أسوان... جوهرة الجنوب تطمح إلى انتعاش السياحة من بوابة المؤتمرات

أسوان... جوهرة الجنوب تطمح إلى انتعاش السياحة من بوابة المؤتمرات
TT

أسوان... جوهرة الجنوب تطمح إلى انتعاش السياحة من بوابة المؤتمرات

أسوان... جوهرة الجنوب تطمح إلى انتعاش السياحة من بوابة المؤتمرات

بات لافتاً تبنّي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، فكرة عقد مؤتمرات عالمية كبرى على الأراضي المصرية، في توجُّهٍ عدّه مراقبون «يمنح شعوراً عاماً لدى الداخل والخارج باستقرار الأوضاع في مصر، واستتباب الأمن فيها، بعد سنوات من الاضطرابات السياسية والاقتصادية التي أعقبت ثورة 25 يناير (كانون الثاني) 2011».
وشهدت مدينة أسوان (جنوب البلاد)، أمس، إطلاق ملتقى الشباب العربي والأفريقي، برعاية السيسي، ومشاركة وفود شبابية ممثِّلةً لـ25 دولة. ويأتي الملتقى امتداداً لـ«منتدى شباب العالم»، السنوي الذي أطلقه السيسي قبل عامين في شرم الشيخ.
وحسب سمير الصغير، وهو صاحب متجر «البيت النوبي» بالسوق الرئيسية المتاخمة لكورنيش أسوان، فإنه «ربما تسهم المؤتمرات في خلق حالة عامة من التفاؤل حول استقرار أوضاع البلد، على أمل استعادة عافيتها مستقبلاً، لكن الأهم لدينا هو إيجاد حلول ملموسة للأزمات المعيشية اليومية للمواطنين، وعلى رأسها غلاء أسعار السلع والخدمات».
ويعاني غالبية المصريين، الذين يتجاوزون مائة مليون نسمة، من ارتفاع أسعار السلع والخدمات الرئيسية، في ظل زيادات سنوية متتالية لتسعيرة البنزين والكهرباء والمياه، ضمن خطة حكومية لرفع الدعم الذي تقدمه الدولة، في إطار عملية إصلاح شاملة.
ويضيف الصغير قائلاً لـ«الشرق الأوسط»: «تنظيم الملتقى في أسوان أمر جيد في حد ذاته، يشير إلى اهتمام الرئيس السيسي بالمدن الأخرى، خارج العاصمة القاهرة والمنتجعات السياحية الأخرى مثل شرم الشيخ».
وسبق أن استضافت أسوان من قبل مؤتمر الشباب المصري عام 2017 بحضور السيسي أيضاً. وقبل ساعات من انطلاق الملتقي تزيّنت المدينة لاستقبال الضيوف، وجرى تطوير مطار أسوان ورفع كفاءته ليتناسب مع الحدث. وعلى طول الطرق والشوارع الرئيسة بالمدينة لوحظت عمليات التجميل والتشجير والإنارة ودهانات الطرق، مع تشديد أمني واضح ومكثف، لم يخلُ من ضجر بعض المواطنين.
وأمام إحدى اللوحات الدعائية الكبيرة للملتقى، تحمل صوراً لأطفال بوجوه سمراء، سمة أبناء الجنوب بشكل عام، وقف أحمد جمال الدين، منتظراً سيارة أجرة للوصول إلى منزله، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «السيارات لا تقف كثيراً مع حالة التشديد الأمني التي تشهدها المدينة، وهو أمر لم نعتده هنا... ورغم تلك الصعوبات؛ لكن المؤتمر بوجه عام، يمكن أن يسهم في خلق حالة رواج سياحي، للمحافظة التي كانت تعتمد على السياحة بشكل كبير، قبل سنوات».
ويقع مقر جلسات في أحد الفنادق الشهيرة بجزيرة وسط النيل، تضاء ليلاً بأضواء تضفي على جبالها بريقاً جذاباً.
وعلى مدار الأيام الماضية بدأ عدد كبير من المدعوّين العرب والأفارقة يتوافدون على المدينة، ويتجولون في شوارعها بحرية، وسط ترحاب من المواطنين وأصحاب المتاجر. يقول سعيد الباشا، صاحب محل عطور لـ«الشرق الأوسط»: «آمل أن ينعكس المؤتمر على رواج عملية الشراء... نحن ننتظر مثل تلك الأحداث الكبرى لإعادة الأمر إلى سابق عهده، عندما كانت المدينة تعجّ بالسياح قبل 8 أعوام».
ويرى النائب البرلماني نافع هيكل، أن الملتقى «رسالة إلى العالم كله بأن مصر قادرة بشبابها على المضيّ قدماً نحو بناء قادة جدد للمستقبل ليكون لهم دور في بناء الدولة الحديثة، من خلال ترسيخ السلام كمبدأ أساسي للتعايش بين الشعوب، بالإضافة إلى أنه فرصة للترويج للسياحة في مصر بصفه عامة».
وأكد البرلماني المصري أن «القيادة السياسية تعي جيداً الدور الذي يقوم به الشباب في مختلف القضايا، وذلك لضمان تمكينهم على أرض الواقع التمكين الفعلي بعد تأهيلهم للاندماج في الحياة السياسية والحزبية والعملية».



تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.