عودة زيدان الحل الأمثل لأزمة ريـال مدريد

ولو كان البعض يعتقد أنه لن يحقق الإنجازات نفسها التي حققها في ولايته الأولى

هل يستطيع زيدان تحقيق مزيد من النجاحات والحصول على مزيد من الألقاب والبطولات مع ريـال مدريد؟
هل يستطيع زيدان تحقيق مزيد من النجاحات والحصول على مزيد من الألقاب والبطولات مع ريـال مدريد؟
TT

عودة زيدان الحل الأمثل لأزمة ريـال مدريد

هل يستطيع زيدان تحقيق مزيد من النجاحات والحصول على مزيد من الألقاب والبطولات مع ريـال مدريد؟
هل يستطيع زيدان تحقيق مزيد من النجاحات والحصول على مزيد من الألقاب والبطولات مع ريـال مدريد؟

كانت عودة المدير الفني الفرنسي زين الدين زيدان لتولي القيادة الفنية لريـال مدريد خطوة موفقة للغاية في هذا التوقيت من جانب مسؤولي النادي الإسباني، ولا سيما أن موسم النادي الملكي قد انتهى بالفعل قبل ثلاثة أشهر من نهاية الموسم الحالي، في الوقت الذي يعاني فيه النادي من الكثير من المشكلات الإدارية، للدرجة التي جعلت رئيس النادي نفسه، فلورينتينو بيريز، يصف الوقت الحالي بأنه «وقت صعب للغاية». وبغض النظر عما سيحدث خلال الفترة المقبلة، فإن عودة زيدان كانت هي الحل الأمثل بكل تأكيد.
وقد عاد زيدان بعد رحيله عن النادي بـ284 يوماً. ولم تكن الفترة التي قضاها ريـال مدريد من دون زيدان جيدة على الإطلاق، وبالتالي لا يشك أي شخص الآن في أن عودته كانت هي القرار الصحيح، حتى لو كان البعض يؤمن بأن زيدان لن يكون قادراً على تحقيق الإنجازات نفسها التي حققها في فترة ولايته الأولى، التي قاد خلالها الفريق الملكي ببطولة دوري أبطال أوروبا ثلاث مرات على التوالي.
ومن المؤكد أن الأمور لن تسير مع زيدان بالشكل نفسه الذي كانت عليه في الولاية الأولى، التي تمكّن خلالها من قيادة النادي للحصول على لقب دوري أبطال أوروبا بعد خمسة أشهر فقط من توليه المسؤولية. لكن الآن، ربما يتعين على زيدان أن ينتظر خمسة أشهر كاملة من أجل أن يلعب مباراة مهمة في أي بطولة من الأساس!
وستكون أول مباراة لزيدان أمام سيلتا فيغو، اليوم (السبت)، ثم يلعب بعد ذلك عشر مباريات ليس لها أهمية تذكر في المنافسة على البطولات، لكن زيدان تحدث عن هذه المباريات بحماس كبير، وقال إنه سيخوضها بهدف المتعة، وبعيداً عن الضغوط. وقد انخفض معدل الحضور الجماهيري لمباريات الفريق خلال الموسم الحالي، لكن ربما يعود الجمهور بقوة بداية من اليوم تزامناً مع تولي زيدان لقيادة الفريق. وكان هناك قلق كبير من أن يؤدي سوء النتائج إلى أزمة كبيرة بمرور الوقت، لكن عودة زيدان سوف توقف هذا التدهور، وتعطي شعوراً جديداً بالأمل والحماس والتفاؤل.
لكن هل يتمكن زيدان من مواصلة العمل بهذا الشكل، وهل يتمكن من إعادة الفريق إلى المسار الصحيح؟ هذه مشكلة أخرى. وهناك الكثير من الأسئلة المطروحة في هذا الشأن، مثل: إذا كان هناك سبب لرحيل زيدان قبل تسعة أشهر من الآن – وهناك سبب بالفعل – فما الذي تغير الآن وجعل زيدان يوافق على العودة؟ وقد صرح زيدان بأنه لم تكن هناك أسباب دفعته للرحيل، لكن لا أحد يصدقه في هذا الشأن. وعندما سُئل عن أول شعور انتابه بعد تلقيه اتصالاً من رئيس النادي يطالبه فيه بالعودة، قال زيدان: «كان أول شيء أفكر فيه هو العودة، وها أنا هنا الآن».
وأضاف زيدان: «أنا أعشق هذا النادي، ولا يمكنني أن أقول لا للرئيس». لكن لا يبدو أن المدير الفني الفرنسي قد وافق على الفور كما يزعم، إذ إنه تلقى اتصالاً من رئيس النادي يوم الخميس، ولم يتم تقديمه مديراً فنياً جديداً إلا يوم الاثنين. صحيح أن حركة المرور سيئة في مدريد، لكن الأمر لا يستغرق هذا الوقت الطويل لكي ينتقل زيدان من أرتورو سوريا إلى سانتياغو برنابيو! وعندما سُئل زيدان عما إذا كان قد طالب بالحصول على ضمانات من أجل العودة، رد قائلاً: «لا، لا»، لكن من غير المتصور أنه قبل بالعودة من دون شروط أو ضمانات، وبخاصة أنه الآن يوجد في موقف قوة والنادي يحتاجه بشدة.
