) دوري أبطال أوروبا فضيحة كبرى. آمل في حصول رد فعل، تغيير في المقاربة يعيدنا إلى القمة».
وكانت هولندا أطاحت بألمانيا من دور المجموعات لمسابقة دوري الأمم الأوروبية، حيث تغلبت عليها 3 - صفر في أمستردام وتعادلتا 2 - 2 في غيلسنكيرشن. وهبطت ألمانيا إلى المستوى الأول، فيما بلغت هولندا دور الأربعة بتصدرها المجموعة الأولى.
وأوقعت قرعة تصفيات كأس أوروبا، هولندا وألمانيا في مجموعة واحدة (الثالثة)، إلى جانب آيرلندا الشمالية وإستونيا وبيلاروسيا.
وفي إنجلترا، واصل غاريث ساوثغيت مدرب المنتخب، سياسته المعتمدة على الشباب باستدعاء جناح فريق تشيلسي كالوم هودسون أودوي البالغ من العمر 18 عاماً للتشكيلة التي ستواجه التشيك ومونتينغرو في تصفيات أمم أوروبا الأسبوع المقبل. وشارك هودسون أودوي، البالغ من العمر 18 عاماً، مع المنتخب الإنجليزي للشباب تحت 20 عاماً، لكنه لم يلعب للمنتخب الأول من قبل. وشارك هودسون أودوي في 19 مباراة مع تشيلسي هذا الموسم، وسجل 5 أهداف، لكنه لم يشارك منذ البداية في أي مباراة بالدوري الإنجليزي. وكان أودوي في طريقه للانضمام إلى منتخب إنجلترا للشباب في بريستول عندما أبلغه المسؤولون أنه حصل على أول استدعاء للمنتخب الأول.
وعلق أودوي قائلاً: «كان يوماً مجنوناً. السعادة لا تسعني بالحصول على أول استدعاء للمنتخب الأول. اعتقدت أن مدرب منتخب تحت 20 عاماً يمزح عندما أبلغني. شعرت بمفاجأة وبعد أن تيقنت من حقيقة الأمر لم أصدق نفسي».
كما استدعى ساوثغيت أيضاً لاعب وسط ساوثهامبتون، جيمس وارد، للانضمام للمنتخب. وخاض وارد - براوس (24 عاماً)، مباراة واحدة مع المنتخب عندما خسرت إنجلترا 1 - صفر أمام ألمانيا في لقاء ودي قبل عامين. وسجل اللاعب 6 أهداف في الدوري مع ساوثهامبتون هذا الموسم بما في ذلك هدفان من ركلتين حرتين أمام مانشستر يونايتد وتوتنهام هوتسبير في آخر مباراتين بالدوري الإنجليزي الممتاز.
كما كوفئ لاعب الوسط الواعد الآيرلندي الأصل ديكلان رايس، الذي قرر الدفاع عن ألوان إنجلترا، باستدعائه من طرف ساوثغيت للتشكيلة التي ستخوض الجمعة مواجهة جمهورية التشيك في «ويمبلي»، وبعدها تلعب ضد مونتينيغرو (الجبل الأسود) خارج أرضها في 25 مارس (آذار).
وخاض رايس، لاعب وسط وستهام يونايتد، المولود في لندن من أجداد والده من أصل آيرلندي، 3 مباريات مع جمهورية آيرلندا، لكن جميعها كانت ودية مما يعني أنه كان لا يزال مؤهلاً للدفاع عن ألوان إنجلترا. وبعد محادثات مطولة، أعلن رايس (20 عاماً) في فبراير (شباط) الماضي أنه يريد مواصلة مسيرته الدولية مع إنجلترا، وتمت الموافقة على طلبه الأسبوع الماضي من قبل الاتحاد الدولي للعبة (فيفا). وقال ساوثغيت: «أعتقد أنها قرارات كبيرة حقاً عندما تطلب من أحد اللاعبين تغيير ألوان المنتخب الذي يرغب في الدفاع عنه. يجب أن تكون متأكداً حيال شعورك بأن لديهم مستقبلاً معك».
وأضاف: «ومع ذلك، لم تكن هناك أي ضمانات له... يجب أن تلعب جيداً للانضمام إلى المنتخب، لكن مستواه كان رائعاً».
وباستثناء دعوته رايس، ظل ساوثغيت وفياً إلى حد كبير إلى نواة التشكيلة التي قادت إنجلترا إلى الدور نصف النهائي لنهائيات كأس العالم الصيف الماضي في روسيا وإلى نصف نهائي دوري الأمم الأوروبية، المقرر في يونيو (حزيران) المقبل. وقال ساوثغيت: «تأهلنا لنصف نهائي دوري الأمم الصيف المقبل. وسيكون من الغريب إجراء تغييرات كبيرة على هذا المنتخب، لكننا أضفنا بعض الشباب الواعد».
ديشامب يحذر أبطال العالم من فخ مولدافيا... ولوف يغامر من أجل إنقاذ سمعة ألمانيا
ساوثغيت مدرب إنجلترا يضم أودوي مواصلاً سياسته المعتمدة على الشباب قبل انطلاق تصفيات أمم أوروبا الجمعة
ديشامب يحذر أبطال العالم من فخ مولدافيا... ولوف يغامر من أجل إنقاذ سمعة ألمانيا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة