بتر ساق شاب تونسي إثر انفجار لغم زرعه إرهابيون بايعوا «داعش»

TT

بتر ساق شاب تونسي إثر انفجار لغم زرعه إرهابيون بايعوا «داعش»

أدى انفجار لغم أرضي في مرتفعات جبل المغيلة داخل المنطقة العسكرية المغلقة بولاية (محافظة) القصرين (وسط غربي تونس)، إلى إصابة شاب تونسي لا يزيد عمره على 18 سنة على مستوى إحدى ساقيه، ما أدى، أمس، إلى بترها.
وأكدت مصادر أمنية وعسكرية تونسية متطابقة أن اللغم المنفجر أول من أمس، قد زرعته المجموعات الإرهابية التابعة لتنظيم «أجناد الخلافة» التي تتحصن بالجبال والمبايِعة لتنظيم «داعش» الإرهابي. وأشارت إلى أن هذا التنظيم بات يعتمد منذ سنتين بصفة كبيرة على زرع الألغام التي يصنعها بنفسه في المسالك الجبلية لحماية معاقل وجوده ومنع تقدم أجهزة الأمن والجيش في اتجاهه.
وإثر نقله إلى المستشفى الجهوي بمدينة القصرين لتلقي العلاج، اتخذ الإطار الطبي قراراً ببتر ساق الشاب الذي أُصيب في انفجار هذا اللغم. وأكد محمد زكري المتحدث باسم وزارة الدفاع الوطني، أن اللغم الأرضي قد زرعته المجموعات الإرهابية لإعاقة تقدم قوات الجيش وأجهزة الأمن التونسية عند ملاحقتها عناصر تلك التنظيمات الإرهابية.
وتشير تقارير أمنية تونسية إلى أن معظم العناصر الإرهابية قد تلقت تدريبات على استعمال الأسلحة المتطورة وعلى صناعة الألغام والمتفجرات التقليدية الصنع، وذلك في معسكرات مخصصة لهذا الغرض في ليبيا المجاورة، وغالباً ما تتسلل عبر المسالك الصحراوية وتلتحق بالمجموعات الإرهابية المتحصنة غربي البلاد استعداداً لتنفيذ عمليات إرهابية في تونس.
على صعيد متصل، ألقت فرقة مقاومة الإرهاب التابعة لمنطقة الأمن الوطني ببنزرت (60 كلم شمال العاصمة)، القبض على شخصين بتهمة الاشتباه في انتمائهما لتنظيم إرهابي، وقالت إنها أجرت تحريات دقيقة ومراقبة لصيقة ورصدت تحركات وأنشطة شاب أول يبلغ من العمر 26 سنة، وشاب آخر لا يزيد عمره على 31 سنة، قبل أن تقرر القبض عليهما أول من أمس (الأحد)، في عملية أمنية استباقية في انتظار المزيد من التحريات الأمنية للتأكد من شبهة تبنيهما أفكاراً متطرفة. وعبّرت المصادر ذاتها عن خشيتها من احتمال انتمائهما لخلايا إرهابية نائمة قد تسعى إلى تنفيذ عمليات إرهابية ضمن ما تُعرف بـ«الذئاب المنفردة». وتؤكد مراكز مختصة في متابعة الجماعات الإرهابية أن عدد الخلايا الإرهابية النائمة في عدد من المدن والأحياء الشعبية التونسية يتراوح بين 300 و400 خلية إرهابية، وهي على استعداد لتقديم المساعدة للعناصر الإرهابية المتحصنة في الجبال الغربية للبلاد.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.