الميليشيات تصفي كبار قادة مقاومة قبائل حجور

TT

الميليشيات تصفي كبار قادة مقاومة قبائل حجور

أفادت مصادر قبلية يمنية في محافظة حجة الحدودية بأن الميليشيات الحوثية قامت بتصفية كبار قيادات مقاومة رجال القبائل في منطقة حجور التابعة لمديرية كشر بعد أن تمكنت الاثنين من السيطرة على آخر معقل لهم غرب المديرية في منطقة بني سعيد.
وجاء تصفية قادة المقاومة القبلية، التي صمدت في مواجهة الآلة العسكرية الحوثية نحو 50 يوما، إثر عمليات تنكيل بالسكان في مديرية كشر ابتداء من مدخلها الشرقي في منطقة العبيسة وصولا إلى الجهة الغربية.
وأكدت المصادر القبلية أن الجماعة الحوثية قامت بعد السيطرة على مناطق بني سعيد غرب مديرية «كشر» بتصفية القيادي البارز في المقاومة الشيخ علي فلات الحجوري، وشقيقه حمزة، إضافة إلى تصفية القيادي في المقاومة الشيخ محمد حمود العمري مع أبنائه، وكذلك القيادي محمد الهادي، بعد أن رفضوا الاستسلام للجماعة الحوثية.
ويأتي تأكيد مقتل القيادات القبلية في حجور بعد تضارب الأنباء حول مصيرهم، وعقب تضارب الأنباء حول مصير القيادي البارز في المقاومة أبو مسلم الحجوري الذي تدور الشكوك حول مقتله هو الآخر واعتقال أبنائه بعد أن تمكنت الجماعة من اقتحام قريته الزعاكرة وتفجير منازلها.
كما أفادت المصادر بأن الجماعة الحوثية اعتقلت القيادي في المقاومة الشيخ زيد عرجاش مع نجله بعد أن أصيب برصاص الجماعة الحوثية أثناء مقاومته مع بقية قادة المقاومة في منطقة بني سعيد.
ويمثل زعماء قبائل حجور الذين قامت الميليشيات الحوثية بتصفيتهم مختلف أنواع الطيف السياسي والحزبي في المديرية، وسط تعتيم كبير على الجرائم الحوثية المرتكبة في المنطقة بعد أن قامت بعزل مديرية كشر وقطع الاتصالات عنها.
وبحسب تقارير حقوقية ومصادر قبلية، أقدمت الجماعة الحوثية على تصفية العشرات من سكان مديرية كشر ممن تعتبرهم شاركوا في مقاومة احتلالها لمناطقهم إلى جانب إقدامها على تفجير عشرات المنازل واختطاف المئات من السكان واقتياد بعضهم إلى سجونها في صنعاء.
وفي وقت سابق حذرت الحكومة الشرعية من إقدام الميليشيات الحوثية على ارتكاب «إبادة جماعية» للسكان في مديرية كشر، داعية الأمم المتحدة ومجلس الأمن إلى التدخل لحماية سكان المديرية المحاصرة من كل اتجاه.
وذكر الموقع الرسمي للجيش اليمني أن الحوثيين «نفذوا عمليات إعدام جماعية بحق المواطنين علاوة على تفجير وقصف منازلهم وتنفيذ حملات اختطافات واسعة تطال العشرات من أبناء حجور».
وأكد أن الميليشيات أقدمت على إعدام الشيخ القبلي محمد حمود العمري وعدد من أولاده أمام أسرته، وإعدام خمسة من أبناء القبائل كانت قد اختطفتهم من منزل القيادي في المقاومة أمين عبد الله النمشة في منطقة العبيسة، قبل أن تفجر المنزل مع عدد من المنازل.
وقال إن مسلحي الجماعة الحوثية أعدموا محمد حميد النمشة وزوجته بإطلاق الرصاص الحي عليهما بشكل مباشر بعد اقتحام منزله.
في غضون ذلك، أفادت مصادر يمنية رسمية بأن التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان ومعه عدد من منظمات المجتمع المدني، وناشطون حقوقيون، سلموا رئيس مجلس حقوق الإنسان والمفوضية السامية في جنيف بياناً عن الأوضاع الإنسانية بمنطقة حجور بمحافظة حجة.
وأشار البيان إلى الانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان التي ترتكبها ميليشيات ضد المدنيين بمنطقة حجور في حجة وخاصة الأطفال والنساء، ومحاصرة المنطقة منذ أكثر من شهرين وشنها هجوماً عنيفاً على القرى الجبلية بالصواريخ الباليستية، التي تعد دوليا من ضمن أسلحة شبه الدمار الشامل والتي لا تستخدم عادة في الحروب والنزاعات المحلية لما تحدثه من دمار هائل بين السكان المدنيين الآمنين.
ولفت البيان إلى أن الميليشيات لم تكتف بضرب القرى بالصواريخ المحرمة في الحروب والنزعات الأهلية، بل أصدرت وثيقة خطيرة سمتها «وثيقة العرف القبلي» التي لا تعيد اليمن إلى العصور الغابرة فحسب، ولكنها ستتسبب في قتل كثير من المواطنين، وفقا للتقرير.
وتصف الوثيقة الحوثية كل من يعارض الجماعة بأنه «عدو ويجب أن يلاحق ويعاقب بشدة حتى لو كانت معارضة مدنية، وليس ذلك وحسب، ولكن اعتبرت هذه الوثيقة كل من يخفي أي معارض للحوثي أو يساعده أو يتواصل معه بأي طريقة من الطرق يعتبر عدوا أيضا ويعاقب عقاب من يعارضه بشكل مباشر». ودعا البيان المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الدولية إلى اعتبار تطبيق هذه الوثيقة من ضمن جرائم الحرب ووجوب تقديم من يعمل بها إلى محكمة العدل الدولية.


