الرئيس المصري يقر بأزمة سابقة في التواصل مع الشباب

قال إن المنتديات الشبابية شكلت فرصة للتغلب عليها

TT

الرئيس المصري يقر بأزمة سابقة في التواصل مع الشباب

أقرّ الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بوجود أزمة سابقة في التواصل مع الشباب في بلاده، الذين يشكلون نحو ثلث مواطني أكبر دولة عربية من حيث عدد السكان. وقال السيسي، في كلمة له أمس، خلال ملتقى الشباب العربي والأفريقي بأسوان، إن «مشكلة التواصل مع الشباب كانت موجودة من قبل، وإن منتديات الشباب شكلت فرصة عظيمة للدولة وللشباب، لطرح الموضوعات والنقاشات بين المسؤولين والشباب».
والشباب المصري هم المحرك الرئيسي لثورة 25 يناير (كانون الثاني) 2011، التي أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك. وقال السيسي إنه فكّر، منذ بداية حكمه عام 2014 في «عقد لقاء تلفزيوني أسبوعي»، لكنه وجده غير كافٍ، مشيراً إلى أن «أحد الشباب طرح عليه فكرة عقد مؤتمر شبابي، وكان مقترحاً عمله مرة واحدة»، ومن هنا بدأت فكرة «منتدى الشباب الوطني» الذي بدأ عام 2016. مضيفاً أنه «وجده منصة رائعة للتواصل مع الشباب، باعتبارها فكرة رائعة، خاصة مع تطبيقها».
واعترف السيسي أنه كان يستهدف عقد تلك اللقاءات كل شهرين أو ثلاثة، قائلاً: «صحيح مقدرناش نعملها كل 3 شهور... وأنا أعتذر عن ذلك».
وافتتح السيسي، مساء أول من أمس، ملتقى الشباب العربي والأفريقي من مدينة أسوان «عاصمة الشباب الأفريقي»، بمشاركة 1500 شاب وفتاة من 25 دولة. والملتقى هو إحدى فعاليات منصات منتدى شباب العالم، التي دشنها السيسي قبل نحو عامين، وتدور فكرتها حول منح الشباب المصري وشباب العالم فرصة لتطوير ودعم أفكارهم المختلفة في جميع المجالات.
وأشار الرئيس السيسي إلى أن مؤتمرات الشباب أصبحت «منصة للتواصل بين الشباب والدولة، وأفرزت نجاحات كثيرة، من ضمنها تأهيل الشباب للقيادة بمؤسسات الدولة».
فيما صرح الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة المصري، لـ«الشرق الأوسط» بأن «تلك المؤتمرات باتت وسيلة مميزة للحوار الوطني، بل العالمي، لمناقشة التحديات والفرص المتاحة»، مشيراً إلى أنه «مع كل مؤتمر تخرج توصيات وأفكار جديدة يتم البناء عليها لاحقاً، ومن هنا تأتي أهمية الملتقى».
وخلال جلسة «منتدى شباب العالم... آفاق جديدة»، ضمن فعاليات الملتقى أمس، عرض عدد من المتحدثين النجاحات التي حققتها المنتديات الشبابية على مدار السنين الماضية. وقالت آية عطية، المنسقة العامة لمنتدى شباب العالم، إن «منتدى شباب العالم أصبح مؤسسة لها تأثير، تخرج عنها توصيات، يتم تنفيذها على أرض الواقع من خلال أجهزة الدولة المختلفة».
وأوضحت عطية أن «المنتدى يمتلك اليوم شبكة كبيرة من الأعضاء تصل إلى 500 ألف عضو، من 193 دولة حول العالم»، معربة عن أملها في استمرار نجاح المنتدى. ومن المقرر أن يشهد الملتقى تدشين سلسلة من الفاعليات الثقافية والشبابية، التي ستستضيفها أسوان طوال فترة تولي مصر رئاسة الاتحاد الأفريقي، في إطار اختيارها عاصمة للشباب الأفريقي لعام 2019.
وأعلنت المنسقة العامة للمنتدى إطلاق منتج جديد من منصات منتدى شباب العالم، هو مختبرات منتدى شباب العالم، بهدف «إلهام وتمكين الشباب أصحاب أفكار ريادة الأعمال، من إنشاء شركات ناشئة قوية، تخدم أهداف التنمية المستدامة التي وضعتها منظمة الأمم المتحدة، وتوفير المعلومات والاستشارات اللازمة لتطوير شركاتهم والتواصل بشكل فعال مع بيئة الأعمال».



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.