المشهد: مكرّمون بالإكراه‬

> بغياب مجمع فني حقيقي أو جمعية سينمائية تشبه تلك التي في أي من بلاد الغرب تبني قراراتها على تصويت نزيه خال من التجاذب السياسي والعرقي والنفحة الوطنية المحدودة، ثم مع غياب لصناعة سينما عربية فعلية هي أكثر مما هو متوفر حالياً من إنتاجات معظمها لا يخرج من نطاق العروض المحلية، فإن أعلى طموح للسينمائي العربي هو أن «يُكرّم» من مهرجان ما.‬
‬> «التكريم» كلمة لها وجهان بحد ذاتها. هي تحمل قدراً من التقدير بلا شيء والكثير من الفوقية. لكن هذا لا يمنع عدداً من الفنانين من الانتظار هنا وهناك لعلهم يحظون بمرتبة كهذه، ويقفون على المنصة حاملين شهادات وتماثيل، ويتوجهون إلى المهرجان المانح بالشكر، ولا ينسون توجيه الغزل المتوقع صوب الجمهور.‬
‬> إنها صورة متكررة، وأسوأ ما فيها ليس ما يقع على المسرح، بل في أن مستحقيها الحقيقيين عادة ما يستبعدون عن هذا الاحتفاء مقابل أسماء لم يمض على اشتغال أصحابها في الفن أكثر من بضع سنوات. ربما أكثر من عشرة، لكن أقل من عشرين. ‬
‬> شيء كهذا يحدث دائماً وحدث مؤخراً مع مهرجان تطوان لسينما البحر المتوسط، حيث نالت الممثلة نيللي كريم «تكريماً»، علماً بأن أول أفلامها ورد سنة 2002. هذا في الوقت الذي ما زال بين الأحياء من أهل الفن منتجون ومخرجون وممثلون من رعيل سابق يستحقون الاحتفاء ولا ينالونه.‬
‬> لا شيء ضد الممثلة المذكورة. لكن كل شيء ضد فوضى المهرجانات والتقاليد المعمول بها؛ ما يبخس حق من يستحق بالفعل الاحتفاء بهم قبل رحيلهم.‬