مقتل 25 حوثياً غرب تعز وتصاعد لخروق الميليشيات في الحديدة

أكدت مصادر عسكرية يمنية أن القوات الحكومية تمكنت، بإسناد من تحالف دعم الشرعية، من تطهير عدد من المواقع في منطقة البرح غرب تعز خلال معارك قتل فيها 25 حوثياً على الأقل وجرح العشرات.
جاء ذلك بالتوازي مع تصعيد مستمر للميليشيات الحوثية في محافظة الحديدة، في سياق الخروق المتلاحقة التي تقوم بها الجماعة للهدنة القائمة بموجب اتفاق السويد. في الأثناء أفاد تقرير حقوقي بأن الألغام الحوثية المزروعة في 17 مديرية في الحديدة باتت تحاصر نحو 800 ألف مدني في عموم مناطق المحافظة وقراها ومزارعها.
في هذا السياق، أفاد المركز الإعلامي لقوات «ألوية العمالقة» الحكومية، بأن 25 مسلحاً من ميليشيات الحوثي لقوا مصرعهم وجرح العشرات في عملية تطهير نفذتها قوات «ألوية العمالقة» وقوات اللواء 20 بإسناد من قوات التحالف في وادي المقصب وعدد من الجبال المحيطة به في منطقة البرح غرب تعز.
وقال المركز، نقلاً عن مصادر ميدانية، إن بين قتلى الميليشيات ثلاثة من قياداتها هم عبد الله صالح عبده الباجني ورشيد علي أحمد تاج الدين وعبد الملك أحمد القابلي.
وأدت العمليات، حسب المصادر الرسمية، لتطهير وادي المقصب وجبل المثهبة والتباب الحمر وديمة اليقضة، في حين لا تزال جثث عشرات القتلى مرمية في وادي المقصب بعد أن تركتها عناصر الميلشيات، وولّت هاربة.
وكانت قوات «ألوية العمالقة» واللواء 20 واللواء 21 قد كبدت ميليشيات الحوثي خسائر فادحة في العتاد والأرواح في الأسابيع الماضية في جبهة البرح غرب تعز.
في غضون ذلك، قصفت ميليشيات الحوثي الانقلابية، أمس، مواقع قوات «ألوية العمالقة» في مديرية التحيتا بقذائف «مدفعية 130»، واستقدمت تعزيزات عسكرية وأسلحة ثقيلة ومتوسطة.
وقال المركز الإعلامي لـ«ألوية العمالقة»، إن الميليشيات عززت مواقعها العسكرية بقوات جديدة في منطقة الجبلية، وقصفت مواقع «قوات العمالقة» بقذائف «الهاون»، واستهدفت مواقع أخرى بسلاح القناص وبالأسلحة الرشاشة.
وأكد الموقع أن الخروقات الحوثية تواصلت في منطقة الفازة التابعة لمديرية التحيتا، إذ استهدفت مواقع «العمالقة» بسلاح «14.5» ظهر أمس.
وفي مديرية حيس، قصفت الميليشيات مواقع «قوات العمالقة» بقذائف «الهاوزر» وبسلاح القناصة وبسلاح «12.7» منذ ساعات الصباح الأولى لأمس، في سياق الخروق المستمرة للهدنة.
على صعيد آخر، كشفت مؤسسة «رصد» للحقوق والحريات والتنمية المستدامة، عن معلومات جديدة حول ألغام ميليشيات الحوثي الانقلابية، في محافظة الحديدة، جاء ذلك خلال مداخلة مسجلة للصحافي والحقوقي اليمني مجاهد القب، رئيس مؤسسة «رصد» للحقوق والحريات والتنمية المستدامة، في اجتماع مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، في جنيف، الأسبوع الماضي.
وقال القب إن ميليشيات الحوثي كثفت عمليات زراعة الألغام في الحديدة، عقب دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في الثامن عشر من ديسمبر (كانون الأول) الماضي.
وأضاف أن مسلحي الحوثي نفذوا ما يسمونه «إحياء الألغام»، وهي عملية زراعة ألغام جديدة في أماكن الألغام التي انفجرت وأوقعت ضحايا بين المدنيين.
واستعرض الناشط القب محتويات التقرير الاستقصائي الذي أعدته منظمة «رصد» على مدى عام كامل، بمشاركة 56 راصداً محلياً، وحمل عنوان «حقول الموت».
وأورد التقرير أن حقول الألغام الحوثية تبلغ 37 حقلاً تمتد على مساحة 594 كيلومتراً في 17 مديرية في الحديدة، لافتاً إلى تزايد أعداد الضحايا بعد «اتفاق السويد» بين الحكومة والميليشيات جراء الألغام الحوثية التي قال إنها تتوسع باستمرار في مساحات جغرافية جديدة.
وذكر الناشط اليمني، في تقريره، أن عدد القتلى وصل إلى 56 شخصاً، بينهم 20 طفلاً و7 نساء، فيما أصيب 31 شخصاً، من بينهم 9 أطفال، منذ إعلان الهدنة قبل نحو 3 أشهر.
وأشار إلى أن المزارعين والصيادين في الحديدة لا يستطيعون الوصول إلى مزارعهم وقواربهم بفعل حقول الألغام الحوثية التي تحاصر مساحات شاسعة على امتداد سواحل المحافظة.
وقدر التقرير وجود نحو 800 ألف مدني صاروا شبه عالقين في حقول الألغام المنتشرة في 17 مديرية بالحديدة، في وقت قدر خسائر القطاع الزراعي والاقتصادي بـ2 مليار دولار جراء «حقول الموت الحوثية».
وأوضح رئيس منظمة «رصد» للحقوق والحريات، أن هناك 93 منشأة صناعية مفخخة في الحديدة، وقال «إن ميليشيات الحوثي أجبرت عشرات الأسر على النزوح من منازلها في المدينة، وفخختها بألغام ومتفجرات خاصة في حي 7 يوليو والزهور بمديرية الحالي».