السعودية تنهي معركة بدأتها قبل 3 سنوات بضربة موجعة لـ«بي إن سبورت»

استغلال {يورو 2016} وتسييس الرياضة ومهزلة مذيعي المونديال أوقعت القناة في شر أعمالها

الجماهير السعودية رحبت كثيراً بقرار إنهاء احتكار «بي إن» للمباريات التي تقام على أرض المملكة في البطولات الآسيوية (الشرق الأوسط)
الجماهير السعودية رحبت كثيراً بقرار إنهاء احتكار «بي إن» للمباريات التي تقام على أرض المملكة في البطولات الآسيوية (الشرق الأوسط)
TT

السعودية تنهي معركة بدأتها قبل 3 سنوات بضربة موجعة لـ«بي إن سبورت»

الجماهير السعودية رحبت كثيراً بقرار إنهاء احتكار «بي إن» للمباريات التي تقام على أرض المملكة في البطولات الآسيوية (الشرق الأوسط)
الجماهير السعودية رحبت كثيراً بقرار إنهاء احتكار «بي إن» للمباريات التي تقام على أرض المملكة في البطولات الآسيوية (الشرق الأوسط)

أضاف السعوديون نصراً دبلوماسياً جديداً، إلى سلسلة انتصاراتهم الأخيرة أمام الأنظمة والمؤسسات المارقة، بعدما كسروا احتكار قنوات «بي إن سبورت» القطرية لبث مباريات منتخباتهم وأنديتهم التي تقام على الأراضي السعودية عبر ناقل محلي، وذلك لأسباب قانونية تضمنت عدم قانونية بث القنوات القطرية في السعودية.
ويرى كثيرون أن قرار الاتحاد الآسيوي لكرة القدم بإلغاء احتكار قنوات «بي إن سبورت» القطرية مباريات ومسابقات القارة الآسيوية في المملكة العربية السعودية، قرار يصب في مصلحة العدالة، بناءً على ما اطلع عليه الاتحاد القاري من مخاطبات وأسباب قانونية تضمنت عدم قانونية بث قنوات «بي إن سبورت» في المملكة للمخالفات القانونية والنظامية الجسيمة التي ارتكبتها وعدم قدرتها على استخراج التراخيص اللازمة للوفاء بالتزاماتها تجاه نقل مسابقات الاتحاد الآسيوي للمتابعين والمشاهدين في المملكة، فقد تم اتخاذ قرار بإلغاء احتكارها جميع منافسات الاتحاد الآسيوي.
وتم تطبيق هذا القرار ببث المباريات داخل المملكة عبر منصات الاتحاد الآسيوي بصورة تدريجية ابتداءً من مباراة الهلال السعودي والدحيل القطري مساء أمس (الثلاثاء)، كخطوة أولية تلتزم فيها المملكة بتوفير طاقم النقل المصاحب من معلقين ومحللين، على أن يبدأ العمل على وضع الترتيبات الفنية اللازمة لذلك.
ويأتي هذا القرار بعد المطالبات السعودية في فترة سابقة بعد حزمة الإجراءات التي أعلنتها الهيئة العامة للمنافسة في السعودية، وتم اتخاذها بحق قنوات «بي إن سبورت» بعد تجاوزها نظام المنافسة ولائحته التنفيذية.
وكانت الهيئة العامة للمنافسة قد قررت تغريم شركة مجموعة قنوات «بي إن سبورت» الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، غرامة مالية قدرها عشرة ملايين ريال سعودي، كما أعلنت الهيئة عن إلغاء ترخيص الشركة في السعودية بصورة نهائية، وألزمت الهيئة المجموعة التلفزيونية برد جميع المكاسب التي حققتها نتيجة المخالفة.
واستندت الهيئة العامة للمنافسة لمعاقبة القناة القطرية على مجموعة من الشكاوى منذ مارس (آذار) 2016 لمشتركي القنوات تفيد بوجود إخلال لقواعد المنافسة في السعودية، وبعد التقصي والبحث وجمع الاستدلالات اتضح استغلال القنوات بممارسات احتكارية عدة، منها إلزام المشتركين بباقة تضم قنوات غير رياضية، إضافة إلى إجبار الراغبين في الاشتراك على تجديد اشتراكهم لمدة سنة كاملة شرطاً لمشاهدة بطولة يورو 2016، رغم أن مدة اشتراكاتهم تغطي مدة البطولة.
وكشفت الهيئة العامة للمنافسة في بيان صحافي سابق، عن أنها قامت باتخاذ مجموعة من التدابير في أبريل (نيسان) 2017، إلا أن القنوات لم تلتزم بذلك، ولجأت للطعن في هذه القرارات لدى المحكمة الإدارية بديوان المظالم في الرياض، وقد خلص حكم القضاء بعدم قبول الدعوى، حيث عادت الهيئة العامة للمنافسة في يونيو (حزيران) الماضي بتحريك الدعوى الجزائية أمام لجنة النظر والفصل في مخالفات نظام المنافسة. وبفتح باب الترافع، فقد ثبت لدى اللجنة وجود المخالفات واستمرارها؛ ولذلك قامت باتخاذ الإجراءات القانونية بحق القناة.
