المصريون قريبون من اتفاق على مرحلتين بين غزة وإسرائيل

محاولات لإتمامه قبل نهاية الشهر وفق الصيغة السابقة للتهدئة

القوات الإسرائيلية في مواجهة المتظاهرين من قطاع غزة منتصف الشهر الماضي عند السياج الفاصل (رويترز)
القوات الإسرائيلية في مواجهة المتظاهرين من قطاع غزة منتصف الشهر الماضي عند السياج الفاصل (رويترز)
TT

المصريون قريبون من اتفاق على مرحلتين بين غزة وإسرائيل

القوات الإسرائيلية في مواجهة المتظاهرين من قطاع غزة منتصف الشهر الماضي عند السياج الفاصل (رويترز)
القوات الإسرائيلية في مواجهة المتظاهرين من قطاع غزة منتصف الشهر الماضي عند السياج الفاصل (رويترز)

عاد الوفد الأمني المصري، إلى قطاع غزة أمس من أجل استكمال مباحثات التهدئة. ووصل الوفد الذي يترأسه اللواء أحمد عبد الخالق مسؤول الملف الفلسطيني، إلى غزة، عبر معبر بيت حانون «إيرز» في وقت متأخر.
ويفترض أن يكون الوفد قد توصل إلى أجوبة إسرائيلية على طلبات فلسطينية من أجل تثبيت تهدئة في القطاع.
وقالت مصادر فلسطينية لـ«الشرق الأوسط»، إن ثمة تقدما في بعض الملفات وتأجيلا لأخرى. وأضافت: «يوجد اتفاق مبدئي على استئناف إدخال الأموال إلى غزة ويمكن تمديد الفترة، إلى جانب تحسين وضع الكهرباء وإقامة مشروعات من أجل ذلك، وتوسيع مساحة الصيد وزيادة عدد البضائع المسموح لها بالدخول إلى القطاع».
وتابعت: «لكن يوجد رفض إسرائيلي للبدء في إقامة مشروعات صناعية أو ممر مائي من دون أن تتحقق تهدئة كاملة تشمل وقف كل أشكال المظاهرات وإطلاق البالونات الحارقة، وشرط أن تشمل هذه المرحلة اتفاقا على عودة جنود ومواطنين إسرائيليين في غزة (تقول إسرائيل إن الجنود جثث والمواطنين أحياء)».
وكانت حماس طلبت إدخال الأموال إلى القطاع من دون ابتزاز، وتوسيع مساحة الصيد وحل مشكلات الكهرباء والسماح بتدفق بضائع أكثر للقطاع وإنشاء مناطق صناعية ومشروعات كبيرة في القطاع وممر مائي إلى الخارج.
ويتوقع أن تعود مصر إلى صيغة قديمة تقوم على البدء الفوري بتطبيق مرحلة أولى، ثم الانتقال إلى مرحلة ثانية تشمل المشروعات وممرا مائيا وصفقة تبادل.
وانتقل المصريون مرارا بين غزة وإسرائيل في الأسابيع القليلة الماضية من أجل تثبيت اتفاق التهدئة. وقالت وسائل إعلام عبرية، أمس، إنه لا توجد مشكلة في إدخال الأموال القطرية لغزة وتوسيع مساحة الصيد، لكن هناك مشكلة في كثير من الأشياء الأخرى التي تريدها، حماس مثل الميناء وإعادة تأهيل قطاع غزة وأشياء أخرى.
وقال مسؤولون إسرائيليون إن معظم مطالب حماس مثل ميناء ومناطق صناعية مرفوضة الآن. وأكد المسؤولون أن إسرائيل تطلب الآن وقفا تاما لمسيرات العودة عند السياج، ووقف إطلاق البالونات على المستوطنات، ووقف «الشغب» في منطقة السياج وإلقاء العبوات.
والتحرك المصري الحثيث يحاول استباق يوم «الأرض» في الثلاثين من الشهر الحالي، وهو اليوم الذي يحيي فيه الفلسطينيون ذكرى قتل إسرائيل متظاهرين في الداخل خرجوا للاحتجاج على مصادرة أراض.
وأعلنت الهيئة الوطنية لمسيرات العودة وكسر الحصار، أمس، عن «مليونية الأرض والعودة» في الثلاثين من مارس (آذار) 2019، واعتباره يوم إضراب شامل في جميع محافظات الوطن، مشددة على أن المليونية ستكون سلمية وذات طابع شعبي وفي النقاط الخمس المحددة داخل مخيمات العودة.
ودعت الهيئة الوطنية، الجميع في قطاع غزة للمشاركة في المسيرات الشعبية السلمية في مخيمات العودة الخمسة شرق قطاع غزة، كما دعت المواطنين في الضفة للنزول والاحتشاد أمام المفترقات ونقاط التماس وعلى الطرق الالتفافية، ودعت جماهير «48» للتظاهر ضد الاحتلال وسياساته، والمقدسيين للرباط في ساحات الأقصى وعلى بواباته وأسواره.
وقال رئيس الهيئة التنسيقية للهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار خالد البطش: «لقد آن الأوان لهذا الظلم أن ينتهي، ولقد آن الأوان لهذا العدوان أن يتوقف، ولقد آن الأوان أن يحيا الشعب الفلسطيني حياة كريمة ينعم فيها بالحرية والاستقلال ويبيت ليله دون تهديد بالقصف أو القتل أو الاعتقال».
وأضاف: «إننا أصحاب حق، وإننا لن نتخلى عن هذا الحق ولن نتنازل عنه ولن نفاوض عليه».
وجاءت هذه الدعوات في ذكرى يوم الأرض وكذلك مرور عام على انطلاق مسيرات العودة وكسر الحصار.
وقال البطش إن «مسيرات العودة وكسر الحصار تحولت إلى نهجٍ وباتت برنامج عمل وطنيا واعتلى صوتها ووقعها على كل أشكال المساومة ومؤامرات تصفية القضية الفلسطينية»، وجاءت ردا على «صفقة القرن».



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.