الفنان الأميركي جاستين كوفلين يقدم «عائد إلى المنزل» لجمهور أبوظبي

جاستين كوفلين خلال الحفل
جاستين كوفلين خلال الحفل
TT

الفنان الأميركي جاستين كوفلين يقدم «عائد إلى المنزل» لجمهور أبوظبي

جاستين كوفلين خلال الحفل
جاستين كوفلين خلال الحفل

استضاف مسرح الصندوق الأسود في جامعة نيويورك أبوظبي، مساء أول من أمس، العرض الأوّل عربياً لفنان الجاز جاستين كوفلين، من وحي ألبومه الجديد «عائد إلى المنزل»، والذي أنتجه دريك هودج، وصديق مهرجان أبوظبي كوينسي جونز، وقدم كوفلين وفرقته من موسيقى الألبوم التي حظيت بإعجاب جمهور المهرجان، ورافقه في الحفل على الباص الصوتي والكهربائي إيفان غريغور، وجيمي ماكبرايد على الدرامز.
وتأتي مشاركة المؤلف الموسيقي وعازف البيانو الأميركي الحائز على العديد من الجوائز جاستين كوفلين، في مهرجان أبوظبي ضمن جولته العالمية التي دشّنها ترويجاً لألبومه الجديد، والذي يقدم صورة صوتية للمنزل اختبرها خلال أسفاره، وقد أثبت جاستين كوفلين من خلال سيرته المهنية المتميزة نفسه كعازف بيانو مميز وموهبة نادرة لا يمكن إلا التوقف عندها، ونجم يظهر بانتظام في أكبر مهرجانات موسيقى الجاز في العالم.
وحول ألبوم «عائد إلى المنزل» قال جاستين كوفلين: «منذ أن فقدت بصري تماماً، أصبحت أدرك محيطي بطريقة مختلفة كلياً، فبدلاً من السواد القاتم أرى مخيلتي تنبض بالألوان والأشكال المختلفة، وتمتلئ كل لحظة بأطياف من الألوان الزرقاء والخضراء والحمراء والأرجوانية والذهبية على خلفية سوداء ورمادية تمتد إلى ما لا نهاية، وتتراقص هذه الألوان على إيقاع العالم من حولي، فعندما أدخل غرفة أو أسمع صوتاً أو كلمة أو أستمع إلى أداء حي لفرقة موسيقية، يتحرك طيف الألوان والأشكال في عقلي متناغماً مع ما أسمعه، ومنذ فقدت بصري في سن الحادية عشرة، زادت ألوان عالمي رونقاً وباتت أكثر حيوية».
وأضاف كوفلين: «عندما بدأت تأليف الموسيقى لأجل هذا المشروع كنت أسعى لرسم صورة ملونة بالأصوات، فقد حاولت أن أعيد صياغة تجربتي البصرية على هيئة لوحة صوتية، حيث تأخذ الآلات الموسيقية وأصوات النغمات دور الألوان المختلفة، ويعكس عنوان الألبوم (عائد إلى المنزل) الأشكال المختلفة التي اختبرت بها مفهوم المنزل حول العالم، بينما تجسد المقطوعات الموسيقية العواطف المختلفة المرتبطة بكل مكان على حدة. فعلى سبيل المثال، تجسد كل من (كاونتري فرايد) و(عائد إلى المنزل) توقي إلى مسقط رأسي في فرجينيا، في حين تلخص أغنية (جون ماي بيلوفد) لسوفجان ستيفنز، شعوري نحو مدينة بروكلين، وكان للسنوات الماضية الأثر الكبير في توسيع آفاقي، وكل أغنية من الألبوم تظهر كم أصبح العالم نابضاً بالحياة في نظري».
وتستمر أمسيات البرنامج الرئيسي لمهرجان أبوظبي حتى يوم 30 مارس (آذار) الجاري، وتتضمن حفل «توسكا» للسير برين تيرفل، ترافقه فرقة أوركسترا كامري بقيادة جاريث جونز، والجوقة الويلزية يوم الجمعة 15 مارس 2019، وينضم إليه اثنان من نجوم الأوبرا هما كريستين أوبولايس وفيتوريو غريغولو.
ويقدم مهرجان أبوظبي عرضاً بعنوان «الظلال» (سومبراس) يوم 21 مارس، تم تصميمه خصيصاً بمناسبة الذكرى العشرين لفرقة «سارا باراس» لباليه الفلامينكو. وذلك قبل أن يختتم المهرجان فعاليات برنامجه الرئيسي على مدار يومي 29 و30 مارس بحفل لفرقة باليه دار أوبرا باريس بعنوان «جولز» لجورج بالانشين.



«الجميلات النائمات»... معرض قاهري يعيد تشكيل الجسد بصرياً

مدارس فنية متنوعة تداخلت في لوحات المعرض (الشرق الأوسط)
مدارس فنية متنوعة تداخلت في لوحات المعرض (الشرق الأوسط)
TT

«الجميلات النائمات»... معرض قاهري يعيد تشكيل الجسد بصرياً

مدارس فنية متنوعة تداخلت في لوحات المعرض (الشرق الأوسط)
مدارس فنية متنوعة تداخلت في لوحات المعرض (الشرق الأوسط)

يطمح الفنان المصري هشام نوّار إلى إعادة تشكيل الجسد بصرياً عبر معرضه «الجميلات النائمات» متشبعاً بالعديد من الثيمات الأيقونية في الفن والأدب والتاريخ الإنساني، خصوصاً في التعامل مع الجسد الأنثوي، بما يحمله من دلالات متعددة وجماليات عابرة للزمان ومحيّدة للمكان.