مقالات ذات صلة

سفيرة بريطانيا في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»: مؤتمر دولي مرتقب بنيويورك لدعم اليمن

خاص الرئيس اليمني رشاد العليمي خلال استقبال سابق للسفيرة عبدة شريف (سبأ)

سفيرة بريطانيا في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»: مؤتمر دولي مرتقب بنيويورك لدعم اليمن

تكشف السفيرة البريطانية لدى اليمن، عبدة شريف، عن تحضيرات لعقد «مؤتمر دولي في نيويورك مطلع العام الحالي لحشد الدعم سياسياً واقتصادياً للحكومة اليمنية ومؤسساتها».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

أظهرت بيانات حديثة، وزَّعتها الأمم المتحدة، تراجعَ مستوى دخل الأسر في اليمن خلال الشهر الأخير مقارنة بسابقه، لكنه كان أكثر شدة في مناطق سيطرة الحوثيين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أكاديميون في جامعة صنعاء يشاركون في تدريبات عسكرية أخضعهم لها الحوثيون (إعلام حوثي)

الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

ضاعفت الجماعة الحوثية من استهدافها الأكاديميين اليمنيين، وإخضاعهم لأنشطتها التعبوية، في حين تكشف تقارير عن انتهاكات خطيرة طالتهم وأجبرتهم على طلب الهجرة.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ومحافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان خلال زيارة سابقة للجبهات في مأرب (سبأ)

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

أكدت القوات المسلحة اليمنية قدرة هذه القوات على مواجهة جماعة الحوثي وتأمين البحر الأحمر والممرات المائية الحيوية وفي مقدمتها مضيق باب المندب الاستراتيجي.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي العام الماضي كان قاسياً على اليمنيين وتضاعفت معاناتهم خلاله (أ.ف.ب)

اليمنيون يودّعون عاماً حافلاً بالانتهاكات والمعاناة الإنسانية

شهد اليمن خلال العام الماضي انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان، وتسببت مواجهات البحر الأحمر والممارسات الحوثية في المزيد من المعاناة للسكان والإضرار بمعيشتهم وأمنهم.

وضاح الجليل (عدن)

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.