بالفيديو... نيوزيلنديون يؤدون «رقصة الحرب» حداداً على الضحايا

وُضعت أكوام من الزهور بالقرب من المساجد التي شهدت الحادث الإرهابي في مدينة كرايستتشيرش بنيوزيلندا، الذي أسفر عن مقتل 50 شخصاً، وتجمع حشدٌ من الناس من مختلف الديانات، اليوم (الأحد)، وعبَّر بعضهم عن الحزن والحداد من خلال رقصة «هاكا»، أو كما تعرف باسم «رقصة الحرب».

وتعد «هاكا» الرقصة التقليدية التي يؤديها سكان نيوزيلندا الأصليون (الماوريون) في حالات الحداد والجنائز.
وانتشرت عبر مواقع التواصل مقاطع فيديو لرقصة «هاكا» من عدد من الأفراد، التي أداها كذلك عدد من قائدي الدراجات في موقعي الحادث على المسجدين.
ويؤدي «هاكا» أيضاً راقصون يعرفون باسم «ماناوا ويرا»، كما يتم تأديتها في مناسبات أخرى مثل الترحيب بكبار الضيوف والاحتفاء بالانتصارات العسكرية.
وتعتمد الرقصة على أوضاع جسدية معينة مثل ثني الركبتين بقوة، والعبوس، ورسم تعبيرات مرعبة على الوجوه، وجحوظ العينين، وتؤدى قبل المعارك، استعراضاً لقوتهم ولإخافة خصومهم، حسب صحيفة «الغارديان».
وقال أحد راقصي «هاكا»، شين تيرنر، إن رقصة «هاكا» هي طريقتهم لإظهار الدعم للمجتمع المسلم.
وقال، وفقاً لصحيفة «ديلي ستار» البريطانية، «إنه لأمر محزن أن الوقت الوحيد الذي يمكننا جميعاً أن نكون معاً بشكل جماعي وسط هذا الحزن».
وتابع: «لقد أردنا فقط نقل مانا (الشرف - الاحترام) إلى الأشخاص الذين يعانون عقب الحادث، وتعزيزهم، ومنحهم شيئاً».
وأكد أنه سيفعل ما بوسعه من أجل استيعاب المجتمع المسلم في بلاده.
وفي الوقت الذي بدأ تسليم رفات بعض الضحايا إلى الأسر، كشفت قائمة غير كاملة بالضحايا أن أعمارهم تتراوح بين 3 سنوات و77 سنة، وأن 4 نساء على الأقل في عداد القتلى.
ومنفذ المجزرة متطرف أسترالي اسمه برينتون تارنت، شكل بيده شارة العنصريين لدى مثوله أمس (السبت)، أمام محكمة وجهت إليه تهمة القتل.
ومدرّب اللياقة البدنيّة السابق البالغ من العمر 28 عاماً، الذي جاهر بكونه فاشياً، قال إنه حضر طوال عامين لهذه المجزرة، وذلك في «بيان» عنصري من 74 صفحة على «تويتر» بعنوان «الاستبدال الكبير».
وأثارت المأساة صدمة كبرى في نيوزيلندا، البلد البالغ عدد سكانه 5 ملايين، ويشكل المسلمون 1 في المائة منهم، والمعروف بهناء العيش فيه وبمستوى الإجرام المتدني وبتقاليد الحفاوة بين سكانه.