دراسة تثبت أن الإنسان القديم تكيّف مع كل البيئات

عظام حيوانات وجدت في سريلانكا (سميثسونيان)
عظام حيوانات وجدت في سريلانكا (سميثسونيان)
TT
20

دراسة تثبت أن الإنسان القديم تكيّف مع كل البيئات

عظام حيوانات وجدت في سريلانكا (سميثسونيان)
عظام حيوانات وجدت في سريلانكا (سميثسونيان)

أظهرت دراسة جديدة، أن الإنسان القديم استطاع التأقلم مع كل البيئات بالعالم، وأنه استخدم أسلحة صغيرة للصيد في بيئات مختلفة منذ نحو 40 ألف عام تقريباً، بحسب تقرير نشره موقع «سميثسونيان».
وأقيمت الدراسة في أحد أقدم المواقع الأثرية في سريلانكا، ووجد الباحثون أن البشر كانوا قادرين على العيش في الغابات المطيرة، على عكس ما كان يعتقد سابقاً. وكانت دراسات قديمة قد أفادت بأن البشر كانوا يفضّلون العيش بالمناطق الساحلية، ولم تكن لديهم القدرة على التأقلم في بعض البيئات مثل الغابات المطيرة.
لكن، وبحسب الدراسة الأخيرة، فإن الإنسان القديم تمكّن من التكيف مع محيطه بشكل مثير للاهتمام، وتعلم اصطياد الثدييات الصغيرة باستخدام الصخور الحادة وأدوات أخرى.
وأشار البحث إلى أن الإنسان القديم كان على دراية بأن بعض الثديات كانت عرضة للانقراض بسبب الإفراط في الصيد؛ لذلك قام باستهداف الحيوانات بطريقة مدروسة وذكية، بحسب التقرير.
وأفاد الباحث المشارك في الدراسة باتريك روبرتس: «لقد اصطاد البشر الحيوانات منذ ما يقرب من 40 ألف عام، دون أن يعرّضها للانقراض؛ الأمر الذي يشير إلى أنهم كانوا على دراية بكيفية استخدام جميع الموارد المحيطة بهم بحكمة».
ووصل الباحثون إلى هذه النتيجة بعد دراسة ما يقرب من 14500 قطعة من العظام والأسنان الموجودة في كهف بسريلانكا، من بينها عظام قرود.
وتعتبر النتائج الجديدة، التي أكدت أن الإنسان القديم تمكّن من استخدام الكثير من الأدوات لاصطياد الحيوانات في بيئات مختلفة، شهادة على الذكاء البشري وقدرتهم على تخطي الصعوبات في مجموعة واسعة ومتنوعة من البيئات.
وقال روبرتس: «هذا يظهر أن البشر كانت لديهم القدرة على العيش في بيئات متنوعة منذ البداية».



في عالم تزيد فيه العدائية... كيف تربي أطفالاً لطفاء؟

يمكن أن يكون اللطف وسيلة فعّالة لمساعدة الأطفال على الشعور بمزيد من الهدوء والسعادة (أرشيفية - رويترز)
يمكن أن يكون اللطف وسيلة فعّالة لمساعدة الأطفال على الشعور بمزيد من الهدوء والسعادة (أرشيفية - رويترز)
TT
20

في عالم تزيد فيه العدائية... كيف تربي أطفالاً لطفاء؟

يمكن أن يكون اللطف وسيلة فعّالة لمساعدة الأطفال على الشعور بمزيد من الهدوء والسعادة (أرشيفية - رويترز)
يمكن أن يكون اللطف وسيلة فعّالة لمساعدة الأطفال على الشعور بمزيد من الهدوء والسعادة (أرشيفية - رويترز)

في عالمٍ تكثر فيه العدائية، قد يشعر العديد من الآباء بالقلق حيال كيفية تربية جيلٍ أكثر لطفاً. ويمكن أن يكون اللطف وسيلة بسيطة لكنها فعّالة لمساعدة الأطفال على الشعور بمزيد من الهدوء والسعادة، وفق ما ذكرته صحيفة «الغارديان» البريطانية.

وتقول جيسيكا رولف، المؤسسة المشاركة لشركة «Lovevery» لتنمية الطفولة المبكرة، إن الأطفال الأكثر تعاطفاً «يميلون إلى إقامة تفاعلاتٍ أكثر إيجابية وعلاقاتٍ أكثر إرضاءً مع الأصدقاء والعائلة». وتُضيف أن الدراسات تُظهر أن الأطفال الذين يُمكنهم تكوين علاقات قوية يُحققون نتائج أفضل في المدرسة.