وتعتبر الهيئة العامة للمنافسة حكومية تهدف إلى حماية نظام المنافسة الصادر بمرسوم ملكي لحماية المنافسة العادلة وتشجيعها ومكافحة الممارسات الاحتكارية المؤثرة على المنافسة المشروعة.
وتوضح الهيئة العامة للمنافسة، أنها تلقت منذ مارس 2016 شكاوى عدة من مواطنين ومشتركين ضد مجموعة قنوات «بي إن سبورت»؛ لإخلالها بقواعد المنافسة في المملكة، وبعد إجراء التحريات الأولية حيال الشكاوى المرفوعة صدر قرار مجلس إدارة الهيئة القاضي بـ«البدء باتخاذ إجراءات التقصي والبحث وجمع الاستدلالات والتحقيق في احتمال قيام شركة «بي إن سبورت»، والأطراف ذات العلاقة بانتهاك أي من مواد نظام المنافسة ولائحته التنفيذية.
وأهابت الهيئة العامة للمنافسة بجميع الجهات المعنية والقطاع الخاص للإسهام في تعزيز المنافسة المشروعة في سوق بث ونقل البطولات الرياضية وتشجيع خيارات المستهلكين بما يدعم نمو صناعة الإعلام الرياضي، ورفع كفاءته ضمن إطار من العدالة والشفافية.
يذكر أن السعودية حظرت قنوات «بي إن سبورت» وتداول أجهزتها في البلاد بسبب تسييسها الرياضة وتمرير أجندات سياسية خطيرة، والتي تكشف عن السبب الرئيسي لشراء القطريين حقوق نقل البطولات الرياضية العالمية بمبالغ خرافية.
وتضع «بي إن سبورت» برنامجاً خاصاً للتدفق الإعلامي لمعرفة أكثر القنوات متابعة، ومن ثم معرفة سلوكيات المشاهدين وتوجيه برامجها بما يناسب أجنداتها، وكذلك طلب البطاقات الشخصية (بطاقة الأحوال) ومعلومات المشتركين البنكية للاستفادة منها بطرق غير مشروعة وغير معلومة لدى المشتركين.
وسابقاً استغلت قطر ممثلة بقنوات «بي إن سبورت» شاشاتها لتحريض المواطن السعودي ضد قيادة بلده بشكل مخالف لكل الأعراف الرياضية ومواثيق الحركة الأولمبية، كما استضافت محللين عُرف عنهم الإساءة للقيادة السعودية.
وفي المونديال الأخير في روسيا، أثار إقحام محللي قنوات «بي إن سبورت» القطرية قضايا سياسية جدلية، واستغلال منبر الاستديو التحليلي لمهاجمة السعودية، وهذا ما ترك استنكاراً واسعاً في الأوساط الرياضية والإعلامية في الشارع العربي؛ وتحديداً في المملكة؛ لمخالفتها العقد المبرم مع «فيفا»، والذي يلزم الناقل بعدم استغلال النقل والتطرق لقضايا سياسية.
واستغل القطريون منبر قناتهم الرياضية عقب مواجهة المنتخب السعودي والمستضيف الروسي، حيث فوجئ متابعو المباراة بإطلاق بعض المذيعين المعروفين بانتماءاتهم الحزبية إلى جماعات مصنفة «إرهابياً»، عبارات تهكمية حملت في طياتها اتهامات لا تحمل أي أدلة حول قضايا سياسية عربية، ومهاجمة المملكة ومسؤولي ولاعبي المنتخب السعودي؛ ما أخرج الاستديو التحليلي عن خطه الرياضي، في مخالفة صريحة للعقود المبرمة وقوانين الاتحاد الدولي واللجنة الأولمبية الدولية.
تجدر الإشارة إلى أن السعودية قد حظرت بث قناة «الجزيرة» على أراضيها منذ يونيو 2017، وتعتبر «الجزيرة» الذراع الإعلامية القطرية الرئيسية لدعم الإرهاب والتحريض على انعدام الأمن وزعزعة الاستقرار في المنطقة، حيث توفر «الجزيرة» منصة إعلامية للإرهابيين لنشر رسائلهم الداعية إلى العنف والتطرف. وقد حظرت المملكة بث قنوات «بي إن سبورت» على أراضيها أيضاً للسبب ذاته، وقد تمثَل رد فعل «الجزيرة» على هذا الحظر، في تصعيد حملتها الهادفة إلى تشويه سمعة السعودية.
ولطالما استخدمت وتستخدم بثها أيضاً وسيلةً لشن الهجوم المعادي للسعودية؛ إذ عززت من دعايتها المغرضة خلال كأس العالم 2018، وهو أمر مثير للسخرية؛ لأن كأس العالم يفترض فيه أن تكون إثباتاً لكيفية قدرة كرة القدم على أن تجمع بين الدول في وئام، وخلال بطولة كأس العالم، شوهت «بي إن سبورت» سمعة الاتحاد السعودي لكرة القدم، وأساءت إلى السعودية وجمهورها، وسيّست بطولة كأس العالم، في انتهاك لجميع القواعد ومدونات السلوك؛ ولهذه الأسباب، لن يتم بث «الجزيرة» وقناتها الفرعية «بي إن سبورت» في السعودية، حتى جاء القرار المنصف من الاتحاد الآسيوي بإلغاء احتكار المباريات التي تقام على الأراضي السعودية آسيوياً.