وفي الحقيقة، كانت هناك أسباب لرحيل زيدان عن ريـال مدريد في مايو (أيار) الماضي، ويمكن القول إنها أسباب مرتبطة ببعضها بعضاً إلى حد كبير، لكن زيدان لا يرغب في الكشف عن هذه الأسباب، ولا يريد أن يعطي انطباعاً بوجود مشكلات داخل النادي. وقد تحدث زيدان في ذلك الوقت عن ضرورة التغيير بعد ثلاث سنوات من النجاح، من أجله هو شخصياً ومن أجل النادي أيضاً. وقال عن ذلك: «إنه القرار الصحيح. أنا لا أحب الخسارة، وإذا شعرت بأنني لن أفوز، فيجب على أن أحدث تغييراً».
وقد أثبت زيدان أنه كان محقاً تماماً، حيث فشل ريـال مدريد في الفوز بالبطولات هذا الموسم؛ وهو الأمر الذي أبرز أهمية البطولات التي حققها زيدان في ولايته الأولى مع الفريق. لكن يتعين على زيدان أن يعمل الآن على «حماية» الإنجازات التي حققها مع الفريق من قبل وأن يبني عليها ويقود النادي لتحقيق مزيد من النجاحات والحصول على مزيد من الألقاب والبطولات.
ولا يوجد أي شيء يضمن الآن نجاح زيدان في ولايته الثانية، لكن المدير الفني الفرنسي لم يكن ليعود من الأساس لو كان يعرف أنه لن يكون قادراً على تحقيق النجاح مرة أخرى. وقال زيدان قبل نحو عام من الآن: «ربما يكون الأمر بمثابة رحيل مؤقت وليس وداعاً». لكن يبدو الأمر وكأن زيدان لم يغب عن النادي مطلقاً خلال الفترة الماضية، بل على العكس تماماً يبدو أن الفترة التي ابتعد فيها عن النادي قد زادت من قوته ودعمت موقفه؛ لأن الرحيل والعودة مجدداً لإنقاذ النادي وإعادته إلى الطريق الصحيحة أفضل من البقاء بشكل دائم.
وقد كانت النتائج السيئة التي حققها الفريق خلال الموسم الحالي بمثابة تذكير بأن زيدان كان له دور كبير للغاية في النجاحات التي حققها النادي تحت قيادته بفضل تأثيره على عملية اتخاذ القرار داخل النادي، وتأثيره الكبير على اللاعبين داخل غرفة خلع الملابس. ومن المؤكد أن الفترة المقبلة ستشهد رحيل عدد من اللاعبين والتعاقد مع لاعبين جدد. وبات مستقبل الجناح الويلزي غاريث بيل مع الفريق غامضاً. ومن المؤكد أيضاً أن زيدان سيكون لديه صلاحيات أكبر، وستخصص له أموال أكثر من أجل التعاقد مع لاعبين جدد لتدعيم المراكز التي يعاني منها الفريق.
في الحقيقة، هناك الكثير من الدروس التي يجب تعلمها من الفترة التي لم يحقق فيها ريـال مدريد النجاح بعد رحيل زيدان، وحتى من الفترات التي لم يوفق فيها النادي تحت قيادته هو شخصياً. وخلال الموسم الماضي، حصل ريـال مدريد على بطولة دوري أبطال أوروبا، لكنه أنهى الدوري الإسباني الممتاز متخلفاً عن غريمه التقليدي برشلونة بـ17 نقطة كاملة، وأكد زيدان نفسه على أنه يتم تقييمه بناءً على ما يقدمه على المستوى المحلي. وفي الوقت الذي يتحدث فيه معظم المديرين الفنيين عن النجاحات التي حققوها، كان زيدان يتحدث عن الأشياء التي فشل في تحقيقها، حيث قال: «لقد فزنا بدوري أبطال أوروبا، وهذا شيء جيد ورائع، لكننا خسرنا بطولة الدوري منذ البداية».
وبالنسبة لزيدان، فإنه خسر بطولة الدوري هذا الموسم منذ البداية أيضاً. ويمكنه الآن أن يستغل فرصة أنه يلعب بكل أريحية ومن دون ضغوط المنافسة على أي بطولة؛ وهو الأمر الذي سيجنّبه مواجهة مشكلات على غرار تلك التي ظهرت في النادي عقب الهزيمة الثقيلة أمام أياكس أمستردام الهولندي والخروج من دوري أبطال أوروبا. ومن المؤكد أن مجيء زيدان في هذا التوقيت سوف ينهي هذه الحالة من الاحتقان وسوف يجعله يعمل في هدوء، لأنه لن يكون مسؤولاً عن أي إخفاقات خلال الموسم الحالي. لكنه سيكون مسؤولاً عما سيحدث خلال الموسم المقبل، وسيتم الحكم عليه بناءً على النتائج التي سيحققها بعد ذلك. ولو حقق النادي نجاحات كبيرة خلال الموسم المقبل، فسيتم الإشادة بزيدان بشكل أكبر من زي قبل. وقال زيدان عقب عودته مباشرة: «أنا سعيد، وهذا هو أهم شيء». ومن المؤكد أن الجميع سعداء أيضاً بعودة زيدان.


