بريندان رودجرز «المرن» الأنسب لتطوير ليستر سيتي

المدرب الآيرلندي لم يعد متمسكاً بفلسفة الاستحواذ فقط وستكشف الأشهر الثلاثة المقبلة ما سيقدمه لفريقه

تجربتا رودجرز مع ليفربول وسلتيك ستساعدانه على النجاح مع ليستر (رويترز)  -  رودجرز أعاد فاردي لفاعليته التهديفية (رويترز)
تجربتا رودجرز مع ليفربول وسلتيك ستساعدانه على النجاح مع ليستر (رويترز) - رودجرز أعاد فاردي لفاعليته التهديفية (رويترز)
TT

بريندان رودجرز «المرن» الأنسب لتطوير ليستر سيتي

تجربتا رودجرز مع ليفربول وسلتيك ستساعدانه على النجاح مع ليستر (رويترز)  -  رودجرز أعاد فاردي لفاعليته التهديفية (رويترز)
تجربتا رودجرز مع ليفربول وسلتيك ستساعدانه على النجاح مع ليستر (رويترز) - رودجرز أعاد فاردي لفاعليته التهديفية (رويترز)

بغض النظر عن الدوافع التي جعلت المدير الفني الآيرلندي بريندان رودجرز يتولى قيادة ليستر سيتي الإنجليزي في هذا التوقيت بدلا من الانتظار حتى نهاية الموسم والحصول على ثلاثية محلية أخرى مع نادي سيلتك الاسكوتلندي، وبغض النظر أيضا عما إذا كان الأمر يستحق إفساد العلاقة بينه وبين جمهور النادي الاسكوتلندي نتيجة الرحيل في هذا التوقيت الصعب من الموسم، فإن تولي رودجرز قيادة ليستر سيتي قبل ثلاثة أشهر من نهاية الموسم يعد شيئا جيدا للمدير الفني الآيرلندي، لأن ذلك سيسمح له بالتعرف على قدرات لاعبيه بشكل أفضل وتجربة الكثير من الخطط الفنية والتكتيكية ومعرفة نقاط الضعف والمراكز التي يجب تدعيمها في فترة الانتقالات الصيفية المقبلة. وعلاوة على ذلك، فإن أي نتائج سلبية قد تحدث من الآن وحتى شهر مايو (أيار) المقبل فسوف تكون في طي النسيان مع بداية الموسم الجديد.
وكانت جماهير سلتيك قد أعربت عن غضبها من رحيل رودجرز وسط أحداث الموسم، وربما كان ذلك وراء اقتحام لصوص لمنزله في غلاسجو ما أدى إلى إصابة زوجته وابنتهما بالفزع، لكن المدرب الآيرلندي أكد على أنه لن يسمح لهذا الحادث بتدمير ذكرياته مع نادي سلتيك. وتحقق الشرطة الاسكوتلندية في حادث اقتحام منزل رودجرز الأسبوع الماضي عندما كانت زوجته والطفلة البالغ عمرها ست سنوات في حالة يقظة وتم إجبارهما على البقاء داخل المرحاض حتى يلوذ اللصوص بالفرار.
وقال رودجرز: «هذه ليست تجربة جيدة لأي أسرة. أصابهما الرعب وتعاملنا مع الموقف ونحن في مأمن الآن، نبحث عن منزل هنا في ليستر وسننتقل إليه قريبا جدا لإكمال حياتنا».
ورد رودجرز على بعض جماهير سلتيك التي وصفته بالمخادع، قائلا: «قضينا وقتا رائعا كعائلة في اسكوتلندا وفي غلاسجو بالتحديد، وتعامل السكان معنا بشكل مذهل وسنتذكر دائما هذه العلاقة داخل وخارج الملعب. لن نسمح لهذا الشيء أو لبعض ردود الفعل خلال آخر عشرة أيام بترك تأثير سلبي».
وفاز رودجرز بسبعة ألقاب مع سلتيك وحقق الثلاثية مرتين، وكاد يكرر الإنجاز للمرة الثالثة قبل أن يقرر الانتقال إلى ليستر بعقد يمتد حتى يونيو (حزيران) 2022.
ومع وصوله إلى ليستر ظهرت الإشارات المبكرة واعدة للغاية. وعندما تم تعيين رودجرز مديرا فنيا لليستر سيتي، ربما كان مصدر الشك الوحيد يتعلق بالطريقة التي كان يعتمد عليها المدرب الآيرلندي في الفترة التي أشرف خلالها على قيادة سوانزي سيتي، حيث كانت فلسفته تقوم في المقام الأول على الاستحواذ على الكرة. وكان رودجرز يقود سوانزي سيتي لتقديم كرة قدم جميلة وممتعة ويحقق نتائج إيجابية، لكن في بعض الحالات كان المشاهد يشعر بأن الفريق يستحوذ على الكرة من أجل الاستحواذ على الكرة فقط، وليس من أجل الوصول إلى مرمى الفريق المنافس. وربما تكون هذه هي المشكلة الدائمة بالنسبة لأي فريق يلعب بهذه الطريقة، وليس سوانزي سيتي وحده، مع الاعتراف بالطبع بأن الأخير كان يبالغ كثيرا في الاستحواذ على الكرة وإعادة تدويرها بشكل ممل وسلبي.
لكن أحد الأسباب التي جعلت المدرب كلود بويل لا يحظى بشعبية كبيرة في ليستر سيتي - بين الجماهير وبين بعض اللاعبين على الأقل - كان يتمثل في حذره الشديد فيما يتعلق بالاستحواذ على الكرة، على الرغم من أن الكثير من المديرين الفنيين يعتمدون على طريقة ترك الاستحواذ على الكرة للفريق المنافس ثم شن هجمات مرتدة سريعة وخاطفة بمجرد قطع الكرة، وهي الطريقة التي أثبتت فاعليتها في كثير من الأحيان.
