لبنان أمام 3 استحقاقات: محادثات بومبيو وزيارة عون لروسيا والقمة العربية

المسؤولون يشددون على أولوية ملف النازحين

TT

لبنان أمام 3 استحقاقات: محادثات بومبيو وزيارة عون لروسيا والقمة العربية

يعوّل المسؤولون اللبنانيون على ثلاثة استحقاقات خلال تسعة أيام، أولها في بيروت في 22 من الشهر الجاري، حيث يعقدون لقاءات مع وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، وثانيها في موسكو خلال قمة لبنانية - روسية في الـ26 من هذا الشهر، وثالثها مشاركة رئيس الجمهورية ميشال عون في القمة العربية في الـ30 من الشهر الجاري.
وأبلغ مصدر مواكب للتحضير للقاءات الثلاثة، «الشرق الأوسط» أن المشترك بالنسبة إلى الرئيس عون والذي هو في طليعة اهتماماته، هي محاولة إقناع بومبيو بأهمية دعم بلاده لموقف لبنان الرسمي بضرورة إعادة أعداد كبيرة من النازحين السوريين إلى بلادهم وفق برنامج ممنهج وأجندة زمنية مع تحديد وسائل للنقل.
وأضاف: «أما موقف الرئيس عون فهو أسهل مع الرئيس بوتين المتفهم لمعاناة لبنان والذي يرى أيضاً أن بقاء النازحين السوريين بأعداد ضخمة في لبنان وفي سواه من دول الجوار يعني تقسيم سوريا، وهذا ما ترفضه موسكو التي شاركت في قتال الداعشيين، باستخدامها سلاح الجو والصواريخ حفاظاً على الأراضي السورية». لذلك، سيُصار إلى المراجعة مع الرئيس فلاديمير بوتين حول كيفية تزخيم مبادرة بلاده. ويأمل رئيس الجمهورية أن يجد إجراءات عملية أكبر لإعادة النازحين.
أما المحطة الأخيرة للرئيس عون فهي عربية، في قمة دورية لن تُنهي تعليق عضوية سوريا في مجلس جامعة الدول العربية، حيث سيلقي كلمة للبنان يحضّ فيها الدول الغنية والمؤثرة على تحمل مسؤوليتها في دعم لبنان على وضع خطة عملية تؤمّن إعادة سريعة للنازحين السوريين إلى ديارهم دون انتظار الحل السياسي للأزمة السورية الذي على ما يبدو أنه سيتأخر، وأن لبنان لم يعد بوسعه تحمّل عبء النزوح مالياً واقتصادياً وتربوياً وصحياً وديموغرافياً.
وقالت المصادر: «يأمل رئيس الجمهورية أن تؤدي الاستحقاقات الثلاثة إلى إعطاء نتائج إيجابية وتساعد على التمهيد لحل المشكلات المزمنة والمستعصية ومساعدة الورشة التي يُخطّط لها بالمباشرة في تنفيذ مقررات (سيدر) والانتهاء من رزمة من الإصلاحات التي ستشجع المساعدين من الدول والمنظمات العالمية على النهوض الحقيقي بالاقتصاد وإعادة محركات الدولة التي كانت متوقفة أو على الأقل متعثرة إلى الانطلاقة بزخم».
ويصل وزير الخارجية الأميركي إلى بيروت، الخميس، ويلتقي المسؤولين اللبنانيين في اليوم التالي، ويختتم زيارته بمشاركته في عشاء دعت إليه الوزيرة والنائبة السابقة نايلة معوض، ونجلها النائب ميشال معوض.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».