مقالات ذات صلة

مبابي يفوز بجائزة أفضل لاعب فرنسي

رياضة عالمية كيليان مبابي مهاجم فريق ريال مدريد الإسباني (رويترز)

مبابي يفوز بجائزة أفضل لاعب فرنسي

فاز كيليان مبابي، مهاجم فريق ريال مدريد الإسباني، بجائزة أفضل لاعب كرة قدم فرنسي للموسم الماضي 2023-2024 المقدمة من مجلة «فرانس فوتبول».

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية كيليان مبابي يأمل في المشاركة بكأس إنتركونتيننتال (رويترز)

أملاً في التعافي... مبابي ضمن بعثة ريال مدريد لكأس إنتركونتيننتال

المدير الفني لريال مدريد، كارلو أنشيلوتي، يأمل في أن يتعافى مبابي للمشاركة في بطولة كأس إنتركونتيننتال، الأسبوع المقبل.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
رياضة عالمية جود بلينغهام (رويترز)

بلينغهام يعزّز فرص الريال لانتزاع الصدارة من برشلونة

منح تراجع برشلونة متصدر دوري الدرجة الأولى الإسباني لكرة القدم الفرصة لريال مدريد لانتزاع قمة الترتيب؛ إذ ستتاح الفرصة لحامل اللقب لصدارة المسابقة لأول مرة.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
رياضة عالمية مبابي (أ.ف.ب)

النيابة السويدية تغلق التحقيق في اتهام مبابي بالاغتصاب لنقص الأدلة

أُغلق التحقيق في قضية «الاغتصاب» التي فُتحت بعد زيارة قائد المنتخب الفرنسي ولاعب ريال مدريد الإسباني مبابي إلى ستوكهولم في أكتوبر الماضي، لعدم كفاية الأدلة.

«الشرق الأوسط» (استوكهولم)
رياضة عالمية أنشيلوتي (أ.ف.ب)

أنشيلوتي: لست متأكداً من إمكانية التأهل المباشر

بدا المدرب الإيطالي لريال مدريد الإسباني كارلو أنشيلوتي غير واثق من إمكانية حصول حامل اللقب على بطاقة التأهل المباشر إلى الدور ثمن النهائي لمسابقة دوري الأبطال.

«الشرق الأوسط» (برغامو)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».