وعندما فاز ليستر سيتي بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز قبل ثلاثة مواسم، كان الفريق يعتمد على تمرير الكرة للأمام بسرعة واستغلال السرعة الفائقة للمهاجم جيمي فاردي وركضه خلف مدافعي الفرق المنافسة. من المؤكد أن محاولة كلود بويل تغيير هذه الطريقة كانت هي السبب الرئيسي في فشله ورحيله. وبالتالي، كان هناك شعور بالقلق من أن الطريقة التي يعتمد عليها رودجرز - أو على الأقل الطريقة التي كان يعتمد عليها في بداية مسيرته الكروية - لن تكون مناسبة لناد مثل ليستر سيتي. لكن يجب أن نعترف بأن رودجرز الآن لم يعد هو رودجرز في بداية مسيرته التدريبية، حيث أصبح الآن أكثر مرونة. وربما يعود السبب في ذلك إلى الفترة التي قضاها في ليفربول، عندما أجبره وجود لاعبين من أمثال لويس سواريز ودانيل ستوريدج ورحيم ستيرلينغ على أن يغير طريقة لعبه ويكون أكثر إيجابية ويلعب بصورة مباشرة على مرمى الفرق المنافسة.
وربما لم يعد ليستر سيتي هو نفس الفريق الذي كان عليه منذ سنوات أيضا. ولو نظرنا للمباراة التي فاز فيها ليستر سيتي على فولهام بثلاثة أهداف مقابل هدف وحيد يوم السبت الماضي، لوجدنا أن رودجرز قد دفع بكل من يوري تليمانس وجيمس ماديسون وهارفي بارنز أمام ويلفريد نديدي، في الوقت الذي كان يتحرك فيه ديماراي غراي بسرعة فائقة ناحية اليمين، حتى وإن لم يكن في أفضل حالاته في تلك المباراة. ويظهر اعتماد رودجرز على هذه المجموعة من اللاعبين أنه يمتلك فريقا جيدا من الناحية المهارية والفنية. وفي الشوط الأول من هذه المباراة، بدا الأمر سهلا للغاية بالنسبة لليستر سيتي، نظرا لأن لاعبي فولهام قد ظهروا بشكل سيئ جدا في وسط الملعب. لكن في الشوط الثاني، نجح المدير الفني لفولهام، سكوت باركر، في تحفيز لاعبيه على تقديم أداء أكثر فعالية، وهو الأمر الذي يعكس قدرة المدير الفني الإنجليزي على مساعدة لاعبيه على تقديم أفضل ما لديهم. وأدرك فولهام هدف التعادل وفقد ليستر سيتي السيطرة على خط الوسط في بعض الفترات، قبل أن يضطر رودجرز لإجراء تغييرين أسهما بشكل كبير في إحراز هدفين عن طريق جيمي فاردي. وأشار رودجرز بعد نهاية المباراة إلى أنه يتعين على فريقه أن يتحسن خلال المباريات المقبلة.
وكان من الواضح أن فاردي يعاني من إحباط شديد تحت قيادة كلود بويل، لكن يبدو الآن أنه يشعر بسعادة كبيرة بالعمل مع رودجرز. وقد أحرز فاردي هدفيه نتيجة تمريرتين رائعتين من خط الوسط، حيث جاء الهدف الأول بعد تمريرة من ماديسون، في حين جاء الثاني بعد ركض فاردي والحصول على كرة عرضية متقنة من بارنز. وأكد رودجرز على ضرورة أن يتمكن الفريق من السيطرة على خط الوسط بشكل أفضل، ربما عن طريق تمركز اللاعبين بشكل جيد واتخاذ قرارات أفضل فيما يتعلق بالتمرير. لكن المدير الفني الآيرلندي أشار أيضا إلى أهمية أن يكون لدى الفريق لاعب كبير بقدرات وإمكانيات جيمي فاردي، واعترف بأنه فوجئ بمدى براعة فاردي في النواحي الخططية والتكتيكية، من خلال الطريقة التي يقود بها بالضغط على لاعبي الفريق المنافس.
وشدد رودجرز على ضرورة أن يلعب وسط الملعب بالقرب من فاردي، حتى لا يكون اللاعب معزولا بين مدافع الفريق المنافس، وحتى يكون لاعبو الفريق أكثر ترابطا وقربا من بعضهم البعض أثناء الضغط على لاعبي الفريق المنافس، وكذلك عندما تقطع الكرة من الفريق. ورغم أنه قد يكون من الصعب القيام بذلك في ظل الاعتماد على أربعة لاعبين يمتلكون مهارات كبيرة ويعانون بعض الشيء في القيام بالواجبات الدفاعية في خط الوسط، بالإضافة إلى نديدي، فإنه لو تمكن الفريق من تحقيق ذلك فإنه سيقدم كرة قدم ممتعة ومثيرة للغاية.
ومن المؤكد أن الفريق سيخوض مواجهات أكثر صعوبة من مواجهة فولهام خلال المرحلة المقبلة، لكن رودجرز كان واضحا بشأن ضرورة التحسن والتطور، سواء في خط الوسط أو فيما يتعلق بالضغط على الفريق المنافس. إننا دائما ما نسمع رودجرز يتحدث عن ضرورة اللعب بشكل جيد، لكن الآن يوجد شعور بأن التغييرات التي طرأت على طريقة تفكيره والتغييرات التي أدخلها على تشكيلة الفريق قد تؤدي إلى تحقيق نتائج إيجابية وتقديم كرة قدم ممتعة خلال المرحلة المقبلة.