مقالات ذات صلة

«الشرق الأوسط» تفوز ببرونزية «أريج» للصحافة الاستقصائية

يوميات الشرق الصحافي سامح اللبودي والزميلة بيسان الشيخ من «الشرق الأوسط»

«الشرق الأوسط» تفوز ببرونزية «أريج» للصحافة الاستقصائية

فازت «الشرق الأوسط» بالجائزة البرونزية للصحافة الاستقصائية العربية التي تمنحها مؤسسة «أريج»، عن تحقيق: قصة الإبحار الأخير لـ«مركب ملح» سيئ السمعة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق صورة تذكارية لعدد من أعضاء مجلس الإدارة (الشركة المتحدة)

​مصر: هيكلة جديدة لـ«المتحدة للخدمات الإعلامية»

تسود حالة من الترقب في الأوساط الإعلامية بمصر بعد إعلان «الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية» إعادة تشكيل مجلس إدارتها بالتزامن مع قرارات دمج جديدة للكيان.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
إعلام الدوسري أكد أهمية توظيف العمل الإعلامي لدعم القضية الفلسطينية (واس)

السعودية تؤكد ضرورة تكاتف الإعلام العربي لدعم فلسطين

أكّد سلمان الدوسري وزير الإعلام السعودي أهمية توظيف العمل الإعلامي العربي لدعم قضية فلسطين، والتكاتف لإبراز مخرجات «القمة العربية والإسلامية» في الرياض.

«الشرق الأوسط» (أبوظبي)
المشرق العربي الهواتف الجوالة مصدر معلومات بعيداً عن الرقابة الرسمية (تعبيرية - أ.ف.ب)

شاشة الجوال مصدر حصول السوريين على أخبار المعارك الجارية؟

شكلت مواقع «السوشيال ميديا» والقنوات الفضائية العربية والأجنبية، مصدراً سريعاً لسكان مناطق نفوذ الحكومة السورية لمعرفة تطورات الأحداث.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي جنود إسرائيليون يقودون مركباتهم في منطقة قريبة من الحدود الإسرائيلية اللبنانية كما شوهد من شمال إسرائيل الأربعاء 27 نوفمبر 2024 (أ.ب)

إصابة مصورَين صحافيَين بنيران إسرائيلية في جنوب لبنان

أصيب مصوران صحافيان بجروح بعد إطلاق جنود إسرائيليين النار عليهما في جنوب لبنان اليوم الأربعاء.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

«البريميرليغ»: بعشرة لاعبين... سيتي يتعادل من جديد

مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)
مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)
TT

«البريميرليغ»: بعشرة لاعبين... سيتي يتعادل من جديد

مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)
مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)

سجَّل ريكو لويس لاعب مانشستر سيتي هدفاً في الشوط الثاني، قبل أن يحصل على بطاقة حمراء في الدقائق الأخيرة ليخرج سيتي بنقطة التعادل 2 - 2 أمام مستضيفه كريستال بالاس في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، السبت.

كما سجَّل إرلينغ هالاند هدفاً لسيتي بقيادة المدرب بيب غوارديولا، الذي ظلَّ في المركز الرابع مؤقتاً في جدول الدوري برصيد 27 نقطة بعد 15 مباراة، بينما يحتل بالاس المركز الـ15.

وضع دانييل مونوز بالاس في المقدمة مبكراً في الدقيقة الرابعة، حين تلقى تمريرة من ويل هيوز ليضع الكرة في الزاوية البعيدة في مرمى شتيفان أورتيغا.

وأدرك سيتي التعادل في الدقيقة 30 بضربة رأس رائعة من هالاند.

وأعاد ماكسينس لاكروا بالاس للمقدمة على عكس سير اللعب في الدقيقة 56، عندما أفلت من الرقابة ليسجِّل برأسه في الشباك من ركلة ركنية نفَّذها ويل هيوز.

لكن سيتي تعادل مرة أخرى في الدقيقة 68 عندما مرَّر برناردو سيلفا كرة بينية جميلة إلى لويس الذي سدَّدها في الشباك.

ولعب سيتي بعشرة لاعبين منذ الدقيقة 84 بعد أن حصل لويس على الإنذار الثاني؛ بسبب تدخل عنيف على تريفوه تشالوبا، وتم طرده.