بدورها، تقول جايمي ثورستون، الرئيسة التنفيذية لمنظمة «مدرسة اللطف» لتشجيع اللطف في الفصول الدراسية في المملكة المتحدة، إن اللطف هو «أهم شيء يُمكننا تعليمه للأطفال». وتُضيف: «اللطف لا يُفيد الشخص الذي نُعامله بلطفٍ فحسب، بل له تأثيرٌ إيجابيٌّ على صحتنا الجسدية والعقلية».

وتقول المعالِجة النفسية آنا ماثور: «ينشأ الأطفال في عالم يشهدون فيه الصراعات والمعلومات المضللة والمشاعر غير المدروسة»، وتؤكد أن اللطف «يتعلق بالمرونة والتفكير النقدي وفهم كيفية التعامل مع العالم بوعي، والدفاع عن الحق، والمساهمة في ثقافة الاحترام والتعاطف».

فما هي أفضل طريقة لتربية أطفال لطيفين؟

كن أنت القدوة

يتفق الخبراء بالإجماع تقريباً على أن القدوة هي الأساس. ويقول بروس هود، عالم النفس التنموي ومؤلف كتاب «علم السعادة»: «تُظهر دراساتنا أن الأطفال يتأثرون بشدة بما يشاهدونه من البالغين». ويضيف: «إذا كنا قدوة للآخرين في المشاركة واللطف والكرم، فسيقلد الأطفال هذا السلوك غريزياً. وبالمثل، إذا رأوا البالغين يُظهرون الجشع والقسوة، فسيُعتبر ذلك أمراً طبيعياً».

تدرب على استخدام الجُمل اللطيفة

تقول لافيرن أنتروبوس، اختصاصية علم نفس الأطفال، إن الأمر لا يقتصر على المواقف الكبيرة. فكلمات مثل «من فضلك» و«شكراً لك» مهمة. وتضيف: «هذه الكلمات هي التي تُرسّخ بالفعل لبِنَات اللطف»، واصفةً إياها بـ«الزيت في محرك» اللطف والاهتمام.

المحادثات هي الأساس

تقترح ثورستون إضافة سؤال «ما هو الشيء اللطيف الذي فعلته أو رأيته اليوم؟» إلى محادثات ما بعد المدرسة. وتضيف: «قال ابني إن هناك صبياً يعامله بقسوة... تحدثنا عما قد يدور في ذهن ذلك الصبي. ربما يشعر بالحزن أو الغضب، أو ليس لديه الكثير من الأصدقاء، أو لا أحد يُعامله بلطف. لا نعرف سبب تصرف ذلك الصبي بهذه الطريقة، لكن الأشخاص السعداء والواثقين من أنفسهم لا يميلون إلى أن يكونوا قساة». وتساعد مثل هذه المحادثات الأطفال على فهم أن اللطف خيار جيد وترسخ أهميته لديهم.

الاعتراف بالجميل والثناء

تنصح ماثور قائلةً: «امدح الجهد، وليس النتيجة فقط»، بقول عبارات مثل: «كان من اللطف أن تسأل أختك إن كانت بخير عندما سقطت». هذا يُعزز ويشجع التعاطف واللطف. وتؤكد أنتروبس أن الأطفال بحاجة إلى رؤية فوائد اللطف في شكل ردود فعل إيجابية، وهو ما يشجعهم على التمسك به.

لا تخشَ «القسوة»

إن رؤية طفلك ينفجر غضباً قد تشعرك بالخوف أو الفشل. لكن من المهم عدم الذعر أو التصرف بسلبية. بدلاً من ذلك، تنصح أنتروبس بطمأنتهم، قائلة: «مهمتنا هي مساعدتهم على إدراك قُدرتهم على التعافي من الموقف، وأننا لا نعتقد أنهم السبب». وتقول ماثور: «من المهم أن تتخلص من الخوف. لحظات القسوة لا تعني أن طفلك شخص قاسٍ... غالباً ما تنبع القسوة من احتياجات غير مُلباة: التعب، الجوع، الإرهاق، أو الشعور بفقدان السيطرة». ولا بد للوالد أن يضع نفسه في موضع الطفل، فـ«اللطف ليس أمراً طبيعياً دائماً، حتى للبالغين».

تعليم الأطفال أن يكونوا لطفاء مع أنفسهم

من المهم مساعدة الأطفال على تنمية الشعور بأن لدينا جميعاً جوانب جيدة وجوانب أخرى سيئة، وأننا نستحق اللُطف ونستحق أن نكون لطفاء مع أنفسنا حتى مع وجود هذه الجوانب السيئة.