فلسطيني يفوز بـ«جائزة محمود كحيل» لفن الكاريكاتير السياسي

حصد الفلسطيني محمد عفيفة «جائزة محمود كحيل» عن فئة الكاريكاتير السياسي، وهي الأبرز بين جوائز هذا الحدث الذي تنظمه «مبادرة معتز ورادا الصواف» للسنة الرابعة على التوالي.
وبلغت نسبة مشاركة الفنانين في جائزة محمود كحيل للكاريكاتير والرسوم التعبيرية والمصورة أوجها في دورتها الرابعة. فلوحظ تضاعف أعدادهم من مصر ولبنان وسوريا والأردن وفلسطين، وإقبال كبير من الجزائر والمغرب وتونس مقابل دول أخرى مثل العراق والسودان واليمن. كما انضمت إلى قائمة المتسابقين كل من البحرين والسعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، مما رفع عدد الدُّول العربية المشاركة في الجائزة إلى 15 دولة.
وفاز عن فئة الروايات التصويرية كتاب «توينز كارتون» (Twins Cartoon) لهيثم ومحمد السحت من مصر، وعن فئة الشرائط المصورة كمال زاكور من الجزائر، وعن فئة الرسوم التصويرية والتعبيرية ساندرا غصن من لبنان، وعن فئة رسوم كتب الأطفال هاني صالح من مصر.
كما منح الفنان التشكيلي المصري الرائد حلمي التوني جائزة «قاعة المشاهير لإنجازات العمر» الفخرية، وهي جائزة تمنح تقديراً لمن أمضى ربع قرن أو أكثر في خدمة فنون الشرائط المصورة والرسوم التعبيرية والكاريكاتير السياسي. فيما ذهبت جائزة «راعي القصص المصورة العربية» الفخرية التي تمنح تقديراً للذين يدعمون الشرائط المصورة والرسوم الكاريكاتورية في العالم العربي على نطاق واسع ويساهمون بالتالي في التراث الثقافي للمنطقة لمجلة «سمندل» اللبنانية.
وتأهل إلى المرحلة النهائية عن مختلف الفئات، إضافة إلى الفائزين، اللبناني أنس اللقيوس، والتونسي عثمان السالمي عن الكاريكاتير السياسي، واللبنانيين إيليا طويل ومحمد قريطم عن الروايات التصويرية، والمصري محمد توفيق واللبنانيين محمد قريطم مجدداً وجوزيف قاعي عن الشرائط المصورة، والمصري حازم كمال والأردني حسان مناصرة واللبناني جوزيف قاعي مجدداً عن الرسوم التصويرية والتعبيرية. فيما وصل كل من الأردني حسان مناصرة والفلسطينية تغريد عبد العال إلى نهائيات فئة رسوم كتب الأطفال.
وضمت لجنة التحكيم المشرفة على الحدث هذه السنة البريطاني ستيف بل رسام الكاريكاتير المعروف في صحيفة «الغارديان» والإيطالية سيمونا غابرييلي مؤسسة دار «ألفباتا» المتخصصة بترجمة كتب الشرائط المصورة العربية ونقلها إلى الجمهور الأوروبي. كما شارك فيها كل من الفنان اللبناني مازن كرباج المعروف بمواهبه المتعددة في مجالي الشريط المصور والموسيقى، إضافة إلى الشّاذلي بلخمسة فنان الكاريكاتير التونسي المخضرم، والباحث والناقد جورج خوري (جـاد) فنان الشرائط المصورة اللبناني، وجوان باز الرسامة والمصممة البارزة ومؤسسة دار «كارداموم» للتصميم.
ولوحظ السنة الحالية مشاركة لافتة من قبل نساء فنانات، بحيث بلغت الربع من مجمل العدد. وتولّت مديرة المبادرة في الجامعة الأميركية في بيروت لينة غيبة، الإعلان عن أسماء الفائزين بالجائزة، بحضور معتز الصواف، وأعضاء لجنة التحكيم وعدد كبير من السياسيين والدبلوماسيين والفنانين والباحثين والأكاديميين والإعلاميين.
وشهد الحفل الذي أقيم في «بيت بيروت» في منطقة السوديكو افتتاح المعرض الدُّولي «IN - TRANSIT». ويتناول في لوحاته الـ300 لفنانين عرب وأجانب موضوع النزوح وطلب اللجوء في القصص المصورة.
«يمكن القول إنّ هذه الجائزة أوصلتنا إلى العالمية بعد أن تفوق فنانوها على الأجانب المشاركين في مهرجان (أنغوليم) الفرنسي الدُّولي، والذي يعتبر ثاني أكبر مهرجان للشرائط المصورة في العالم»، تقول رادا الصواف مؤسسة هذه الجائزة مع زوجها معتز الصواف. وعما إذا هذا الفن يشهد اليوم رواجاً بعد فترة ركود مر بها توضح: «في هذه الفترة التي تتحدثين عنها غاب رعيل هذا الفن أمثال ستافرو جبرا ومحمود كحيل وبيار صادق وغيرهم. حتى إنّ البعض لم يكن يسمع به من قبل خصوصاً أنّ القصص المرتكزة على الرسوم المتحركة مثل (تان تان) و(أستريكس وأوبليكس) و(الأمير الصغير) وغيرها، لم تعد موجودة كما في الماضي إذ كانت تشكّل رمزا من رموز طفولتنا. وكي لا ينقرض هذا الفن أقمنا هذه الجائزة ونجحنا في إعادته إلى الواجهة مع مواهب مرموقة نفتخر بها».