أوقفت القوات العراقية هجوما لم يستمر طويلا اليوم (الثلاثاء) لاستعادة مدينة تكريت مسقط رأس الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين، بسبب مقاومة شرسة من جانب مسلحي تنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش)"، الذين هددوا أيضا بمهاجمة الاميركيين "في أي مكان"، حسب قولهم.
وفي جنيف قالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، انها ستبدأ تنفيذ عملية كبرى لتقديم المساعدات لأكثر من نصف مليون عراقي نزحوا عن ديارهم بسبب القتال في شمال العراق.
وبفضل الدفعة المعنوية التي نتجت عن عملية استعادة السيطرة على سد استراتيجي من المسلحين بعد انتكاسات متواصلة على مدى شهرين متتاليين، تقدمت وحدات من الجيش العراقي تدعمها حشود شعبية صوب وسط تكريت؛ التي تبعد 130 كيلومترا شمال بغداد.
لكن ضباطا في غرفة عمليات القوات العراقية قالوا بحلول ظهر اليوم ان التقدم توقف. مضيفين أن القوات العراقية تعرضت لنيران كثيفة بالمدافع الرشاشة وقذائف المورتر جنوب تكريت، في حين أن الألغام المزروعة على الطريق في الغرب ونيران القناصة قوضت جهود الاقتراب من المدينة التي حاولت القوات استردادها عدة مرات.
وقال سكان وسط تكريت عبر الهاتف، ان مسلحي التنظيم يسيطرون على مواقعهم وينظمون دوريات في الشوارع الرئيسة.
وكان المسلحون قد اجتاحوا مساحات شاسعة الأطراف في شمال العراق وغربه في يونيو (حزيران) الماضي واستولوا على مدينتي تكريت والموصل بالاضافة الى سد الموصل، الذي يتحكم في امدادات المياه والكهرباء لملايين العراقيين على امتداد وادي نهر دجلة.
غير أن مقاتلين من اقليم كردستان العراق شبه المستقل قالوا يوم الاثنين انهم استعادوا السيطرة على السد بدعم من ضربات جوية أميركية.
من جهته، حذر التنظيم الاميركيين في مقطع فيديو نشر بالانجليزية على الانترنت، من انه سيغرقهم جميعا في الدماء اذا أصابت الضربات الجوية الاميركية مقاتليه، حسب قوله.
من ناحية أخرى، قالت مفوضية اللاجئين ان جسرا جويا سيبدأ يوم الاربعاء الى اربيل عاصمة اقليم كردستان لنقل خيام وامدادات أخرى من ميناء العقبة الاردني.
وقال ادريان ادواردز المتحدث باسم المفوضية ان هذا الجسر ستتبعه قوافل برية من تركيا والاردن وشحنات بحرية من دبي عن طريق ايران في الايام العشرة المقبلة.
واضاف ادواردز في مؤتمر صحافي في جنيف "هذه حملة مساعدات كبيرة جدا جدا، ومن المؤكد أنها من أكبر الحملات التي أتذكرها منذ فترة. هذه أزمة انسانية كبرى وكارثة. وتأثيراتها مستمرة على كثيرين".
ن جانبها، وتزامنا مع تقدم القوات العراقية والكردية كثفت قوات نظام الأسد الهجمات على مواقع تنظيم "داعش" في الرقة معقل التنظيم في شرق سوريا ومحيطها.
ويعتقد المحللون أن الرئيس السوري بشار الاسد الذي يحكم سيطرته على العاصمة يستغل الفرصة ليظهر للغرب أهميته.
وكانت الدول الغربية ساندت الانتفاضة ضد الاسد التي اندلعت قبل ما يزيد على ثلاثة اعوام، ولكن تلك الدول أضحت الآن اكثر قلقا من تهديد "داعش" المتطرف.
وسببت مكاسب التنظيم منذ يونيو (حزيران) مخاوف لدى الحكومات في الغرب وفي المنطقة.
من جهتها، تبذل بغداد جهودا لتشكيل حكومة جديدة تلم شمل الشيعة والسنة والأكراد لوقف تقدم التنظيم؛ الذي هدد بتمزيق البلاد.
على صعيد آخر، قال متحدث باسم رئيس الوزراء الايطالي ماتيو رينتسي اليوم (الثلاثاء)، ان رينتسي سيسافر الى العراق غدا وسيزور العاصمة بغداد ومدينة اربيل الكردية قبل ان يعود جوا الى روما في نفس اليوم.
وسيقطع رينتسي عطلته الصيفية للقيام بالزيارة التي تأتي في حين تجتمع لجان برلمانية ايطالية لبحث اقتراح الحكومة توريد اسلحة للقوات الكردية، التي تقاتل مسلحي تنظيم "داعش" المتطرف.
8:9 دقيقه
القوات العراقية تفشل في استعادة تكريت بسبب المقاومة الكبيرة
https://aawsat.com/home/article/163216
القوات العراقية تفشل في استعادة تكريت بسبب المقاومة الكبيرة
تنظيم «داعش» يهدد الأميركيين بإغراقهم في الدماء
القوات العراقية تفشل في استعادة تكريت بسبب المقاومة الكبيرة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة





