«بدر» ومجلسها ينفيان تكليف العامري بإدارة ملف إعمار البصرة

استمرار المظاهرات المطلبية في المحافظة

TT

«بدر» ومجلسها ينفيان تكليف العامري بإدارة ملف إعمار البصرة

أعادت زيارة رئيس تحالف «الفتح» هادي العامري للبصرة، أول من أمس، حديثاً كان قد تردد قبل أشهر بشأن تكليف رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، للعامري بالإشراف وإدارة شؤون مجلس الإعمار والاستثمار في المحافظة، لكن كريم النوري العضو في منظمة «بدر» التي يتزعمها العامري نفى ذلك في حديث لـ«الشرق الأوسط»، وذكر أن «الزيارة الأخيرة تأتي في سياق طبيعي باعتبار العامري رئيساً لتحالف نيابي كبير».
وبينما تؤكد مصادر بصْرية أن زيارة العامري للبصرة تستهدف دعم حكومتها المحلية في مجال الإعمار وبتكليف من رئيس الوزراء، يقول المتحدث باسم مجلس محافظة البصرة أحمد السليطي، إن «الحديث عن تكليف العامري بإدارة ملف الإعمار في البصرة ليس من دون أساس وكان متداولاً في الأروقة السياسية في بغداد». لكن السليطي يؤكد في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن «ذلك لم يحدث ولم يكلّف العامري بأي مهمة، وحدث أن شكِّلت لجنة برئاسة رئيس المستشارين في رئاسة الوزراء وعضوية المحافظ وعدد من مديري الدوائر في البصرة لإدارة ملف الإعمار».
ويشير السليطي إلى أن «الأمور يجب أن تسير بشكل قانوني، فالعامري عضو في المجلس التشريعي والإعمار يتعلق بالتنفيذ، ناهيك بالمشكلات التي قد تنجم عن تولي شخصية حزبية لمنصب كهذا في محافظة مليئة بالأحزاب السياسية». ويرى السليطي أن «العامري جاء إلى البصرة بصورة شخصية واختيارية لمتابعة بعض الأمور، والبصرة ترحب بأي جهد ومساعدة، لكن شرط عدم التدخل في شؤون المحافظة ومجلسها».
من جهة أخرى، ردت المحكمة الاتحادية، أمس، دعوى محافظ البصرة أسعد العيداني للطعن بقرار مجلس محافظة البصرة بشأن فتح باب الترشيح لمنصب المحافظ. وقال المتحدث الرسمي باسم المحكمة إياس الساموك في بيان إن «المحكمة الاتحادية العليا عقدت جلستها برئاسة القاضي مدحت المحمود وحضور القضاة الأعضاء كافة، ونظرت دعوى لمحافظ البصرة، إضافة إلى وظيفته، خاصم فيها رئيس مجلس المحافظة، إضافة إلى وظيفته».
وأضاف أن «المدعي طلب من المحكمة التدخل وإصدار حكم بشأن إعلان مجلس محافظة البصرة فتح باب الترشيح لمنصب المحافظ». وبيّن أن «المحكمة ذكرت أن المدعى عليه لم يصدر عنه قرار بالإصرار على القرار المعترض عليه لغاية الآن، وبناءً عليه ردت الدعوى».
واستغرب أحمد السليطي قرار المحكمة، واعتبر أن «المحكمة لم تفهم أصل الموضوع، وأن قرارها بعيد عنه». وكشف السليطي عن أن «رئيس المجلس السابق بالوكالة اتخذ في وقت سابق قراراً بفتح الترشيح لمنصب المحافظ بشكل شخصي وليس باسم المجلس، والمحافظ طعن في الإجراء الذي اتخذه رئيس المجلس وكالةً، باعتبار أن منصب المحافظ غير شاغر وبالتالي لا حاجة لفتح باب الترشيح». وأكد السليطي «بقاء أسعد العيداني محافظاً ولم يفتح باب الترشيح، بغض النظر عن حصول العيداني على عضوية مجلس النواب».
بدوره، لا يستبعد الناشط المدني نائل الزامل إسناد ملف الاستثمار والإعمار إلى العامري خصوصاً مع «شغور منصب رئيس مجلس إعمار البصرة»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «الموضوع ليس بجديد، وقد أُثير قبل أشهر، فردّ المحافظ أسعد البصري بعدم قبول البصرة بوصاية أحد، ثم تمت تسوية الأمر وتراجع الحديث عن الموضوع، واليوم يعاد الحديث عنه وهو وارد وممكن جداً». ويستغرب الزامل زيارات المسؤولين للبصرة هذه الأيام، ويرى أن «الأمر يتعلق بوصول أموال الموازنة إلى المحافظة على ما يبدو وليس بهدف تقديم الخدمة لأبناء المحافظة».
وعن حركة المظاهرات المتواصلة منذ أشهر للمطالبة بالخدمات وفرص العمل، أكد الزامل خروج العديد من المظاهرات بشكل يومي، ويضيف: «لدينا مظاهرات يقوم بها الشباب أصحاب الأجور اليومية في دوائر الكهرباء، كذلك هناك مظاهرات لأصحاب المهن الطبية، إضافةً إلى مظاهرات عمال الحديد والصلب المطالبين بمخصصات خطورة».
وشارك العشرات في البصرة، أمس، في مظاهرة سلمية نظّمها اتحاد نقابات العمال بالاشتراك مع غرفة الصناعة في المحافظة للمطالبة بحماية المنتج الوطني ودعم قطاع الصناعة للنهوض بالاقتصاد العراقي. وقال رئيس غرفة الصناعة في البصرة ماجد عبد الله في تصريحات إن «المشاركين في المظاهرة احتشدوا قرب مقر اتحاد نقابات العمال في شارع السعدي للمطالبة بدعم المنتج الوطني ودعم الصناعات الوطنية وتحسين ظروف العمال وتقديم تسهيلات جمركية خلال استيراد المواد الأولية»، معتبراً أن «الاقتصاد العراقي لا يمكن أن ينهض ويتطور من دون تشجيع الصناعة الوطنية وحماية المنتج المحلي من المنتجات المستوردة المنافسة».
بدوره، قال رئيس اتحاد نقابات العمال في البصرة جاسم محمد الصالحي، إنه «من الضروري تشغيل المصانع الحكومية المعطلة، وتفعيل السيطرة النوعية للحد من تدفق البضائع المستوردة الرديئة».



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».