السفير الجزائري لدى السعودية: بوتفليقة يمارس مهامه بصورة طبيعية

أكد أن المظاهرات عكست حرية التعبير التي تسود بلاده

السفير الجزائري أحمد عبد الصدوق
السفير الجزائري أحمد عبد الصدوق
TT

السفير الجزائري لدى السعودية: بوتفليقة يمارس مهامه بصورة طبيعية

السفير الجزائري أحمد عبد الصدوق
السفير الجزائري أحمد عبد الصدوق

أكد السفير الجزائري لدى السعودية أحمد عبد الصدوق، أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة يمارس مهامه بشكل طبيعي، مشيراً إلى أن العلاقة بين الشعب والحكومة والجيش، علاقة تكاملية وطنية ممتازة، والمؤسسة العسكرية تعمل بكل إخلاص وتفانٍ من أجل تحقيق الأمن والاستقرار وحماية البلاد.
وأضاف أن المظاهرات الأخيرة التي شهدتها بلاده جرت في هدوء، في ظل إرادة السلطات بالسماح لها بالمضي قدماً في ظروف يسودها الأمن والحرية مع تجنب أي تجاوزات، مشدداً على أن بلاده تمتلك المقومات كافة التي ستمكنها من تجاوز الظرف الحالي، دون الحاجة لأي تدخل أو مبادرة من الخارج.
وعن الحالة الصحية للرئيس الجزائري بعد عودته من جنيف، أول من أمس، قال عبد الصدوق وهو سفير فوق العادة ومندوب دائم لدى منظمة التعاون الإسلامي، لـ«الشرق الأوسط»، إن «صحة رئيس الجمهورية في وضع معروف، ولا تستدعي القلق أكثر من اللازم، وأجرى فحوصات دورية بمستشفى في جنيف وعاد مساء الأحد إلى الجزائر لممارسة مهامه الرسمية بصورة طبيعية».
وتابع: «رغم المخاطر الأمنية المحدقة بالمظاهرات في الجزائر، التي تحاول جهاتٌ مجهولةٌ اختراقها، فإن السلطات الجزائرية من خلال الإدارة الاحترافية للأجهزة الأمنية، التي التزمت ضبط النفس، عملت على تأطير هذه الحركة بإيجابية، من أجل دمجها في المسار السياسي الطبيعي في الجزائر، خصوصاً أن البلاد مقبلة على استحقاق انتخابي».
واعتبر أن المسألة تعني أيضاً منع أي استغلال لهذه المظاهرات بشكل خطير أو ضار بالنظام العام وأمن البلد، مشيراً إلى أن المظاهرات عكست قوة حرية التعبير التي تسود في الجزائر، خصوصاً أنها تجري بطريقة سلمية، دون صدامات أو توترات، ما يدل على نضج ووعي الشعب، في ظل احترام النظام الجمهوري وتعدد الآراء.
وكشف السفير الجزائري أن العملية الانتخابية الجزائرية للجالية الموجودة في السعودية، التي يبلغ تعدادها 9 آلاف مقيم، ستنطلق في 4 مدن يوم 18 أبريل (نيسان) المقبل، في كل من الرياض والدمام وجدة والمدينة المنورة، متعهداً بنزاهتها وشفافيتها.
وأضاف عبد الصدوق: «مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية، أظهرت الحكومة الجزائرية انفتاحاً كبيراً على الحوار مع الأطياف السياسية والقوى الحية للأمة كافة، وأمام هذا الوضع كان رد فعل السلطات العمومية متزناً وواضحاً ومسؤولاً، إذ إن ممارسة ديمقراطية مثل الحق في التظاهر المكرس دستورياً، لا يكون لها معنى إلا إذا تم استيفاء شروط الأمن من حيث الالتزام والتأطير».
وأشار السفير الجزائري إلى أن اللجنة الوطنية المستقلة للإشراف على الانتخابات منحت السلطات العمومية والأحزاب السياسية والمرشحين، جميع الضمانات القانونية، لتحقيق شفافية هذا الاقتراع، الذي «ينبغي أن يتم في ظل السكينة والمسؤولية»، على حد تعبيره. وتابع: «في هذا الصدد ينبغي التنويه إلى أنه إضافة إلى الحق المكفول لجميع المرشحين لمراقبة العملية الانتخابية بأكملها، فإن هناك 400 مراقب دولي من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، سيشاركون كذلك في ملاحظة العملية الانتخابية في كل مراحلها».
وأكد عبد الصدوق، أن نتائج صناديق الاقتراع لها «صفة قدسية» يتعين على الجميع، أحزاباً سياسية وسلطات عمومية، احترامها بصرامة، منوهاً بأن هذا التقييم له ما يبرره، خصوصاً أن بلاده على أعتاب استحقاق مهم لمستقبل البلد، مشدداً على إتاحة المجال للنقاش الحرّ بين مختلف المترشحين في الانتخابات الرئاسية، التي يأمل الجميع أن تتم في إطار شفاف.
ونوّه بأن المرحلة الأولى من العملية الانتخابية انتهت في 3 مارس (آذار) 2019 مع انتهاء الموعد النهائي لتقديم الترشيحات إلى المجلس الدستوري الذي سيبتّ في الملفات المقدمة بموجب قرار في غضون 10 أيام من تاريخ إيداع ملف الترشح، ويتم الإخطار بقبول أو رفض الملف بموجب قرار يُنشر في الجريدة الرسمية.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.