الفنان الأميركي جاستين كوفلين يقدم «عائد إلى المنزل» لجمهور أبوظبي

جاستين كوفلين خلال الحفل
جاستين كوفلين خلال الحفل
TT
20

الفنان الأميركي جاستين كوفلين يقدم «عائد إلى المنزل» لجمهور أبوظبي

جاستين كوفلين خلال الحفل
جاستين كوفلين خلال الحفل

استضاف مسرح الصندوق الأسود في جامعة نيويورك أبوظبي، مساء أول من أمس، العرض الأوّل عربياً لفنان الجاز جاستين كوفلين، من وحي ألبومه الجديد «عائد إلى المنزل»، والذي أنتجه دريك هودج، وصديق مهرجان أبوظبي كوينسي جونز، وقدم كوفلين وفرقته من موسيقى الألبوم التي حظيت بإعجاب جمهور المهرجان، ورافقه في الحفل على الباص الصوتي والكهربائي إيفان غريغور، وجيمي ماكبرايد على الدرامز.
وتأتي مشاركة المؤلف الموسيقي وعازف البيانو الأميركي الحائز على العديد من الجوائز جاستين كوفلين، في مهرجان أبوظبي ضمن جولته العالمية التي دشّنها ترويجاً لألبومه الجديد، والذي يقدم صورة صوتية للمنزل اختبرها خلال أسفاره، وقد أثبت جاستين كوفلين من خلال سيرته المهنية المتميزة نفسه كعازف بيانو مميز وموهبة نادرة لا يمكن إلا التوقف عندها، ونجم يظهر بانتظام في أكبر مهرجانات موسيقى الجاز في العالم.
وحول ألبوم «عائد إلى المنزل» قال جاستين كوفلين: «منذ أن فقدت بصري تماماً، أصبحت أدرك محيطي بطريقة مختلفة كلياً، فبدلاً من السواد القاتم أرى مخيلتي تنبض بالألوان والأشكال المختلفة، وتمتلئ كل لحظة بأطياف من الألوان الزرقاء والخضراء والحمراء والأرجوانية والذهبية على خلفية سوداء ورمادية تمتد إلى ما لا نهاية، وتتراقص هذه الألوان على إيقاع العالم من حولي، فعندما أدخل غرفة أو أسمع صوتاً أو كلمة أو أستمع إلى أداء حي لفرقة موسيقية، يتحرك طيف الألوان والأشكال في عقلي متناغماً مع ما أسمعه، ومنذ فقدت بصري في سن الحادية عشرة، زادت ألوان عالمي رونقاً وباتت أكثر حيوية».
وأضاف كوفلين: «عندما بدأت تأليف الموسيقى لأجل هذا المشروع كنت أسعى لرسم صورة ملونة بالأصوات، فقد حاولت أن أعيد صياغة تجربتي البصرية على هيئة لوحة صوتية، حيث تأخذ الآلات الموسيقية وأصوات النغمات دور الألوان المختلفة، ويعكس عنوان الألبوم (عائد إلى المنزل) الأشكال المختلفة التي اختبرت بها مفهوم المنزل حول العالم، بينما تجسد المقطوعات الموسيقية العواطف المختلفة المرتبطة بكل مكان على حدة. فعلى سبيل المثال، تجسد كل من (كاونتري فرايد) و(عائد إلى المنزل) توقي إلى مسقط رأسي في فرجينيا، في حين تلخص أغنية (جون ماي بيلوفد) لسوفجان ستيفنز، شعوري نحو مدينة بروكلين، وكان للسنوات الماضية الأثر الكبير في توسيع آفاقي، وكل أغنية من الألبوم تظهر كم أصبح العالم نابضاً بالحياة في نظري».
وتستمر أمسيات البرنامج الرئيسي لمهرجان أبوظبي حتى يوم 30 مارس (آذار) الجاري، وتتضمن حفل «توسكا» للسير برين تيرفل، ترافقه فرقة أوركسترا كامري بقيادة جاريث جونز، والجوقة الويلزية يوم الجمعة 15 مارس 2019، وينضم إليه اثنان من نجوم الأوبرا هما كريستين أوبولايس وفيتوريو غريغولو.
ويقدم مهرجان أبوظبي عرضاً بعنوان «الظلال» (سومبراس) يوم 21 مارس، تم تصميمه خصيصاً بمناسبة الذكرى العشرين لفرقة «سارا باراس» لباليه الفلامينكو. وذلك قبل أن يختتم المهرجان فعاليات برنامجه الرئيسي على مدار يومي 29 و30 مارس بحفل لفرقة باليه دار أوبرا باريس بعنوان «جولز» لجورج بالانشين.



مخرجة لبنانية تعبّر عن حبها لمصر بـ«هرتلة في القاهرة»

المخرجة اللبنانية الكويتية فرح الهاشم (الشرق الأوسط)
المخرجة اللبنانية الكويتية فرح الهاشم (الشرق الأوسط)
TT
20

مخرجة لبنانية تعبّر عن حبها لمصر بـ«هرتلة في القاهرة»

المخرجة اللبنانية الكويتية فرح الهاشم (الشرق الأوسط)
المخرجة اللبنانية الكويتية فرح الهاشم (الشرق الأوسط)

في خامس أفلامها الطويلة «هرتلة في القاهرة» تخوض المخرجة اللبنانية - الكويتية فرح الهاشم تجربة مختلفة استدعت وجودها بالقاهرة، التي صورت بها أحداث الفيلم الذي يجمع بين «التوثيقي» و«الروائي»، واستعادت من خلاله سنوات طفولتها التي قضتها بالقاهرة، كما استعادت زمن القاهرة بـ«الأبيض والأسود»، عبر مشاهد من الأفلام المصرية القديمة في خمسينات وستينات القرن الماضي.

وعلى مدى ثلاثة أسابيع زارت الهاشم أحياء شعبية وراقية عدة لتصوير فيلمها: «تنقلت بين أحياء القاهرة الراقية والشعبية من الزمالك إلى إمبابة، ومن المعادي إلى شبرا، ووسط البلد والحسين، كما صورت مشاهد بكل من بورسعيد والإسكندرية».

وتكشف في حوارها لـ«الشرق الأوسط» عن سبب اختيارها لعنوان الفيلم، قائلة: «هذا الفيلم أهديه لروح الفنان صلاح جاهين الذي كتب عن (الهرتلة العبقرية) في حياتنا، حيث نتكلم عن نبض الشارع بطريقة عميقة، لكن لا أحد يسمعنا، فهذا الفيلم كل قضاياه جادة لكنني أحاول ألا أجعله جاداً، رغم ما فيه عن السياسة والاقتصاد».

لقطة لأحد مشاهد الفيلم (الشرق الأوسط)
لقطة لأحد مشاهد الفيلم (الشرق الأوسط)

ويتضمن الفيلم خطاً توثيقياً عن القاهرة ومشاهد لشوارعها وأحيائها تستعيدها من أفلام «الأبيض والأسود» التي تراها ساحرة، على غرار «ميرامار»، و«الباب المفتوح»، و«إشاعة حب»، مثلما بحثت عنها في حكايات الماضي ونجوم السينما المصرية في ذلك الوقت الذين أحبت السينما من خلالهم، وتلفت المخرجة الشابة إلى الخط الروائي بالفيلم الذي تظهر فيه بشخصيتها الحقيقية، بمشاركة ممثلين محترفين من مصر.

وتلفت الهاشم إلى أنها كانت قد اتفقت مع ممثل مصري شهير على المشاركة في بطولة الفيلم، لكنه لم يتحمس؛ لتطرق العمل للمطرب الشيخ إمام الذي تستعين به في أغنيته «الفول واللحمة» باعتبارها أغنية للفيلم، والشاعر أحمد فؤاد نجم.

وتوضح قائلة: «الفيلم يتضمن أفكاراً مرتجلة، وليس كل الفنانين مؤهلين لفكرة الارتجال، لكنني أعمل مع ممثلين عاديين لديهم الجرأة وقدموا أداء رائعاً بسبب عفويتهم وهدوئهم».

ويتطرق الفيلم في جانبه التوثيقي لشهادات من شخصيات مصرية، من بينهم المؤلف محمد السيد عيد في حديثه عن «رائد الاقتصاد المصري» طلعت حرب، الذي كتب سيرته الذاتية في مسلسل، ود. زينب فرغلي أستاذ النقد الأدبي.

وتستعيد المخرجة فرح الهاشم طفولتها التي قضت جانباً منها في مصر، وإلى الحضانة التي كانت تذهب إليها، وتقول: «أحب مصر، وهذا الفيلم يطاردني منذ سنوات، وقد ظللت أعمل أبحاثاً حوله قبل كتابة السيناريو، وأبحث في حكايات الماضي والأفلام المصرية القديمة، حتى إنني قمت بطباعة 70 عدداً من مجلة (الكواكب) الفنية لأطالع الحياة الفنية في زمن (الأبيض والأسود)».

المخرجة فرح الهاشم في لقطة مع بعض أبطال فيلمها (الشرق الأوسط)
المخرجة فرح الهاشم في لقطة مع بعض أبطال فيلمها (الشرق الأوسط)

علاقة خاصة تربط بين المخرجة والمدن التي تتعلق بها؛ حيث قدمت 3 أفلام عن مدينتها بيروت وهي «ترويقة في بيروت»، و«بيروت برهان»، و«رصيف بيروت»، وتقول عن ذلك: «سافرت كثيراً بين مختلف المدن العربية والعالمية للدراسة والعمل، فقد درست السينما بأميركا، وواصلتها في باريس التي قضيت بها 7 سنوات، لكنني تأثرت كثيراً بكل من بيروت والقاهرة، كما أستعد لتصوير فيلم عن مدينتي الكويت».

وتلفت إلى ثمة تشابه تلمسه بين القاهرة وبيروت: «القاهرة قريبة من بيروت، في زحامها وجوها الصيفي الحار، وفي جمال وعشوائية الأماكن بكل منهما، وفي حبهما للفن، وبحر بيروت ونيل القاهرة، وأرى المدن عموماً مثل كائن حي أرتبط به وأشتاق له ويراودني الحنين إليه».

وبينما تواصل العمليات الفنية الأخيرة للفيلم، تتطلع فرح الهاشم للمشاركة بـ«هرتلة في القاهرة» بأحد المهرجانات العربية قبل أن يُعرض بالسينمات.