يذكر أن المعرض، الذي يستضيفه «غاليري ضي» بالزمالك (وسط القاهرة) حتى 5 ديسمبر (كانون الأول) المقبل، يضم ما يزيد على 50 لوحة تتنوع خاماتها بين استخدام الألوان الزيتية على القماش بمساحات كبيرة، وبين الرسم بالألوان في مساحات أقل.

ويعدّ الجسد بمفهومه الجمالي والفني هو محور المعرض، والجسد الأنثوي تحديداً هو الأكثر حضوراً، بينما تبقى الوضعية الرئيسية التي اختارها الفنان، وهي فكرة «تمثال الكتلة» المصري القديم، وتوظيفه على هيئة فتاة نائمة هي الأكثر تعبيراً عن الفكرة التي يسعى لتقديمها، واضعاً ثيمتي الجمال، ممثلاً في الجسد الأنثوي، والنوم ممثلاً في وضعية واحدة تجسد المرأة، وهي نائمة في وضع أشبه بالجلوس، في إطار مشبع بالدلالات.

اللونان الأصفر والأحمر كانا لافتين في معظم الأعمال (الشرق الأوسط)

وعن المعرض، يقول هشام نوار: «الفكرة تستلهم تمثال الكتلة المصري القديم، فمعظم الشخصيات التي رسمتها تعود لهذا التمثال الذي ظهر في الدولة المصرية القديمة الوسطى، واستمر مع الدولة الحديثة، ويمثل شخصاً جالساً يضع يديه على ركبته، وكأنه يرتدي عباءة تخبئ تفاصيل جسده، فلا يظهر منه سوى انحناءات خفيفة، ويكون من الأمام مسطحاً وعليه كتابات، وكان يصنع للمتوفى، ويكتب عليه صلوات وأدعية للمتوفى».

ويضيف نوار لـ«الشرق الأوسط»: «تم عمل هذا التمثال لمهندس الدير البحري في الدولة الحديثة، الذي كان مسؤولاً عن تربية وتثقيف ابنة حتشبسوت، فيظهر في هيئة تمثال الكتلة، فيما تظهر رأس البنت من طرف عباءته، ومحمود مختار هو أول من اكتشف جماليات تمثال الكتلة، وعمل منها نحو 3 تماثيل شهيرة، هي (كاتمة الأسرار) و(الحزن) و(القيلولة)».

حلول جمالية بالخطوط والألوان (الشرق الأوسط)

وقد أهدى الفنان معرضه للكاتب الياباني الشهير ياسوناري كاواباتا (1899 - 1972) الحائز على نوبل عام 1968، صاحب رواية «منزل الجميلات النائمات» التي تحكي عن عجوز يقضي الليل بجوار فتاة جميلة نائمة بشرط ألا يلمسها، كما أهداه أيضاً للمثال المصري محمود مختار (1891 – 1934) تقديراً لتعامله مع فكرة «تمثال الكتلة».

وحول انتماء أعماله لمدرسة فنية بعينها، يقول: «لا يشغلني التصنيف، ما يشغلني معالجة خطوط الجسد البشري، كيف أجد في كل مرة حلاً مختلفاً للوضع نفسه، فكل لوحة بالنسبة لي تمثل الحالة الخاصة بها».

الفنان هشام نوار في معرضه «الجميلات النائمات» (الشرق الأوسط)

ويشير نوّار إلى أنه لم يتوقع أن يرسم كل هذه اللوحات، وتابع: «الفكرة وراء الجميلات النائمات الممنوع لمسهن، لكن تظل المتعة في الرؤية والحلم الذي يمكن أن يحلمه الشخص، حتى إن ماركيز قال إنه كان يتمنى أن يكتب هذه الرواية».

«يؤثر التلوين والتظليل على الكتلة، ويجعلها رغم ثباتها الظاهر في حال من الطفو وكأنها تسبح في فضاء حر، هنا تبرز ألوان الأرض الحارة التي احتفى بها الفنان، وتطغى درجات الأصفر والأحمر على درجات الأخضر والأزرق الباردة»، وفق الكاتبة المصرية مي التلمساني في تصديرها للمعرض.

أفكار متنوعة قدّمها الفنان خلال معرض «الجميلات النائمات» (الشرق الأوسط)

وتعدّ مي أن هذا المعرض «يكشف أهمية مقاومة الموت من خلال صحوة الوعي، ومقاومة الذكورية القاتلة من خلال الحفاوة بالجسد الأنثوي، ومقاومة الاستسهال البصري من خلال التعمق الفكري والفلسفي؛ ليثبت قدرة الفن الصادق على تجاوز الحدود».

وقدّم الفنان هشام نوّار 12 معرضاً خاصاً في مصر وإيطاليا، كما شارك في العديد من المعارض الجماعية، وعمل في ترميم الآثار بمنطقة الأهرامات عام 1988، كما شارك مع الفنان آدم حنين في ترميم تمثال «أبو الهول».