مقالات ذات صلة

البريمرليغ: يونايتد يعتلي قمة مانشستر في دقيقتين 

رياضة عالمية فرحة لاعبي مانشستر يونايتد بهدف قائد الفريق برونو في مرمى السيتي (رويترز)

البريمرليغ: يونايتد يعتلي قمة مانشستر في دقيقتين 

قلب مانشستر يونايتد الطاولةَ على مضيفه مانشستر سيتي وهزمه بنتيجة 2-1 بسيناريو درامي في ديربي المدينة بقمة منافسات الجولة السادسة عشرة بالدوري الإنجليزي.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية روبن أموريم مدرب مانشستر يونايتد (رويترز)

مدرب يونايتد يستبعد راشفورد وغارناتشو من قمة سيتي

لم يدفع روبن أموريم، مدرب مانشستر يونايتد، بالمهاجمين ماركوس راشفورد وأليخاندرو غارناتشو في التشكيلة الأساسية أمام منافسه المحلي مانشستر سيتي في قمة المدينة.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية فرحة لاعبي كريستال بالاس بهدفهم الثالث في مرمى برايتون (رويترز)

«البريميرليغ»: بثلاثية... بالاس يضع حداً لسلسلة برايتون الخالية من الهزائم

سجل جناح كريستال بالاس إسماعيلا سار هدفين، ليقود فريقه للفوز 3-1 على غريمه التقليدي برايتون آند هوف ألبيون، على استاد أميكس، الأحد، ليمنى برايتون بأول هزيمة.

