إجراءات قمعية في حجور... وتصفية إمام مسجد في ذمار

TT

إجراءات قمعية في حجور... وتصفية إمام مسجد في ذمار

واصلت الميليشيات الحوثية أعمالها القمعية ضد السكان في مديرية كشر بعد أن سيطرت عليها بعد نحو شهرين من المعارك مع رجال القبائل، في الوقت الذي صعدت انتهاكاتها في تعز وذمار.
وفي هذا السياق، أفادت مصادر محلية في محافظة ذمار بأن مسلحاً حوثياً اقتحم مسجداً في مديرية الحدا وقام بتصفية إمام المسجد بدم بارد أمام المصلين.
وذكرت المصادر أن المسلح الحوثي المكنى بـ«أبو صريمة» اقتحم الجمعة المسجد الكائن في قرية مخدرة بالحداء وقتل الخطيب والتربوي محمد العزي الكليبي بثلاث رصاصات خلال قراءته القرآن الكريم قبيل خطبة الجمعة.
ويعد الكليبي - بحسب أهالي منطقته - من الكوادر التربوية في مديرية الحدا، إضافة إلى كونه خطيب جامع وشخصية اجتماعية معروفة في المنطقة.
وتأتي تصفية الكليبي في ظل سعي الجماعة الحوثية إلى فرض فكرها الطائفي والاستيلاء على منابر المساجد وتوظيفها لخدمة تحشيد المجندين وبث الملازم الخمينية التي جاء بها مؤسس الجماعة حسين الحوثي.
في غضون ذلك، كشف تقرير حقوقي عن أن ميليشيات الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران ارتكبت 6234 انتهاكاً بحق المواطنين في منطقة الشقب بمديرية صبر الموادم جنوب مدينة تعز خلال أربع سنوات من الانقلاب على الشرعية.
وذكر التقرير الذي صدر عن لجنة الحقوق الإنسانية والرصد بمنطقة الشقب، أن تلك الانتهاكات تنوعت بين القتل والإصابة واتخاذ المختطفين دروعاً بشرية أو تعذيبهم، واستهداف الأحياء السكنية بجميع أنواع الأسلحة وزراعة الألغام.
وذكر التقرير أنه رصد 55 حالة قتل خارج إطار القانون بينها 10 أطفال و8 سيدات، فيما بلغت حالات الإصابة الجسدية 227 حالة إصابة تعرض لها السكان المدنيون، بينهم 52 طفلاً و52 امرأة.
وتسببت الألغام الحوثية، بحسب التقرير، في مقتل 3 مدنيين وإصابة 11 آخرين بينهم 4 نساء أصبن بإعاقة دائمة، كما وثق التقرير 31 حالة اختطاف من قبل الميليشيات الحوثية، و4 حالات تعذيب للمختطفين.
وهجرت الميليشيات الحوثية في هذه المنطقة الصغيرة من مديرية صبر الموادم 94 أسرة قسرا، كما أدى سلوك الجماعة الانقلابي إلى نزوح 600 أسرة أخرى. وأوضح التقرير أن الأضرار المادية في منازل وممتلكات المواطنين بالمنطقة بلغت 713حالة، بسبب سقوط 3411 مقذوفا أطلقتها الميليشيات على المنطقة تنوعت بين صواريخ «كاتيوشا» وقذائف الهاون، وآر بي جي.
في سياق آخر، ذكرت مصادر قبلية في محافظة حجة أن الجماعة الحوثية فرضت إجراءات قاسية على سكان مديرية كشر بعد احتلالها، وسط حملات دهم وتفتيش مستمرة للمنازل وحصار للمنطقة ومنع من الحركة لسكان القبائل.
وأقامت الميليشيات الحوثية - بحسب شهود قبليين - عشرات من نقاط التفتيش في المنطقة كما كلفت أتباعها بمهمة الإشراف على القرى السكنية وملاحقة من تتهمهم الجماعة بأنهم من المناهضين لها.
وقالت المصادر إن مسلحي الجماعة فرضوا حظر التجوال في القرى والمناطق ليلاً، كما طلبوا من أبناء المنطقة عدم حمل السلاح أو الصعود إلى سطوح منازلهم، في ظل حملات دهم ومصادرة للممتلكات.
وكانت الجماعة قامت بعمليات تصفية للجرحى وتنفيذ إعدامات ميدانية بحق رجال القبائل بعد سيطرتها على كشر، بما في ذلك تصفية كبار قادة المقاومة القبلية التي صمدت في مواجهة الزحوف العسكرية للميليشيات نحو شهرين كاملين.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.