«الشرق الأوسط» (برايتون)
رياضة عالمية كاي هافرتز متحسراً على إحدى الفرص الضائعة أمام إيفرتون (رويترز)

هافرتز لاعب آرسنال: نقطة إيفرتون محبطة... علينا أن نتماسك

دعا كاي هافرتز، لاعب آرسنال، الفريق إلى «التماسك» بعد الانتكاسة الأخرى التي تعرض لها الفريق في حملته للفوز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم هذا الموسم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية غاري أونيل (رويترز)

ولفرهامبتون المهدد بالهبوط يقيل مدربه أونيل

ذكرت وسائل إعلام بريطانية أن ولفرهامبتون واندرارز أقال مدربه، غاري أونيل، اليوم (الأحد)، بعد سلسلة نتائج بلا انتصارات مما جعل الفريق يقبع في منطقة الهبوط.


شاهد... صاعقة تقتل لاعباً وتصيب آخرين في ملعب كرة قدم

صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة
صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة
TT

شاهد... صاعقة تقتل لاعباً وتصيب آخرين في ملعب كرة قدم

صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة
صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة

تسببت صاعقة برق خلال مباراة كرة قدم محلية في وسط بيرو بمقتل لاعب وإصابة 4 آخرين يوم الأحد، بحسب شبكة «سي إن إن».

وأظهرت لقطات من المباراة اللاعبين وهم يغادرون الملعب في ملعب كوتو كوتو ببلدة تشيلكا، على بعد نحو 70 كيلومتراً جنوب شرقي ليما، بعد توقف المباراة بسبب عاصفة.

وفي مقطع فيديو، شوهد كثير من اللاعبين وهم يسقطون على وجوههم على الأرض في اللحظة نفسها عندما ضربت الصاعقة الملعب.

وحسبما ظهر على محطة التلفزيون المحلية «أوندا ديبورتيفا هوانكافيليك»، لوحظت شرارة قصيرة وسحابة صغيرة من الدخان بالقرب من أحد اللاعبين. بعد ثوانٍ، بدا أن بعض اللاعبين يكافحون من أجل العودة إلى الوقوف.

وقالت السلطات ووسائل الإعلام الحكومية إن المتوفى هو المدافع هوجو دي لا كروز (39 عاماً).

وقالت البلدية المحلية في بيان: «نقدم تعازينا الصادقة لعائلة الشاب هوجو دي لا كروز، الذي فقد حياته للأسف بعد أن ضربته صاعقة أثناء نقله إلى المستشفى، نعرب أيضاً عن دعمنا وتمنياتنا بالشفاء العاجل للاعبين الأربعة الآخرين المصابين في هذا الحادث المأساوي».

وحتى مساء الاثنين، خرج لاعبان من المستشفى، بينما لا يزال اثنان تحت المراقبة، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الحكومية «أندينا». وأضافت أن حارس المرمى الذي أصيب في الحادث كان في حالة حرجة، لكنه أظهر تحسناً.

ويمكن أن تسبب ضربات البرق إصابات خطيرة للإنسان، وفي حالات نادرة، يمكن أن تكون قاتلة. وفرصة التعرض لها أقل من واحد في المليون، وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة (CDC).

ووفقاً لـ«سي دي سي»، ينجو ما يقرب من 90 في المائة من جميع ضحايا ضربات البرق، ولكن الآثار يمكن أن تكون خطيرة وطويلة الأمد. «لقد عانى الناجون من إصابات وحروق وأعراض خطيرة بما في ذلك النوبات وفقدان الذاكرة».